✍🏼 راشد دياب القيادي بالشعبي: هل تخلى علي الحاج عن المؤتمر الشعبي ؟
شأني شأن الكثيرين أشهد للاخ الدكتور علي الحاج – فك الله اسره – أنه قدم تضحية كبيرة حين قبل بالتكليف مواصلة للجهود التي قام بها من قبله الشيخ ابراهيم السنوسي الامين العام المكلف حينها ، في لحظة كان المؤتمر الشعبي احوج ما يكون للتماسك و التعاضد إثر الهزة التي طالته في اعقاب انتقال الشيخ الترابي – رحمه الله – بكل ما يمثله الفقد الجلل من تحدي للحزب وللوطن باكمله .
انتهت كرنفالات تتويج علي الحاج أمينا عاما للمؤتمر الشعبي بانعقاد أول وآخر مؤتمر شورى ( مكتمل ) في اليوم السادس من مايو ٢٠١٧ ، بدأ على الحاج حديثه في تلك الأمسية بعبارة : ( إن بضاعتنا رائجة .. وليست مزجاة ) و قبيل غروب شمس ذلك اليوم كان يختم حديث مقتضب بآيات من سورة القصص : ( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83) مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(84)
بهدوء شديد وثبات جاءت خطوات علي الحاج مغادرا أرض المعارض ببري في أعقاب انتهاء مؤتمر الشورى الأول خطوات لم تزده من مؤسسات الحزب وتوصياته إلا بعدا ، وهو يعرض بضاعاته ( الرائجة ) بدأ بتبنى موقف المشاركة الرمزية ( كراع برة وكراع جوة ) في حكومة الحوار الوطني فخسر شريكه الأساسي وتوصيات الحوار و حكومته . وتلى ذلك خطوات يحسبها ( حسنة ) ويرجو خيرا منها :
٢/ أوقف لجنة المنظومة الخالفة التي قام بتشكيلها نائبه الدكتور احمد إبراهيم تطبيقا لقرار وتوصية المؤتمر العام ، وقال انه لا يعرف عنها شئيا وأن مشروعه هو السلام اولا فخسر الحزب مشروعه ومشروعية استمراره ووجوده .
٣/ عبر عن وقوفه مع الرئيس البشير عند إندلاع الثورة فخسر الحزب جل شبابه وكل طلابه بالجامعات .
٤/ عند سقوط البشير وصف ما جرى بانه انقلاب عسكري فخسر قوى الثورة ، وقال انه كان يعمل لإسقاط النظام من الداخل فخسر الحزب مصداقيته و قيمه ومبدأيته في حفظ العهود والمواثيق .
٥/ ظهر في برنامح تلفزيوني وهو يتحدث عن العلمانية بصدر وقلب مفتوح فخسر وجدان الإسلاميين وتعاطفهم .
٦/ في الوقت الذي كان يعتبر الشباب الا منتمي للاحزاب ان الوثيقة الدستورية هي المولود الشرعي لثورة ديسمبر قال انه سيمزق هذه الوثيقة فخسر الثورة و شبابها و خسر حريته الشخصية .
٧/ عطل مسار الحزب وتحالفاته مع ذوي الوجهة المشتركة يعطيل يصل الى حد العداء و هام الحزب بوجهه يتسول وجوده في موائد الخصوم .
٨/ أيد تدخلات البعثة الأممية في الشأن الداخلي ، وراهن على المبعوث الاممي فولكر بيرتس ، فلا قطع معه ارضا للحوار ولا ابقى ظهر السيادة الوطنية .
٩/ غيب مؤسسسات الحزب وهو حبيس ومتهوم في قضية سياسية وغير نوابه الثلاثة و أمانات الحزب وعدها واختصاصاصتها ثلاثة مرات بدون الرجوع لمؤسسات الحزب الأعلى لإجازتها او تعديلها حسب نصوص النظام الأساسي ، المرة الاخيرة كانت بعد ان انتهت ولايته ذات الاربع سنوات
١٠/ وصف انحياز اللجنة الامنية في ١١ ابريل بالإنقلاب وقبل التعامل مع المجلس العسكري كأمر واقع وانخرط مع البرهان في لقاءات ثنائية ، ووصف إجراءات ٢٥ أكتوبر بالإنقلاب ورفض التعامل معه طبعا لم يتسنى له الجلوس مع البرهان هذه المرة كونه حبيس .
١١/ كتب خطابا للامانة العامة يفيد بإنتهاء أجله كأمين منتخب وطلب إعفاءه ، فتم التجديد له الى حين قيام المؤتمر في ٣١ ديسمبر ٢٠٢١ المنتهي قبل اكثر من خمسة اشهر ثم رفض تدابير قيام مؤتمر الشورى في ديسمبر ٢٠٢١ متعللا بحالة الطوارئ و جائحة كورونا و ضائقة الحزب المالية ، و ظل حتى الآن يرفض اي محاولة لقيام الشورى مما خلق حالة اصطفاف حادة داخل الحزب توشك ان تهدده بالإنقسام . ولا يبدو أنه يابه لذلك .
١٢/ مركزية علي الحاج جعلت الإصطفاف داخل المؤتمر الشعبي يقوم على أساس جهوي ، واصبح الخلاف حول شخصه واستمراره في قيادة الحزب بدلا عن مناقشة القضايا الاساسية و لو استعاد علي الحاج ذاكرته لمشهد انتخابه أمينا عاما في مارس ٢٠١٧ لأسكت الذين يقولون ان جهة معينة أرادت تغييبه من قيادة الشعبي كونه من دارفور .
هناك مثل إيطالي يقول أن الشجرة الضخمة لا تطرح ثمارا ، و اقول ربما تضخم الدكتور علي الحاج فما عاد المؤتمر الشعبي يجنى من وراء خطواته شيئا سوى فتنة الإنقسام .. فماذا لو ان علي الحاج تخلى عن هذا الحزب ، و الرجاء والعمل الجاري الآن أن تنعقد الشورى و ألا تتم مقاطعتها وأن يكتمل النصاب لإنعقادها في جو صحي و متماسك .
الخرطوم
٧ يونيو ٢٠٢٢