الحرية والتغيير .. هل كسرت طوق اللاءات الثلاث؟

تسارعت الأحداث في الساحة السياسية حيث التقت قوى إعلان الحرية والتغيير المجلس المركزي بالمكون العسكري بعد صراعات عنيفة بين الطرفين دامت لمدة تجاوزت (6) أشهر إثر أحداث (25) أكتوبر التي قام بها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وتمثلت بحل الحكومة وإعلان حالة الطوارئ قبل رفعها مؤخراً، وأعلنت الآلية الثلاثية تأجيل جولة الحوار الوطني الثانية التي كان مقرراً لها الانعقاد أمس الأحد إلى أجل غير مسمى، حيث اعتبرت قوى الحرية والتغيير هذا التأجيل انتصاراً لها ولكل القوى الثورية.
الخطوة طرحت عدداً من التساؤلات حول لقاء قحت مع المكون العسكري، أبرزها هل تعود الشراكة بين العسكريين والمدنيين مجدداً حتى نهاية الفترة الانتقالية، وهل يقبل الشارع بالتسوية، وهل ترجع الأوضاع إلى ما قبل (25) أكتوبر.. وهل تقبل لجان المقاومة بكسر طوق اللاءات الثلاث؟
الخرطوم: رفقة عبدالله
تطورات الساحة السياسية
وفي تطور جديد تم بوساطة سعودية أمريكية، التقى ممثلون عن القوى، بوفد عسكري الخميس وكشفت القوى الحرية والتغيير ـ الجمعة ـ عن تفاصيل اللقاء، معلنة عن تشكيل قنوات تواصل مع العسكريين وممثلي الوساطة الجديدة لتبادل الرؤى حول قضايا الحوار لإنهاء الأزمة السياسية، وأكدت الحرية والتغيير من خلال مؤتمر “صحفي” أنها لم تذهب للقاء العسكريين لأجل إعادة الشراكة القديمة، وإنما لإنهائها وبناء علاقة جديدة مع القوات النظامية، تعود بالجيش إلى ثكناته عبر خروج آمن وإقامة سلطة انتقالية مدنية كاملة، وانطلقت في الخرطوم الأربعاء الفائت، محادثات مباشرة بين أطراف الأزمة وذلك بتسهيل من الآلية الثلاثية المكونة من الاتحاد الأفريقي، الإيقاد، يونيتامس بهدف حل الأزمة التي دخلت فيها البلاد منذ 25 أكتوبر وكانت قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، أعلنت عن مقاطعتها جلسة الحوار المباشر؛ بسبب ما وصفته بـعدم استجابة السلطات في تهيئة المناخ الملائم، ووقف العنف ضد المتظاهرين، وإطلاق سراح المعتقلين.

توقعات التسوية
محللون ومراقبون تحدثوا لـ(اليوم التالي) أن جلوس مركزية الحرية والتغيير مع المكون العسكري خوفاً من تجاوزها بعد انطلاق الحوار المباشر بتسهيل من الآلية الثلاثية خاصة أن لديها ملاحظات حول ذلك، مؤكدين أن خطوة الحرية والتغيير إيجابية بعد تعنتها في الجلوس مع العسكر، وتوقعوا عودة الشراكة بين الطرفين، وربما يكون اللقاء في إطار إلحاق التحالف بمسار التفاوض المباشر، واستبعد المحلل السياسي محمد السماني، في حديثه لـ(اليوم التالي) أي اتجاه لعودة الشراكة بين الحرية والتغيير المجلس المركزي – والمكون العسكري، منوهاً إلى أنها ستكون شراكة غير متكافئة لتجاوزها للشارع والقوى الفاعلة التي أكدت على أن مستقبل البلاد بحكومة مدنية ديمقراطية دستورية لافتاً إلى أن هنالك ضغوط كبيرة مورست على الطرفين للوصول إلى اتفاق ما يحفظ الاستقرار بشكل مؤقت أي “مسكن للأزمة”، ولقاء الأمس الأول بين الحرية والتغيير والمكون العسكري بداية لتأسيس سياسي جديد “ساس” وأن هذا التأسيس في حال عدم موافقة لجان المقاومة لن يكتب له النجاح.

لن نكسر اللاءات الثلاث
أوضح نائب الأمين السياسي بالمؤتمر السوداني والقيادي بالحرية والتغيير حمزة فاروق أن لقاء الحرية والتغيير بالمكون العسكري لا يعتبر كسراً للاءات الثلاث، وأن اللقاء جاء بدعوة من وساطة سعودية أمريكية قدمت فيها الحرية والتغيير خارطة طريق وأكدت أن ما يحدث في فندق السلام روتانا عبث ولا يؤدي إلى نتائج، مؤكداً في تصريح لـ(اليوم التالي) أن نتائج اللقاء كانت ممتازة ومنها تعليق الآلية لحوار فندق السلام روتانا واعتبر ذلك انتصاراً كل قوى الثورة، وأن المكون العسكري أبدى الموافقة بخارطة الطريق، وأن اللقاء أيضاً نوع من أنواع الضغط على المكون العسكري ويجب عليه الاعتراف بانقلاب (25) أكتوبر، بعد فشله خلال الفترة السابقة.

خطوة غير موقفة
وقال عضو لجان مقاومة بحري (السامراب) محمد جاد السيد إن موقف لجان المقاومة واضح من المفاوضات التي تجري بين المكون العسكري والحرية والتغيير، ولجان المقاومة ضد كسرت اللاءات الثلاث مشيراً في تصريح لـ(اليوم التالي) أنهم ماضين في إسقاط انقلاب (25) أكتوبر، وأن تفاوض “قحت” مع العسكر لا ينهي الانقلاب لأن ذلك يتعارض مع مصلحة العسكر وهم غير مستعدين لذلك. مؤكداً أن قوى الحرية والتغيير اختارت طريقاً يتعارض مع الشارع وذلك على حسب رؤية أحزابهم منوهاً الى أن اللجان المقاومة ليست جزءاً من هذا التفاوض، لافتاً الى أن الحرية والتغيير كسرت طوق اللاءات الثلاث، وفارقت خط الثورة، مشدداً أن رؤية لجان المقاومة واضحة لا تفاوض لا شراكة ولا مساومة.. ذلك بسبب عدم جدية العسكر وأن خطوة الحرية والتغيير للتفاوض مع العسكر غير موقفة، وأن التفاوض لا ينتج دولة مدنية حقيقة وهذا يتعارض مع الدعم السريع والجيش والحركات المسلحة وهذا الحوار لا ينتج جيشاً وطنياً واحداً أو مؤسسات عدلية، مضيفاً: “هذا الشيء شبه مستحيل” وكان على قحت أن تتناقش مع قوى الثورة قبل الخوض في المفاوضات.

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...