هل سحبت “قحت” البساط من التيارات الإسلامية؟
شهدت الساحة السياسية خلال الفترة السابقة ظهور التيارات الإسلامية على سطح المشهد بخروجها في تظاهرات حاشدة ضد البعثة الأممية المطالبة بخروجها من البلاد وعدم التدخل الأجنبي في الشأن السوداني، بينما تغير المشهد السياسي الآن تماماً، بعد أن كسرت الحرية والتغيير اللاءات الثلاث بجلوسها مع المكون العسكري، وشغلت المشهد السياسي من جديد. فهل سحبت الحرية والتغيير البساط من التيارات الإسلامية مرة أخرى بعد أن اعتقدت تلك التيارات أن قحت لن تعود للمشهد برفضها للحوار؟
تعليق بلا فائدة
قال القيادي بالتيار الإسلامي العريض محمد عوض في حديثه لـ(اليوم التالي) إنهم كتيارات إسلامية موجودون منذ ما أسماه الانقلاب على نظام الإنقاذ في 11 أبريل 2019م وظلوا في حراك الى ما بعد قرارات 25 أكتوبر رغم محاولة “شيطنة” التيار الإسلامي مضيفاً: سنظل في حراكنا ضد الألية الثلاثية وضد الوصاية والتدخلات الدولية على السودان وفي الوقت نفسه ندعم الحوار السوداني الذي يجمع كل الكيانات السياسية، مثل الحوار الذي رعته الحركة الإسلامية إبان عهد الإنقاذ والآن في انتظار حوار الآلية وما سوف يسفر عنه. وفي حال حاولت بعثة فولكر تصعيد أحزاب “قزمية” الى السلطة ممثلة في الحرية والتغيير التي تقودها أحزاب ليس لديها وزن نحن سنكون سداً منيعاً لها. كما حدث في تصعيد قبل أسبوعين من الآن ضد البعثة الأممية. وأشار الى أن التيار الإسلامي في حالة ترقب لما تقوم به بعض المحاور الإقيلمية لسرقة الثورة وتصديرها الى أحزاب بعينها خاصة وأن هذا الأحزاب ترفض الانتقال الديمقراطي السلس الذي يقود الى انتخابات حرة ونزيهة. لافتاً الى أن التيار العريض لدينا عدة برامج وفعاليات تعمل على ترجيح الحوار السوداني، مؤكداً أن تعليق الحوار لن يخدم شيئاً ما لم يكن هنالك توافق وطني دون انتظار أحزاب ترى في نفسها أنها وصية على الشعب السوداني وراعية للديمقراطية.
التراضي الوطني
في سياق متصل قال القيادي بالإصلاح الآن أسامة توفيق في تصريح لـ(اليوم التالي): التيار الإسلامي في أحسن حالاته الآن وتمت صناعة مبادرة تسمى التراضي الوطني تضم كل التيارات الإسلامية والأحزاب اليسارية بقيادة الشيخ الطيب الجد منوهاً الى أن الولايات المتحدة والسعودية تريدان معادلة الكفة بعد أن بدأ التيار الإسلامي بتحركات لخطف القفاز من “قحت” وزاد أن الحرية والتغيير تم تعليق الحوار ولم تلحق، مشيراً ال ى أن الحرية والتغيير ليست لها مستقبل في المشهد، وأن المستقبل الآن للتيارات الإسلامية، وأن التيار الإسلامي له القدرة على أن يقف في الساحة السياسية لافتاًالى أن الحرية والتغيير لا يمكن أن تمنع التيارات الإسلامية من مزاولة النشاط السياسي في الفترة الانتقالية. مضيفاً أن الذين يرفضون التوافق الوطني يعلمون جيداً حجم التيارات الإسلامية.
موقف واضح
وأضح أسامة أنه لا يوجد موقف موحد للتيار الإسلامي من الحوار والعملية السياسية الجارية في البلاد برعاية دولية، فمثلاً المؤتمر الشعبي جزء من حوار الآلية الثلاثية، بينما المؤتمر الوطني ما زال بعيداً عن الساحة السياسية ومن أي حوار آخر، أما بقية الأحزاب السياسية الإسلامية التي كونت التيار الإسلامي العريض فمعظمها أشبه بجماعات ضغط لأحزاب قوى الحرية والتغيير عدا حزب الأمة، بينما المؤتمر الوطني يهدف لتوافق حديث بقائده غندور للوصول لانتخابات شفافة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية، ويجب أن تكون الفترة الانتقالية قصيرة جداً، كما كانت أيام الفريق أول سوار الذهب ويعتقد قادة المؤتمر الوطني أنهم قادرون على اكتساح الانتخابات وهم غير مهتمين بتعليق الحوار والبدء في حوار خاص بين العسكر و”قحت” وأن بقية أجسام التيار الإسلامي العريض غير ممثلة في حوار الآلية الثلاثية ولذلك فهي غير مهتمة كثيراً بقضية تعليق الحوار لكنها غاضبة من احتمالية عودة “قحت” هذا يعني إنهاء الانقلاب العسكري الذي رحبت به غالب فصائل التيار الإسلامي العريض أو تعايشت معه ورفضت إدانته، تساءل: هل يمكن لـ “قحت” احتكار السلطة كما فعلت سابقاً.