السودان في قلب استراتيجية الأمن العسكري والغذائي
د. عادل عبد العزيز الفكي
adilalfaki@hotmail.com
البعد الاستراتيجي والدولي للصراع السوداني/السوداني يظهر في اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية ودول الإقليم بمجريات المباحثات ما بين المكون العسكري والقوى السياسية السودانية، سواء المؤيدة لقرارات الخامس والعشرين من اكتوبر ٢٠٢١ أو المعارضة له.
حرصت الولايات المتحدة ودول الإقليم ممثلة في السعودية والإمارات ومصر على دفع قوى الحرية والتغيير، المجلس المركزي، على التخلي عن العدمية السياسية (لا حوار لا شراكة لا تفاوض) والجلوس للتفاوض مع المكون العسكري بمنزل السفير السعودي بالخرطوم.
من الواضح أن دفع الولايات المتحدة، ودول الإقليم، للمجلس المركزي للتفاوض، يعكس اهتمام هذه الدول باستقرار السودان، بوصفه عنصراً مهماً ومركزياً في التحالف الاستراتيجي الذي تدفع الولايات المتحدة نحو تكوينه، ويضم السعودية، والإمارات ، ودول الخليج العربي الأخرى ، ومصر، وإسرائيل، والسودان.
تتمثل أهم أهداف هذا التحالف في محاصرة الخطر الإيراني من ناحية، ومنع تغلغل النفوذ الروسي في دول المنطقة من الناحية الأخرى ، خصوصاً في ظل الحرب الروسية الأوكرانية. وأهم ضمانة لمنع التغلغل الروسي، هو إعداد بدائل للقمح الروسي، من خلال الزراعة وإنتاج القمح من الأراضي السودانية.
على هذا الأساس ينبغي على القوى السياسية السودانية، بمختلف مسمياتها، التوافق على رؤية سياسية واستراتيجية تراعي المصلحة العليا للسودان كوطن وكأمة، وأن تضع في اعتبارها أن القوى الدولية والإقليمية حريصة – أشد الحرص – على وحدة وتماسك الجيش السوداني، والقوى الأمنية السودانية الأخرى بمختلف مكوناتها بما فيها الدعم السريع.
واجب القوى السياسية السودانية في المرحلة المقبلة هو الانتقال من مرحلة التباغض والإقصاء المتبادل، لمرحلة النظر للمصالح الاستراتيجية للأمة السودانية. والله للموفق.