إبراهيم شقلاوي يكتب: السودان الاقتراب من سيناريوهات الحل

البرهان يشتغل بولتيكا ويوجه مدفعية هادئة تجاه حائط الاحزاب الهش بحديثه في دارفور الأسبوع الماضي الذي نقل الكرة الي ملعب القوي السياسية بذكاء يحسد عليه .. الرجل خرج من مربع الخيار المخيف الذي كانت ترفضه الاحزاب وهو الانتخابات الي خيار ممكن وهو التوافق بين الاحزاب كشرط لتسليم السلطة .. دون ذلك يعني استمرار معادلة السلطة بالواقع الماثل الي حين قيام الانتخابات منتصف العام القادم ..
هذا الموقف الجديد يجعل المؤسسة العسكرية في مأمن من الضغوط الداخلية او الإقليمية او الدولية ويجعلها بمنائي عن الاتهام بانها لاتريد تسليم السلطة وأنها متشبثة بالكرسي ويجعل الطريق ممهدا لجميع المبادرات بكل اشكالها واتجاهاتها كما انه يشكل مخرج من الأزمة و يقر العدالة بين جميع القوي السياسية والجماهير المساندة لها التي تخرج الي الشارع بين مؤيد لإجراءات الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي والرافض لها .. فلم يعد هناك مبرر لمن يرفعون شعار لاتفاوض ولا مساومة ولا شراكة الا اذا كانوا يصرون علي الفوضي وعلي عبثية المشهد السياسي .. الان اصبح الحديث عن توافق ملزم كشرط لتسليم ألسلطة وخروج العسكريين من المشهد برمته ..
بالتأكيد هذا التوافق لايستثني احد فالجماهير بكل الوان الطيف قالت كلمتها وقالت انها حاضرة ولايستطيع احد ان يعزل احد .. في حال تم هذا التوافق المطلوب بالإمكان ان يترتب عليه تحديد موعد جديد للانتخابات وتشكيل حكومة جديدة تكمل مهام معالجة الاقتصاد والسلام والمؤتمر الدستوري وإستكمال بناء المنظومة العدلية وخروج كافة المعتقلين السياسيين..
كل ذلك يستوجب ان يقود احد الاحزاب ذات الوزن الجماهيري الدعوة لمؤتمر مائدة مستديرة تشمل الجميع بلا استثناء بما في ذلك الإسلاميين بمختلف اطيافهم ويسبق ذلك مصالحة وطنية تجنب البلاد منزلق الفوضي..وهذا يجعل السودان يقترب من سيناريوهات الحل اذا توفرت الإرادة الوطنية الصادقة وتجاوزنا الأجندة الاقليمية والدولية التي زادت الفترة الانتقالية تعقيدا.

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...