غيرة النساء وتعدد الزوجات
نهى محمد الأمين أحمد
طالعت في واحدة من مجموعات فيسبوك المختصة بطرح المشكلات، قصة امرأة، حكت أن زوجها تزوج عليها ابنة عمه، وأنجبت الزوجة الجديدة ولداً، وكان لصاحبة الحكاية بنات فقط، فعصفت بها نار الغيرة ورمتها في براثن الشيطان، فقامت بإغراق الولد في جردل ماء وهو طفل صغير، تمكنت من التغطية على جريمتها الشنيعة واقتنع الجميع أن الطفل غرق قضاءً وقدراً،،
وهي الٱن انتوت تأدية فريضة الحج، وعذاب الضمير يقض مضجعها، ونادمة أشد الندم وتسأل هل من الممكن أن يقبل الله توبتها، وماذا تفعل لتكفر عن جريرتها !!
صراحة مثلي مثل أي قارئ لحكاية كهذه، استفظعت ما قامت به هذه المرأة، أتقتل نفساً بريئة ؟.
أتزهق روح طفل ليس له ذنب في هذه الدنيا، فقط لأنه ابن ضرتها ؟
ويحها وتباً لها !!
جاء في القرآن الكريم أن من يقتل نفساً بغير ذنب فكأنما قتل الناس جميعاً ، الأمر يصبح أكثر هولاً، والمقتول طفل صغير.
بعد أن هدأت نفسي قليلاً من هول الصدمة، حاولت أن أفكر بمنطقية .
هل الغيرة تعمي البصيرة إلى هذه الدرجة ؟
هل الاستحواذ على رجل والغبينة الناجمة عن زواجه بأخرى من الممكن أن يكون سبباً لخسران الدنيا والٱخرة؟
الإسلام أباح التعدد في الزواج للرجل وحرمه على المرأة، ووضع ضوابط ومحاذير لهذه الإباحة للرجل، ولم يطلقها هكذا كما يتخيل الكثير من الرجال.
المرأة بطبعها غيورة خصوصاً من بنات جنسها، وروى التاريخ الإسلامي عن غيرة السيدة عائشة من السيدة خديجة وهي ميتة، والاثنتان من أمهات المؤمنين.
وأي امرأة مهما كانت جنسيتها أو ديانتها تريد زوجها لها وحدها، وتأبى أن تشاركها فيه أخرى تحت أي مسمى، إذا كان الزواج أو خلافه.
هذا الشعور بالغيرة من وجهة نظري يتناسب طردياً مع محبة المرأة لزوجها، وكلما أحبته، ازدادت غيرة وتملكاً له، ورفضت فكرة أن تتشاركه مع أي كانت. ودائماً عندما أسمع القصص عن زوجتين أو أكثر لرجل واحد، يعشن في وئام وسلام، أفكر أن ما يربطهن بهذا الزوج ليس الحب. ومؤسسة الزواج كما نعلم جميعاً تحقق عدداً من المكاسب بالنسبة للزوجين، وكم من الزيجات استمرت ناجحة للأبد، بدون أن يدخل الحب في مدخلات المعادلة، وبالتأكيد ذلك هو مفهوم المودة والرحمة الذي تحدث عنه القرٱن الكريم.
ولكن الحب في معناه المجرد، يضم كمية من الأنانية والرغبة في التملك، ولا يقبل التعدد، ولكن أن يصل الأمر إلى قتل طفل بريء غرقاً، فهذا شنيع وبشع وغير مقبول، وهذه المرأة كان الأولى بها أن تنفصل عن هذا الزوج، وبالتأكيد ستتجاوزه وتنساه بمرور الوقت، ولكن أن تستسلم للشيطان وترتكب واحدة من الكبائر الموبقات، فهذا فظيع!!!