30 يونيو.. ذكرى انقلاب والبحث عن سقوط انقلاب!!

محلل سياسي: 30 يونيو خطوة نحو التغيير والسودان لن يكون كما قبل 30 يونيو
قيادي بالتوافق الوطني: موكب ٣٠ يونيو بغرض الضغط فقط على المكون العسكري
وجدي صالح: 30 يونيو لتجديد العهد والوعد أن لا شراكة مع الانقلابيين
الخرطوم: محجوب عيسى
بدعوات واسعة من القوى السياسية ولجان المقاومة فضلاً عن مواكب مركزية ولا مركزية وأخرى ليلية انطلقت تحضيرات موكب ٣٠ يونيو وتفعيل هاشتاك 30 يونيو و”كل القوى الخرطوم جوة” وفي غضون ذلك حددت لجان المقاومة مسارات الموكب وقالت إن القصر الجمهوري وجهة الموكب، وفي الوقت ذاته أكد متحدثون لـ(اليوم التالي) أن موكب ٣٠ يونيو خطوة نحو التغيير وإنهاء انقلاب ٢٥ أكتوبر الماضي فضلاً عن أن البلاد لن تكون كما كانت قبل ٣٠ يونيو، فيما قللت قوى الحرية والتغيير التوافق الوطني من حراك ٣٠ يونيو وقالت إنه لن يختلف عن سابقه علاوة على أنه يأتي بهدف الضغط على المكون العسكري.
خطوة نحو التغيير
أكد المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بمركز الدراسات الدبلوماسية جامعة الخرطوم د. تماضر الطيب أن موكب 30 يونيو يهدف إلى إسقاط العسكريين وإنهاء حالة الانقلاب ليس بالطريقة التي تتحدث عنها مجموعة العسكريين أو بعض الأشخاص الذين يسعون للتسوية، وقسمت الجهات التي تشارك في 30 يونيو إلى فريقين، الأول يخرج من أجل التسوية، وقالت إنهم أقلية يسعون لها من ناحية فردية وليست كتلة تعبر عن رأي الشارع، بينما الثاني ضد التسوية، وهم أغلبية حسب قولها، وقالت تماضر في إفادة لـ(اليوم التالي) إن الشارع يرفض الشراكة ويطالب بالعدالة وتحقيق أهداف الثورة وإسقاط الفلول والأحزاب التي شاركت المؤتمر الوطني وعدم العودة الى ما قبل 25 أكتوبر، علاوة على تشكيل نظام جديد وعودة العسكر للثكنات بجانب خروج البعض جراء الوضع الاقتصادي المتردي ومنح الثورة زخماً وفق تعبيرها، وأضافت: لا أحد يعلم ماذا يحدث في 30 يونيو وأن كافة الاحتمالات مفتوحة والجميع يرى أنه سيكون يوماً فارقاً فضلاً عن أنه خطوة نحو التغيير وأنه موكب كبير سيترك أثراً وأن السودان لن يكون سودان ما قبل 30 يونيو.
ضغط على العسكريين
وفي الاتجاه ذاته يقول القيادي بالحرية والتغيير التوافق الوطني محي الدين جمعة إن دعوات القوى السياسية المدنية قواعدها للمشاركة في موكب ٣٠ يونيو بغرض الضغط على المكون العسكري لتقديم تنازلات وقطع أن دعوات الخروج في ٣٠ يونيو ستكون عادية مثلها مثل المواكب السابقة وأرجع ذلك  لعدم وحدة القوى الثورية من لجان المقاومة والتنسيقيات فضلاً عن دعوة قوى الحرية والتغيير التوافق الوطني قواعدها للمشاركة في هذا الموكب وأكد جمعة في حديثه لـ(اليوم التالي) غياب أثر الموكب على المشهد السياسي وقال إن الحل الوحيد للأزمة الدخول في حوار شامل يضم كافة القوى السياسية وغير ذلك سيدفع البلاد إلى مزيد من الاحتقان والدمار، سيما وأن المشهد السياسي ما زال معقداً بسبب عدم وجود توافق سياسي بين القوى السياسية المدنية من جهة والمكون العسكري من جهة أخرى، وأضاف: كان من المتوقع أن تدخل هذه الأطراف المدنية الحوار السوداني ـ السوداني الذي دعت له الآلية لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد من أجل تشكيل حكومة مدنية جديدة لاستكمال ما تبقى من الفترة الانتقالية والإعداد المبكر لقيام الانتخابات والتي يرجى منها اختيار الشعب السوداني من يختاره في صناديق الانتخابات، وذلك بعد تكوين كافة الأجهزة المعنية بهذه الإجراءات، وعزا القيادي بالتوافق الوطني عدم انعقاد الحوار السوداني ـ السوداني إلى تأخير تشكيل الحكومة الأمر الذي زاد الوضع سوءاً بسبب تعنت قوى الحرية والتغيير المجلس المركز وممارسة إقصاء لبقية القوى السياسية الأخرى التي دعتها الآلية الثلاثية للمشاركة في الحوار وفق تعبيره.

تجديد عهد
فيما كتب القيادي بالحرية والتغيير وعضو لجنة إزالة التمكين المجمدة وجدي صالح على موقع التواصل تويتر قائلاً إن الثلاثين من يونيو محطة من محطات نضال شعبنا فيها نجدد العهد والوعد أن لا شراكة مع الانقلابيين والعسكريين ولا تسوية تشرعن الانقلاب ولا تفريط في تضحيات شعبنا، وأضاف: في الطريق نحو الثلاثين من يونيو نعبئ حناجرنا بالهتاف، وقلوبنا بالإيمان بأن إرادة الجماهير هي الإرادة الغالبة وأن الشوارع لا تخون منها نتعلم وبعد الله تعالى عليها نستند، وقال صالح إن الرهان على الشوارع نمد الأيادي لرفقاء المواكب والزنازين أن تعالوا نتوحد الآن فنكون حزمة واحدة تضع حداً لمهازل الانقلاب عبر كل فعاليات النضال إلى أن تتحقق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة.
من جهته يرى المحلل السياسي الفاتح عثمان أن مواكب مظاهرة 30 يونيو ستكون عادية مثلها مثل مظاهرة ذكرى فض الاعتصام ومظاهرة 6 أبريل وبرر ذلك بعدم وجود شيء مميز يلتف الناس حوله خلال الفترة التي يتم فيها التفاوض برعاية دولية وقال إذ أنه إن لم يحدث انقلاب عسكري فلا شيء سينتج عن من 30 يونيو طالما أن قادة قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي مشغولون بالتفاوض مع العسكر وتوقع الإعلان عن حكومة توافق سياسي سوداني بقيادة مدنية في القريب العاجل.

اشتعال جذور الثورة
وفي السياق ذاته أكد رئيس حزب البعث السوداني يحي الحسين أن مواكب الـ30 من يونيو على مستوى العاصمة والولايات تأتي في مضمونها عنواناً أصيلاً يؤشر بوضوح على أن جذوة الثورة في أوج اشتعالها باتجاه تحقيق أهدافها التي قامت من أجلها رفضاً لأي وصاية أو التفاف حول الأهداف ومحاولة تمريرها تحت مختلف المسميات واللافتات التي تحول اتخاذ أهداف الثورة مطية وجسراً للكسب الخاص بها، وقطع يحي باستحالة تقديم الشباب الذين فجروا الثورة إلى أعدائها من الطامعين الذين يريدون إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء بجانب إعادة الوطن إلى دورة التراجع من أجل بيعه رخيصاً وتبديد ثرواته والعمل على شرذمته وتفتيته وتشريد أهله وأضاف الحسين بحسب تدوينة على صفحة حزب البعث السوداني على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إن الدعوات لمواكب 30 يونيو والذي ينتظم وسائل التواصل الاجتماعي وكافة المنابر في مواقع العمل وفي الأسواق والأحياء والمناسبات دليل على وعي الشعب بكافة طبقاته شباباً ورجالاً ونساءً وإدراكه لأهمية الحكم المدني وأن العسكر لهم واجباتهم التي نص عليها قانون القوات المسلحة بوضوح، وأشار الى أن البعث السوداني سيظل يلتزم جانب الشعب وخياراته في دولة الديمقراطية والمواطنة المتساوية والحق والعدل والسلام، كما أنه سيظل جزءاً من كل فعاليات النضال إلى أن تتحقق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة.
تحديد مسارات
وقد حددت لجان المقاومة السودانية القصر الرئاسي بالخرطوم، وجهة لمليونية 30 يونيو، وقالت اللجان في بيان مشترك، إن “المواكب ستتوجه لقصر الشعب ولا عودة عن الطرق حتى إسقاط الانقلابيين وأعوانهم”، مشيرة إلى أن “إخوان الشهداء سيعودون إلى الشوارع بقوة وإباء وعزيمة لا تلين على تحقيق مطالب ثورة ديسمبر”.
وشددت لجان المقاومة السودانية على ضرورة “إزالة الحكم الاستبدادي مرة وإلى الأبد، حتى تتنسم البلاد عبير الحرية التي تستحقها والديمقراطية المدنية” وأوضحت أن “30 من يونيو ليس سدرة منتهى نضال الشعب ولا غاية آماله، بل هو خطوة كبيرة في عتبة النضال يخطوها شعبنا نحو النور والخلاص”، مشيرة إلى أنه “سيكون مرعباً للقتلة مؤرقاً لمنامهم وبداية هزيمة هذا الانقلاب المجرم”.
استعداد الشارع
وفي السياق دعت القوى السياسية قواعدها للمشاركة بمليونية 30 يونيو، كما دعت لجان المقاومة الشعب السوداني للمشاركة، لاستكمال مطالب ثورة ديسمبر، وإنهاء انقلاب 25 أكتوبر وأطلق أعضاء لجان مقاومة هاشتاك “30 يونيو” بينما أطلق أعضاء لجان مقاومة الولايات هاشتاك كل “القوة الخرطوم جوة”، بجانب مواكب داخل الأحياء وفعل ثوري يومي متجدد من خلال تسيير مواكب مركزية وأخرى اتجهت نحو القصر تمضي استعدادات لجان المقاومة بالخرطوم والولايات لمليونية 30 يونيو، والتي تأتي في ظروف بالغة التعقيد بعد قبول قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي بالحوار مع المكون العسكري الانقلابي، وفي ظل تمسك المقاومة بلاءاتها الثلاث يرى مراقبون أن المليونية ستشكل ضغطاً على المتحاورين، وسترفع قحت سقف مطالبها في الحوار إلى أقصى درجة، بينما سيصعد المكون العسكري العنف ضد المتظاهرين الى أقصى درجة، وبدأت مقاومة الخرطوم الطريق الى 30 يونيو وهي تضع رهانها على الشعب فهل ستكون حداً فاصلاً في تاريخ الثورة سيؤدي إلى تغيير المشهد السياسي.

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...