ما سر زيارة فولكر لحميدتي بدارفور؟
أثارت مغادرة مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، فولكر بيرتس، السبت، إلى مدينة الجنينة في غرب دارفور لعقد لقاء مع نائب رئيس المجلس الانتقالي في السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو، تساؤلات حول دلالة الزيارة في هذا التوقيت.
وتركزت التساؤلات حول ما إن كان للزيارة علاقة بالاضطرابات التي تشهدها العاصمة الخرطوم، والمفاوضات الجارية بين المكون العسكري، والحرية والتغيير- المجلس المركزي، أو الحوار المباشر للآلية الثلاثية الذي تم تجميده.
وتأتي مغادرة بيرتس التي تعد الأولى للقاء مسؤول سوداني خارج العاصمة الخرطوم، في وقت تشهد فيه الساحة السودانية تطورات متلاحقة واضطرابات ارتفعت وتيرتها بعد موكب 30 حزيران/ يونيو الخميس الماضي، الذي خلف 9 من القتلى والعديد من الجرحى وفقا للجنة الأطباء المركزية.
وفور وصول دقلو إلى إقليم دارفور، قبل أكثر من أسبوعين، قال إنه سيمكث طويلا هناك؛ وذلك بهدف معالجة مشاكل الحروب القبلية.
الشعب السوداني
ويقلل القيادي بالحزب الشيوعي، صديق التوم، من لقاء فولكر وحميدتي بقوله إن ”الاثنين لا يملكان شيئا لتغيير الوضع بالبلاد“.
ويشير التوم في تصريحات لـ“إرم نيوز“، إلى أن حل الأزمة السودانية بيد الشعب السوداني.
ومنذ الخميس الماضي، تتواصل الاحتجاجات بالعاصمة السودانية الخرطوم وعدد من الولايات، إذ أطلقت القوات السودانية مجددًا، يوم الجمعة، الغاز المسيل للدموع على مئات المتظاهرين في الخرطوم غداة احتجاجات دامية، كما دعت لجان مقاومة الخرطوم للمشاركة في موكب، اليوم السبت، وجهته القصر الرئاسي؛ رفضا للحكم العسكري.
استفهامات متعددة
ويشير المحلل السياسي عبدالله رزق، إلى أن مغادرة دقلو الخرطوم وبقاءه بإقليم دارفور ترك العديد من الاستفهامات، أبرزها عما إذا كانت نتيجة خلاف مع السلطة العسكرية.
وقال رزق لـ“إرم نيوز“، إن المناصب التي يشغلها حميدتي بالدولة ورئاسته للجنة الرباعية في المفاوضات، قادت بيرتس لضرورة التواصل معه ومحاولة معرفة رأيه حول التطورات الأخيرة بالمشهد السوداني لحل الأزمة.
ومنذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تقود لجان المقاومة السودانية احتجاجات مناهضة لحكم العسكريين بعد الإجراءات التي أعلن عنها رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بحل الحكومة وفرض حالة الطوارئ قبل التراجع عنها مؤخرا.
تواصل طبيعي
ويضع المحلل السياسي إسماعيل الحاج موسى، توجه فولكر بيرتس للقاء حميدتي في إطار التواصل الطبيعي مع قيادات البلاد من أجل التباحث والتفاكر لحل الأزمة السودانية.
وقال الحاج موسى لـ“إرم نيوز“، إن فولكر كممثل أممي ليس هنالك ما يمنعه من مقابلة صانعي القرار في السودان حتى إذا كانوا خارج العاصمة الخرطوم، مبينا أن هذه من مهامه للتوفيق بين أطراف الأزمة السودانية ومحاولة معالجتها.
ولم تفلح جهود الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي حتى الآن في تقدم يذكر لحل الأزمة السودانية.