بين 150 الي 200 طائرة تعبر أجواء السودان يومياً
كشفت تقارير رسمية أن عدد الطائرات التي تعبر أجواء السودان يومياً تتراوح بين 150 الي 200 طائرة من مختلف قارات العالم ،وأكد خبراء أن السودان بخلاف موقعه الاستراتيجي فإنه يتمتع بنظام ملاح جوية متطور علاوة على وجود كوادر مؤهلة،وان هذا دفع الكثير من شركات الطيران للعبور عبر أجواء السودان. وتشير دائرة النقل الجوي بالسودان الي أنها تستخرج تصاريح العبور بالتنسيق مع عدد من الجهات المسئولة منها الأجهزة الامنية وغيرها ،وكشفت ان إجراءات التصديق تتم عبر وكلاء لشركات مُمثله في السودان وأخري غير ممثلة ،ولفتت الي أن الشركات المنتظمة تقدم جدول صيفي وآخر شتوي لكل رحلاتها العابرة الاجواء السودانية وتلتزم بسداد الرسوم والمعلومات المطلوبة مثل أحرف التسجيل ، النداء ، الرمز ، المشغل ،ماذا تحمل ،من أين أقلعت وأين ستهبط ويقدم الوكيل كل هذه المعلومات ويتم تقديم الطلب قبل 24 ساعة وتوجد رحلات يتم استخراج تصريحها بعد الرجوع لوزارة الخارجية وأخرى من الأجهزة الامنية والعسكرية ، وتمتلك دائرة النقل الجوي حق مطالبة الطائرة الابتعاد عن أجواء السودان في حالات محددة. وفي حديث سابق لطيران بلدنا قال مهندس ملاحة جوية واتصالات “أحمد محمد حسن عمر كاشف” ان الأجهزة الملاحية تنقسم الي قسمين، إتصالات وملاحة. وأضاف :إتصالات تعني مخاطبة بين المراقب الجوي والطائرة او المحطة الاخري المقصود بها المطارات ودول الجوار المباشرة، وتوجد برتكولات إتصالات تتم بطرق متعددة ،كما توجد أجهزة تنقل المعلومات من مطار الي آخر والغرض الأساسي ان تتجمع كل المعلومات في مركز الملاحة الجوية وأن كل الحديث الذي يخرج من مركز الملاحة وبرج المراقبة الجوية بالمطار يفترض ان يكون مسموعاً لدي أي طائرة او برج في كل المجال الجوي السوداني. مبيناً أن أجهزة الملاحة كثيرة بخلاف الرادارات منها أجهزة الهبوط الملاحي، التي قال إن الغرض منها تسهيل مهمة الفصل بين الطائرات للمراقب الجوي ورؤيتها كذلك علي الشاشة في البعد والارتفاع والاسم وغيرها من معلومات. وأضاف :وتوجد أجهزة أخرى مثل اليوركات والتوب اسكاي وغيرها من أجهزة حديثة، والهدف الأساسي منها الفصل بين الطائرات في الاجواء السودانية التي تمضي في إرتفاع متواصل ،وهنا نشير إلى أن الفصل أنواع وبالدرجات والزمن والارتفاع، والأجهزة الموجودة تساعد علي المراقب الجوي علي الفصل بين الطائرات وهي من المهام الأساسية للسلامة. وحول عبور الطائرات والممرات الجوية كتب الناطق الرسمي السابق للطيران المدني الخبير “عبدالحافظ عبدالرحيم”:يوضح لنا خبراء الطيران ان الفضاء ملئ بالطرق والممرات الجوية مثل الشوارع البرية وتتشارك فيه الطائرات كما تفعل المركبات والسيارات على الأرض ومثلما تحتاج المركبات الارضية إلى تنظيم للسير من أجل السلامة ، تحتاج الطائرات إلى ذات التنظيم ايضا، بل هو أكثر دقة فى التوقيت وتنسيق المسافات البينية والارتفاعات وتتشارك العديد من المنظومات لتهيئة مطلوبات هذه السلامة. وأضاف : تبدأ هذه المنظومات بترسيم الممرات الجوية وفقا لخرائط معلومة المسار للملاحة جواً من نقطة إلى أخرى وموصولة بأجهزة ومحطات للإتصالات الارضية لتحديد مواقع و مسافات واتجاهات الطائرات باستخدام المساعدات الأرضية الملاحية عن طريق الأقمار الاصطناعية وغيرها من الموجات عالية الذبذبات VHF، كما ترتبط هذه المسارات بمحطات الرادارات وما شابهها من أجهزة التتبع التلقائي الإلكتروني ADS_B التى يعمل عليها المهندسون لارشاد الطائرات فى مساراتها الجوية بالاشارات تارة وبالصوت تارة أخرى من خلال المراقبين الجويين ومنح الارتفاعات الأمثل للفصل بين الطائرات فى الأجواء افقيا ورأسياً وهناك تقنية تم اتباعها قبل سنوات قليلة مضت ، لتقليل الفاصل الرأسى بين الطائرات فى مساراتها( RVSM) فأصبحت حوالى الف متر بدلا من الفى متر رأسى . وأردف:وهذا الإرشاد الإلكتروني والصوتى ينقلنا إلى الحديث عن المراقبة الجوية والمراقبيين الجويين الذين يكونون على إتصال مستمر بقادة الطائرات وتمكينهم من الاستفادة من كل هذه المنظومات الإلكترونية فى الوصول إلى وجهاتها بسلام وتقديم خدمات الحركة الجوية على طول المسار الجوى منذ دخولها وحتى خروجها من حدود المجال الجوي للبلاد ، ولابد من توضيح ان هناك فرق بين برج المراقبة الموجود بالمطار ومركز الملاحة الجوية إذ يعمل الأول فى تتبع الطائرة فى الأجواء والارتفاعات الأدنى وحتى الاقتراب الأخير من الهبوط بالمطار او عند الإقلاع منه ومراقبة حركتها والإشراف على سلامة وتنظيم مناوراتها بالمطار حتى التوقف التام.او بداية التحرك وحتى الإقلاع، اما المراقب فى مركز الملاحة الجوية فهو يعمل على إرشاد الطائرات بالأجواء العليا ومتابعتها وتسليمها لزملائه ببرج المطار، او تتبعها أثناء العبور وحتى الخروج وقد تم تجهيز مركز الملاحة الجوية بالخرطوم بأفضل المعدات والاجهزة والشاشات الرادارية الإلكترونية التى تمكن قادة الطائرات من كل ذلك وقد توافرت سلطة الطيران المدني على كل هذه المطلوبات وقامت باستجلاب وتركيب ستة رادارات فى أنحاء السودان وعملت على ربطها إلكترونيا بالمركز. وبالطبع قامت السلطة بتدريب المهندسين والمراقبين الجويين فى أفضل المعاهد الدولية حتى تبوأ المركز موقعاً متقدماً بين مراكز الملاحة الجوية فى المنطقة العربية والافريقية.