خليل احمد خليل يكتب: العيد والناس..

العيد، محطة مهمة من محطات الحياة، من ناحية الروح والعقل والعلاقات الاجتماعية، على الأصعدة الفردية والجماعية، ينبغى ويجب أن تستغل وتوظف بأفضل ما يمكن للتزود بالإيجابية والنمو، ولا يمكن أن نفصل محطة العيد عن تأثيرها الكبير الذي تحدثه وتتركه عند الناس، لأن ما فيها من فرص للتغيير أعتقد أنها لا توجد في أي محطة غيرها من المحطات والمواقف والأحداث. لكن ولأنه لا يصح إلا الصحيح فإن هذه الفرصة لا نستطيع اغتنامها إلا إذا تهيئنا لذلك، وعقدنا العزم للاستفادة منها.
مجتمعنا أرهقته صعوبات الحياة، أطفال مشردون و شباب تائه وكبار عجزوا عن القيام بدورهم، بلادنا تهددها شرور الخلاف والانقسام، ومستقبل لا نعلم كيف يسير.. هل تسامينا على سفاسف الأمور، وهل تعالينا فوق حظوظ الذات الضيقة إلى سوح آفاق حسن الخواطر وطيب المعشر.
قيمنا التي يشهد عليها القاصي والداني، أصبحنا نتباكى عليها ونصفها بأنها أضحت ذكريات نتسلى بها في الأحاديث عندما تتوفر مساحة للتلاقي أو تسللت إلينا منحة شاردة من وصل غير مرتب،
يجب ألا نتعامل مع العيد بأنه أيام و تنهي بانتهائها كل خصال الخير، بل الأوجب أن نتعلم منه وتترسخ فينا قيمه لسائر أيام العام.. إنه لعجب وأي عجب أن نكون في أيام العيد متسامحين طيبين في التعامل والحب و الصفاء، ثم نعود للحقد والحسد والطمع والغدر بمجرد انتهاء هذه الأيام..
العيد مدرسة بكامل أطيافها بل جامعة بكامل أقسامها..
في السياسة والاقتصاد والاجتماع..
وللساسة نقول.. أعلو من أفهامكم الضيقة فالتاريخ لا يرحم..
وكل عام وأنتم بخير.

✍️خليل أحمد خليل
2022/7/11
الخرطوم

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...