م.صلاح غريبة يكتب : دور ومكانة الشباب كرؤية استراتيجية وطنية

شئ للوطن

عندما علمت بأن الاحتفال باليوم العالمى لتنمية مهارات الشباب في الخامس عشر من يوليو، قررت أن أترك مقالي المتواصل عن مبادرة عقار في معالجة التأزم السياسي والمراحل الثلاثة التي خطها، ووجدت تجاوب من ممثلي سفارات دول الإقليم ودول ذات وزن في السياسة العالمية.
الحديث يحلو عن قدرات جديدة.. وعالـم جديد للشباب، وذلك بتعلم مهارة جديدة بمنزلة رؤية عالم جديد.. وان على كل شاب اكتساب هذه الخبرة، فالحاجة لتزويد الشباب بالمهارات بات أمر حتمى لفتح أبواب المستقبل.
واذكر انني عندنا قررت نقل نشاط منظمة اصدقاء السياحة السودانية من الرياض الخرطوم عبر القاهرة، كنت على إصرار أن تكون المنظمة شبابية وتعمل وسط المجتمع المحلي وكنت على إصرار بأن عضو المنظمة هو مشروع مرشد سياحي ولاحقا، أصبحنا نطلق علية مشروع مرشد سياحي رقمي.
واذكر بأننا أقمنا مدورة عن الشباب يقود السياحة في منتدى راشد دياب وكان حديثي منصبا على ضرورة أن يكتسب الشباب مهارات تسويقية في السياحة والجذب السياحي وتسويق منتجات البازارات السياحية، اقتداءا بالتجربة المصرية في ذلك.
وسبق أن وعدنا الدكتور على محجوب إبان فترة توليه وكيل وزارة السياحة بمنح المنظمة المحلات التجارية داخل الساحة الخضراء (ساحة الشهداء لاحقا).
أفاد تقرير أنه ما يقرب من ثلاثة من بين كل أربعة شباب ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما في أكثر من 90 دولة تتوفر عنها بيانات، غير قادرين على اكتساب المهارات اللازمة للتوظيف، وفقا لتقرير جديد نشرته لجنة التعليم واليونيسف قبيل اليوم العالمي لمهارات الشباب.
ففى عام 2014 كان أول احتفال تعلنه الأمم المتحدة باليوم العالمى لمهارات الشباب.
وبحسب الأمم المتحدة فإن الهدف من هذا اليوم هو الاحتفال والتنويه إلى الأهمية الاستراتيجية لتزويد الشباب بالمهارات اللازمة للتوظيف والعمل اللائق وريادة الأعمال.
إنه اليوم الذى يسعى إلى إيجاد وعى أكبر بأهمية التعليم والتدريب المهنى وتنمية الشباب للاقتصادات المحلية والعالمية. ويثير هذا اليوم الأمل فى الحد من البطالة بين الشباب فى جميع أنحاء العالم. كما يسلط الضوء على الحاجة الماسة لمهارات قابلة للحياة لدى الشباب.
وتشمل الاحتفالات بهذا اليوم إتاحة الفرص للشباب للحوار مع المؤسسات التعليمية وأرباب العمل وصانعى السياسات وشركاء التنمية.
واكتسبت تنمية مهارات الشباب أهمية متزايدة فى ضوء تحول العالم ببطء نحو التنمية المستدامة.
يأتى الاحتفال بهذا اليوم فى وقت أصبحت فيه بطالة الشباب مشكلة خطيرة فى اقتصادات ومجتمعات اليوم. فمنذ عام 2017، شارك عدد أقل بكثير من الشباب فى برامج تحسين المهارات أو التعليم أو التدريب.
وفى عام 2016، تم تصنيف نحو 259 مليون شاب على أنهم غير مشاركين فى أى برامج تدريبية، وارتفع العدد لاحقا إلى أكثر من 265 مليونا فى عام 2019.
ويرى الخبراء أن تنمية مهارات الشباب من خلال التعليم المهنى الجيد يمكن أن تحدث فرقا فى أزمة عمالة الشباب حول العالم. ويحذر الخبراء من أن هناك عددا قليلا من العوامل الرئيسية التى تمنع زيادة فرص العمل، مثل ضعف هيكل الحوكمة، ولكن من خلال التخطيط السليم، يمكن تحقيق التنمية المستدامة للبلدان والاقتصادات بقدرات الشباب.
ولحسن الحظ فإن عودة العالم للانفتاح مرة أخرى بعد فترة الإغلاق خلال جائحة كورونا يسهم فى إحياء هذه المناسبة بشكل أكثر فعالية، كما يتيح للشباب حول العالم التواصل مع مؤسسات الخبرات والمؤسسات التعليمية بصورة أفضل. ففى فترة جائحة كورونا، أكدت اليونسكو أن نحو 70% ممن يخوضون العملية التعليمية حول العالم تأثروا سلبيا بإغلاق المدارس.
ويؤكد الخبراء أنه عندما تكون هناك أزمة فى بلد ما، فإن الأمة بأكملها تدعو الشباب إلى المساهمة، وبالتالى، يجب أن يكونوا مجهزين بالمهارات والمعرفة لإدارة التحديات القادمة.
والسؤال: هل يسير الشباب على الطريق الصحيح في تنمية المهارات؟ والإجابة بأنها مستويات منخفضة من المهارات بين الشباب في جميع الفئات العمرية، لكن الشبّان في البلدان النامية هم الأقل اكتسابا للمهارات اللازمة للازدهار، بما في ذلك الحصول على فرص العمل في المستقبل، والعمل اللائق وريادة الأعمال.
وفي بيان، قال روبرت جينكينز، المدير العالمي للتعليم في منظمة اليونيسف: “إن وجود جيل من الأطفال والشباب الملهمين والمهرة ضروري لازدهار المجتمعات والاقتصادات وتقدمها، ونجاحها.”
وأشار التقرير الى انه على الصعيد العالمي، مع ارتفاع معدلات الشباب غير الملتحقين بالمدارس، وانخفاض المهارات الثانوية، تواجه البلدان في جميع أنحاء العالم أزمة في المهارات، وغالبية الشباب غير مستعدة للمشاركة في القوى العاملة.
ولفت التقرير إلى أنه لإعطاء الأطفال أفضل الفرص للنجاح والتعافي من فقدان التعليم خلال جائحة كورونا، تحث اليونيسف المجتمع الدولي على دعم هذا القطاع عبر توفير التعليم الجيد وإزالة الحواجز التي تعرّضهم لخطر التسرب من المدرسة؛ وتقييم مستويات تعليم الأطفال وتوفير دروس مخصصة لتعويضهم وإعطاء الأولوية للمهارات الأساسية لبناء قاعدة قوية من أجل تعليم يرافق الطفل مدى الحياة؛ ودعم الصحة النفسية والاجتماعية والرفاه، عبر تقديم الدعم الشامل.
تقول ليزبت ستير، المديرة التنفيذية للجنة التعليم: “لا يمكننا التعافي مما لا يمكن لنا قياسه. نحن بحاجة إلى معرفة مكان الشباب والأطفال في بناء مجموعة المهارات التي يحتاجون إليها ومراقبة تقدمهم.”

م.صلاح غريبة – مصر
ghariba2013@gmail.com

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...