مقتل (17) شخصًا في عنف قبلي بالنيل الأزرق وموجات نزوح إلى الروصيرص

قُتل نحو (10) أشخاص في نزاعات قبلية بين مجموعتي “البرتي” و”الهوسا” اليوم الجمعة، بعد اتساع رقعة النزاعات لتشمل مدينة “قيسان” بولاية النيل الأزرق، فيما قالت مصادر غير رسمية إن عدد القتلى من الطرفين وصل إلى (17) شخصًا حتى صباح اليوم الجمعة.
وبدأ القتال الأهلي بين الطرفين منذ الاثنين الماضي بعد العثور على أحد الرعاة من “الهوسا” ميتًا داخل منطقة يقطنها غالبية من مجموعة “البرتي” بحسب مسؤول محلي بولاية النيل الأزرق.
وتباينت الروايات حول أسباب العنف القبلي بين “الهوسا” و”البرتي”.
وكان المدير التنفيذي لمحلية “قيسان” أمير عيسى زائد قد صرّح لـ”راديو تمازج” الأربعاء الماضي بأن أحداث عنف وقعت بين قبيلتي الفلاتة والبرتي في المنطقة وأدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص.
وأرجع المسؤول المحلي أسباب القتال إلى العثور على أحد الرعاة من “الهوسا” ميتًا داخل أرضٍ زراعية تابعة لقبيلة “البرتي”.
وتابع المدير التنفيذي لمحلية “قيسان”: “هذه التطورات أدت إلى وقوع اشتباكات مسلحة ومقتل ثلاثة أشخاص من جانب الفلاتة”.
ومن ناحية أخرى، علم “الترا سودان” أن عضو مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار يسعى إلى تهدئة الوضع الأمني أولًا قبل الشروع في مصالحات بين الطرفين.
وقال مصدر من مكتب حاكم النيل الأزرق لـ”الترا سودان” إن حاكم الولاية يقود تحركات على الأرض مع الإدارات الأهلية لتهدئة الأوضاع وحقن الدماء.
ومن جهته قال التوم جريف وهو ناشط بولاية النيل الأزرق لـ”الترا سودان” إن أحداث العنف تجددت صباح اليوم الجمعة بسوق مدينة “قيسان”، حيث تعرض تجار لهجوم أسفر عن مقتل (10) أشخاص – بحسب جريف.
وأشار جريف إلى تأثر سوق “قيسان” بالعنف القبلي، كاشفًا عن إحراق بعض المحال التجارية، ومبيّنًا أن مئات المواطنين غادروا منطقة “قيسان” إلى الدمازين لتجنب العنف القبلي المستمر في ظل عجز السلطات الأمنية عن إيقاف توسع القتال الأهلي – على حد قوله.
إلى ذلك قالت مصادر رسمية لـ”الترا سودان” إن حاكم النيل الأزرق يخطط لإرسال قوات أمنية للفصل بين المجموعتين بعد أن أثر الاقتتال على ثلاث مناطق في الولاية، هي “قيسان” و”ود الماحي” و”قنيص”.
ومن جانبها، ناشدت لجان مقاومة الدمازين جميع أطراف الصراع بضبط النفس والبحث عن “الحلول السلمية” لوقف هذه “الفتنة” وحفظ أرواح المواطنين.
ودعا بيانٌ لمقاومة الدمازين اطلع عليه “الترا سودان” “حكومة الأمر الواقع” بالإقليم إلى القيام بواجباتها ومسؤولياتها الأخلاقية و”إظهار دورها في حماية أمن جميع المواطنين وسلامتهم”.
ومن جهته قال ناجي العمدة وهو ناشط بولاية النيل الأزرق لـ”الترا سودان” إن أحداث العنف بدأت بصورة مفاجئة “كأن هناك جهات تقف خلفها”، مضيفًا أن المجموعات السكانية في الولاية معروفة بالتعايش السلمي، ولافتًا إلى أن “هناك من يعمل على نسف الاستقرار بالولاية”.
وأوضح العمدة أن عدد القتلى من الطرفين وصل إلى (17) شخصًا، مشيرًا إلى نزوح غالبية سكان “القنيص” و”قيسان” إلى الدمازين والروصيرص، تجنبًا للقتال الأهلي. ولفت إلى أن الحكومة المحلية تعمل على إيقاف تدهور الوضع الأمني لكن الوضع بحاجة إلى “تدخل من الحكومة الاتحادية” – على حد قوله.

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...