بعد حصيلة مفزعة .. واشنطن قلقة إزاء العنف القبلي بالسودان
أعربت القائمة بأعمال السفارة الأمريكية بالخرطوم، لوسي تاملين، الأحد، عن قلقها إزاء العنف القبلي بولاية النيل الأزرق السودانية.
وأشارت إحصاءات متطابقة من جهات رسمية وطوعية إلى سقوط أكثر من 60 قتيلا جراء الاشتباكات التي يعيشها إقليم النيل الأزرق جنوب شرق السودان منذ أسبوع.
وبحسب شهود عيان تحدثوا لـ”العين الإخبارية” فإن الولاية شهدت الأحد هدوءا حذرا عقب انتشار قوات الأمن في مدينتي الدمازين والروصيرص الأكثر تأثرا بالصراع، فيما تستمر الجهود الحكومية لاحتواء هذا النزاع القبلي”
وقالت السفيرة لوسي تاملين في بيان صحفي: “إنني قلقة للغاية بشأن التقارير التي تتحدث عن أعمال عنف طائفية في ولاية النيل الأزرق أسفرت عن مقتل 65 شخصًا وإصابة العشرات”.
وأضافت :”نحث المجتمعات المعنية على عدم السعي إلى الانتقام ، والانخراط في الحوار، كما ندعو السلطات إلى حماية المدنيين وتقديم الدعم الطبي العاجل للمحتاجين”.
وأمس السبت، عاشت عاصمة الولاية الدمازين، يوم دامٍ بعد أن نشوب اشتباكات قبلية، وشهدت المدينة فوضى عارمة وحرب شوارع استخدم فيها الأسلحة النارية والبيضاء.
وشدد حاكم إقليم النيل الأزرق أحمد العمدة في وقت سابق أن حكومته ستبذل ما بوسعها من اجل استتباب الأمن مرة أخرى في المنطقة، وقال إنهم بحاجة إلى قوات إضافية لفض النزاع الدائر حاليا بولايته.
وكان والي النيل الأزرق فرض حظرا للتجوال في مدينتي الدمازين والروصيرص من الساعة السادسة مساء وحتى السادسة صباحا، ومنع التجمعات والمواكب لمدة شهر ضمن جهود لاحتواء الصراع القبلي.
وتدور الشتباكات بين قبائل الهوسا ومكونات قبلية أخرى في ولاية النيل الأزرق منذ أسبوع في مدينة الروصيرص، وخلفت عشرات القتلى والجرحى.
وتعود أسباب القتال وفق روايات متطابقة، إلى مطالبة قبيلة الهوسا بنظام إدارة أهلية خاصة بها، بينما ترفض مكونات قبلية أخرى يتزعمها البرتا أن سلطة الإدارة الاهلية تعطي لأصحاب الأرض وأن الهوسا لا أرض لهم بالمنطقة.
ودعت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان السبت، وزارة الصحة إلى التدخل العاجل وضرورة فتح جسر جوي مع ولاية النيل الأزرق لتلبية لإجلاء المصابين الذين يحتاجون خدمات طبية متقدمة.
وطالب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان فولكر بيرتس، في بيان صحفي، بإجراءات ملموسة للسير نحو تعايش سلمي، داعيا لوقف الأعمال الانتقامية.
ولفترة طويلة، ظلت النيل الأزرق الولاية السودانية الوحيدة التي لم تنكوِ بنيران الصراعات القبلية؛ حيث لم تسجل أي نزاع قبلي خلال المدى القريب نظرا للتماسك الاجتماعي فيها والمشتركات بين الإثنيات التي تقطنها.
لكن بعد خروج “النيل الأزرق” من حرب أهلية طويلة بين الحكومة وعناصر التمرد بفضل اتفاق جوبا للسلام في السودان، باتت الولاية مهددة بفيروس الصراعات القبلية، وسط مساع لاحتواء هذه الأحداث.