لواء م محمد حامد تبيدي يكتب : جهاز المخابرات شهادة لله و كلمة حق مخلصة

من خلال تجربة عملية طويلة .. تختزن الذاكرة حزمة من الإدارات المتخصصة بجهاز الأمن والمخابرات الوطني (جهاز المخابرات حاليا) منها :

إدارة مكافحة الإرهاب
إدارة مكافحة الجريمة المنظمة
إدارة مكافحة التجسس
إدارة الجهوي والعسكري
إدارة أمن المجتمع
إدارة الإعلام
الإدارة السياسية
إدارة الأمن المركزي
إدارة الخدمات الإستراتيجية
إدارة الأمن الإقتصادي
إدارة المعالجة الفكرية لضحايا الإرهاب

هذه مجرد نماذج للإدارات المتخصصة .. منها ما اندمج ومنها ما أصبح دائرة ومنها ما إنشطر لعدة إدارات متخصصة .

هذه الإدارات عمادها ثلة من الضباط الخبراء المميزون المتخصصون المسلحين بالوطنية والحكمة وسعة الأفق .. ومعهم عدد كبير من صغار الضباط بالإضافة للصف والجنود والمتعاقدين .. توجههم وترعاهم وتديرهم قيادة متمرسة ذات خبرة كثيفة ومتنوعة وعلاقات رأسية وأفقية وتنسيق محكم ..  يعملون جميعا بتناغم وهمة وتجرد .. يرصدون ويحللون ويستقرأون ويتنبأون ويتدخلون في الوقت المناسب في حدود سلطاتهم وصلاحياتهم وبما يلزم من الإجراءات . ويضعون أمام قيادتهم وأمام المستوى المختص من السلطة .. قراءة شاملة وتوصيات واعية وشفيفة .

هؤلاء الرجال تدربوا على حساب الوطن واكتسبوا الخبرة ممن سبقوهم من الأجيال .. كان لهم – وما يزال – دورهم القوي والخفي والفعال والمثمر في مكافحة التجسس وتأمين المجتمع وتجفيف منابت الفتن الدينية والقبلية والجهوية والبلايا والجرائم المحلية والعابرة للحدود .

دول كبرى بمؤسساتها وأجهزتها تأتي وتستعلم لتقف على تجربة السودان في المعالجة الفكرية للإرهابيين وضحايا الإرهاب .

إدارات متخصصة في ميدان الإقتصاد والخدمات .. تسد الثغرات وتنبه للأزمات وتعالج بعضها .. ومعظم هذا الجهد العظيم كان يتم بتجرد ونكران ذات .. ودون إنتظار لترقية أو إشادة أو حافز معنوي أو مادي حتى ولو مُنح أحيانا .. يعملون ويبذلون ويحترقون وهم في قمة الرضاء والغبطة .. فالعمل عندهم للوطن والأجر الأعظم ينتظرونه من الله .

لا يزال الجهاز ممتلئ بالخبراء الأعلام والضباط العظام والقوة الفاعلة من أبناء وبنات الوطن بكل ألوانه وأطيافه وإثنياته .. جاهزون متى ما أُعيدت لهم كامل الثقة وأُمِّنت ظهورهم ودُفعوا لأداء أدوارهم الوقائية والميدانية بعيدا عن التراشقات والمكايدات السياسية ، فالجهاز مؤسسة وطنية لا يملكها غير الوطن ، وكل ما يُقال ويُلاك بخلاف ذلك إنما هو محض إفتراء وغباء وإنصراف للمصالح الضيقة .

لقد خسر الوطن الكثير – في تقديري – بالتحجيم النسبي لهذه المؤسسة المتينة الحكيمة وتتريس طريقها .

كثيرون يتغابون أو يجهلون أدوار الجهاز وقدراته .. في الماضي والحاضر والمستقبل .. البعض له أجندات ومصالح في ذلك ، العديد من دول الإقليم بالأصالة أو الوكالة تعمل بكل جد وخُبث وإجتهاد على *تحطيم وتدمير ومسخ دولتنا ومجتمعنا .. وأحد أدوات ذلك هو إقصاء الجهاز وشيطنته وتقزيم مجهوداته وقدراته ، وبالتالي فإن أي مواطن سوداني عاقل وحصيف ويهمه الوطن وأمنه وإستقراره وسيادته ونهضته ، لا شك عندي أنه سيدعو بكل قوة وبكل طريق لعودة الجهاز أقوى وأمضى وبكامل الإلتزام بدولة الحرية والعدالة والقانون .. مؤسف ومحبط ومؤلم أن نعتاد مشهد الدماء والأشلاء والفوضى والإنفلات والخلايا التجسسية والعملاء ينشطون ويزرعون الفتن ويهيئون المسرح والمُناخ لتسلل ونمو الخلايا الإرهابية وخلايا الجريمة المنظمة والتخريب الإقتصادي وتهشيم هيبة الدولة .. ولدينا جهاز وطني خبير وشهير في المنطقة .. جهاز بكل من فيه وما فيه ملك للوطن الحبيب

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...