من أشهر معالم أم درمان .. سوق السَّمك بالموردة قِبلة للأجانب والسُيَّاح
كثيرون سمعوا بسوق السَّمك الشهير بأم درمان، لكنهم لا يعرفون معلومات حول تاريخه وأنواع السَّمك المعروض فيه، لم يغوصوا في بحاره العميقة وسبر أغواره، وأنا أزور السوق دارت بخلدي عشرات الأسئلة حوله، أنواع الأسماك ومن أين تصل إليه، أكثر أنواع السمك طلباً من المواطنين، أسعار السمك في الصيف وفي الشتاء، تاريخه وأبرز الصيَّادين فيه؟ سيل من الأسئلة كانت تبحث عن إجابات. إن الحقيقة التي يجب أن يعلمها الجميع أن سوق السَّمك بأم درمان ليس مجرَّد سوق للأسماك، بل هو عالم من الأسواق، حيث تباع فيه لوازم السَّمك، كما تمارس فيه أنشطة عديدة، ويضم مئات الأيدي العاملة جميعهم يزاولون عملهم في لوحة موسيقية بديعة. التأسيس أنور الطاهر، أحد باعة السَّمك بالسوق قال لـ(الصيحة): عملت بالسوق منذ وقت طويل، ولديَّ خبرة في أنواع الأسماك، وذكر أنه تأسس عام 1992م، وبدأ العمل فيه عام 1994م، وأوضح أن السوق يرتاده كل السودانيين من كل الولايات، إضافة إلى بعض الأجانب وأكثرهم الصينيين. أنواع السَّمك وحول أنواع السَّمك بالسوق قال إنه يضم أنواعاً عديدة وأكثرها شهرة العجل، التبروس، البياض البلطي والقرقور وبعضها موسمية مثل: الشلباية، القرس، الورى، البردة التمبيرا، الزمر، الصفصاف، الكويا، القرموط، الدفوس، البنيه، البلى، الكدن، وخشم البنات. وذكر أن سوق السَّمك لا يوجد فيه أي نوع من المشاكل وأن كل ما فيه جميل وعلى ما يرام ومعاملاتهم كلها أخوية ومنذ أن تأسس السوق لم نواجه أي مشكلة إلا أن بعض الشخصيات حاولت تحويله إلى “سوبرماركت” لكنها فشلت لتمسُّك العاملين بالسَّمك وإصرارهم على البقاء . يضيف أنور معدداً للأماكن التي يأتي منها السمك فيقول: يأتي أكثره من شمال السودان حلفا ومن جبل أولياء ومن الدمازين والنيل الأزرق والنيل الأبيض، وذكر أن أسماك البلطي والعجل والقرقور والكأس تعد الأكثر طلباً من مرتادي السوق، موضحاً أن أسعار الأسماك ترتفع في فصل الشتاء، بينما تنخفض الأسعار في الصيف والخريف، بينما يختفي سمك البلطي في شهري سبعة وثمانية ويوجد منه نوعين البلطي الأبيض ومحله الرمال والأسود ومحله القش ويباع السَّمك بالكيلو ونص الكيلو، وأضاف: قائلاً منذ أشهر كان الكليو ألف جنيه، ولكنه -حالياً- وصل إلى ألفين وخمسمائة جنيه. القرقور والتمبيرا سعيد يوسف أبو علام، ذكر أنه اشتغل في سوق السَّمك في الموردة منذ عام 2005م، وقال في حديثه لـ (الصيحة): إن السَّمك كان يباع على شاطئ النيل ثم نقلته محلية الخرطوم إلى مكانه الحالي. وقال: سمك “السير” أكثر الأسماك طلباً من قبل رواد السوق، إضافة إلى البلطي والكأس والوبر، لكنه غير متوفر مثل الباقي، وتوجد صعوبة في اصطياد سمكة البردة أو البرد الذي قال إنه يحتفظ بتياره الكهربائي لمدة طويلة وأنه يموت بعد اصطياده بساعة كاملة، مبيِّناً أن سمكة البردة تباع مقطَّعة ومنظَّفة، وأوضح أنهم يعانون في تنظيف القرقور، لأنه يضرب ويجرح، مبيِّناً أن أطعم سمك هو سمك القرقور، وكشف أن سمك التمبيرا مرغوب من قبل الأجانب . بداخل السوق تُعرَض البهارات والخضروات من ليمون وشطة ودكوة، ويكتظ السوق بالمختصين في تنظيف السَّمك وتتم عملية النظافة بصورة دقيقة تكشف خبرة من يقومون بهذا العمل، كما توجد دكاكين بالسوق يباع فيها الفسيخ والزيوت. وبداخل السوق تلحظ مجموعة من السُيَّاح تتجوَّل بداخله باعتباره معلماً سودانياً باهراً.