أسامه عبد الماجد يكتب: إِفراح (محمد حاتم) .. جِنان وقرآن

¤ ربما لو كان القيادي بالوطني المجاهد محمد حاتم سليمان موجوداً في زواج كريمته د. جِنان مساء امس ، ما كان الحضور بهذا العدد الكبير .. وهو حر وراء السدود ، وحر رغم قيود الاعتقال الجائر بسجن كوبر.
¤ غاب محمد حاتم  بجسده عن العرس .. لكنه كان حاضراً مع اخوانه من (الاسلاميين) ،(المجاهدين) ، (الدبابين) ، (الشعبيين) و(الدبلوماسيين).. والفئتين الاخيرتين ، مباركين لشقيقه السفير الوزير القيادي بالشعبي ادريس سليمان .. يا لهذا الوفاء في زمن قل – بل كاد ان ينعدم – فيه الوفاء.
¤ كان حاتم حاضرا بروحه النقيه .. التي حملها على كفه.. وهو يكاد يكون شارك في معظم مسارح العمليات بانحاء البلاد ..في النيل الازرق لواء القعقاع وأمير للواء الشهيد عبد السلام سليمان و كل المعارك فى الطريق إلى قيسان .. حتى انه فُقِد وصلوا عليه صلاة الغائب.
¤ ضمد حاتم واخوانه جروح النيل الازرق التي تنزف اليوم ، بعد ان فاحت منها روائح القبلية النتنه .. ولعل بقاء حاتم في المعتقل باتهامات مضحكة وملفقة استراحه محارب ، وهو الصحفي الذي وضع القلم وحمل السلاح حيث شارك كذلك فى تحرير همشكوريب بكسلا .. وفي عمليات جنوب كردفان فى تحرير (تلشى وتلودى وجبل تيما) .. ولم يغيب عن احراش الجنوب مشاركاً في تحرير جبل سندرو والميل 38 ومناطق اخرى فى الطريق إلى نمولى.
¤ ردد حاتم ، كثيراً الهتاف المحبب الى الاسلاميين (هبي هبي رياح الجنة) .. وظفر بجنات في الدنيا .. كريمته الدكتورة .. التي اختار لها بعناية فائقة اسم (جنان) .. وفي الجنان أمان وراحة واطمئنان وروح وريحان.. وقد زفت لـ (جنة) الزوجية امس .. ليؤدي حاتم ومن (نار) السجن الامانة.. هكذا حاله ،حيثما وضع نفع ولم ينتفع.. أعطى ولم يأخذ، قدم و لم يستبق شىء.
¤ رغم الاعتقال لم يطرق الياس ابواب اسرتي محمد حاتم .. قاوموا (الاستبداد) ولم تكسرهم اتهامات (فساد) .. قاتلوا وبشراسة (الحزن) .. بذات عزيمه وصلابة والدهم الذي (فرح) كذلك مطلع الشهر الجاري بحفظ صغيريه سليمان وفاطمه للقرآن الكريم.. وقد تسابق اخوانه بالحضور لرد الوفاء لحاتم.
¤ لكنه اكثر وفاء .. وقد اطلق على الصغير الحافظ للقرآن الاسم .. اكراماً وحباً ووفاء لوالده .. واختار كذلك اسم الصغيرة بذات الحال تقديرا لحرمه فاطمه .. زوجة الشهيد هشام عبد الله.. قلما تجد البنت تحمل اسم امها .. ويالها من ام قدرها من (شهيد) الى (شهيد حي).. محتسبة وصابرة ،ومؤكد انها تنتظر وعد الله ، (اجر بغير حساب).
¤ كان الجمع في عرس كريمة مدير التلفزيون الاسبق اشبه بـ  (وطن في شاشة).. مهنئون من كل مكان.. كانت (الصورة) ناصعة، يكفي ظهزر البروفيسور ابراهيم غندور فيها ..لم تكن الحوارات التي تقاسمها الرجال تحتاج لـ (مونتاج) فالمشهد السياسي بائس و (الاضاءة) تظهر كل سوءات قحت وبطء المنظومة العسكرية.
¤ ومهما يكن من امر  فان(السيناريو) يحتاج اعادة صياغة .. كل المطلوب (مخرج) يضع اللمسة الاخيرة .. مثل هداف بارع يجعل الكرة تعانق الشباك.

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...