أسامه عبدالماجد يكتب.. بيان حميدتي ..(10) ملاحظات
¤ *أولاً :* كشف البيان غير المرتب ولا مروس او ممهور بتوقيع وتاريخ ، والصادر في توقيت غير مناسب في وقت متاخر من مساء امس الجمعة..
كشف ظهر قائد الدعم السريع محمد حمدان حميدتي.. واثبت عدم وجود مستشارين محترفين حوله .. لغته اظهرت الدعم السريع كمؤسسة منفصلة عن القوات المسلحة .. مثل تاكيده الالتزام بالعمل مع الجيش واصلاح المنظومة العسكرية والأمنية..
الى جانب لغة (الانا) الكثيرة التي حواها ، بدء من اول كلمة (اترحم).. وفي هذا خطورة بالغة على حميدتي فأى خروج له عن (حزية) الجيش سواء بمواجهته – وهو غير وارد – او بغرض اضعاف البرهان كما فعل مع ابن عوف .. بذلك يكون حميدتي سهل عمليه اقتناصه عسكريا من خصومه في دارفور واضعافه سياسيا من قحت على سبيل المثال.
¤ *ثانياً :* البيان خصما على حميدتي وبشكل كبير .. يؤكد ضعف قراءة ممن هم حوله لعلاقة الاوضاع داخليا بالخارج .. خاصة وان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وفي قمة جدة دق ناقوس الخطر وحذر من وجود مليشيات في المنطقة، وتوعدهم.. وكانه يقصد حزب الله اللبناني والدعم السريع ..
بقوله ان المليشيات المسلحة المنتشرة في عدة بقاع من عالمنا العربي، تحظى برعاية بعض القوى الخارجية (ومعلوم علاقة حميدتي بموسكو و دول الخليج) ..وقال : انها تعيق تطبيق التسويات والمصالحات الوطنية (اتهامات كثيرة لحميدتي بتعطيل التوافق وعدم رضاه عن تقارب العسكريين بقحت) وكذلك اشارة السيسي لتطور قدرات تلك المليشيات وتنفيذها عمليات عابرة للحدود (نستحضر هنا مشاركة الدعم السريع في حرب اليمن واتهامها بابتعاث عناصرها لليبيا)..
وبالتالي مهم ان يدرأ حميدتي الشبهات عن نفسه ..ويناى عن اي لغة تصوره كقائد مليشيا يغرد خارج سربىالمنظومة العسكرية.
¤ *ثالثاً:* لا يوجد سبب يدفع دقلو للحديث عن القضايا الكلية طالما هو جذء من المنظومة العسكرية.. وفوق ذلك ان البيان غير مواكب .. بدليل تناول ثلاثة امور بعد مرور وقت على وقوعها.. احداث النيل الازرق.. قرارات البرهان (4 بوليو) ووجوده في دارفور.
¤ *رابعاً:* اضعف البيان موقف حميدتي طرجل دولة ودق اسقين بينه واهل دارفور .. بايراد عبارات (لقد صدمت بحجم الدمار الذي خلفته سنوات الحروب والتهميش في دارفور وانتشار الفقر وسوء الخدمات وغياب الدولة).. هل يعقل ان حميدتي لم يعلم بذلك الا بزيارته الاخيرة للجنينة.
¤ *خامساً:* لم يوفق حميدتي باعلانه العودة مجددا لدارفور وتعهده بانفاذ السلام .. اساس انفاذ الاتفاق هو الايفاء بالترتيبات الامنية ولم يشير لذلك .. كما انه امضى وقتا طويلا بدارفور ..
كان شرق السودان اولى بالزيارة المرتقبة خاصة وان حميدتي فشل في احداث اي تقدم في اتفاق مسار الشرق.. مع علو الاصوات المطالبة بارجاع الملف مرة أخرى لعضو السيادي الفريق اول شمس الدين كباشي.. او ان ينتقل حميدتي للاقامة في النيل الازرق لمتابعة ملف سلام المنطقتين.
¤ *سادساً:* اودع حميدتي رسالة في بريد لجان المقاومة بترحمه أولاً على كل الانفس التي أزهقت بغير حق في النيل الأزرق ودارفور والشرق .. ثم بعد ذلك ذكر الخرطوم.. ذلك ان العاصمة تشهد وغضب وتتريس للشوارع لمقتل متظاهر واحد .. ولا يعتصر قلبها للضحايا بالولايات.. ودونكم مجزرة كسلا قبل نحو عامين.
¤ *سابعاً:* كشف حميدتي مراقبته وعلمه التام – هكذا قال – بمخططات داخلية وخارجية تتربص بالبلاد .. ومعلوم الصراحة فوق المعدل التي يتحلى بها .. كان حريا به الكشف على الاقل عن ملامح تلك المخططات.. او ان حديثه من ياب المناورة السياسية.
¤ *ثامناً:* عاد حميدتي الى مغازلة لجان المقازمة وقحت مرة اخرى .. بتجديد التزامه التام بالعمل من أجل حماية أهداف ثورة ديسمبر المجيدة – بحسب وصف البيان – .. وهي محاولة لابعاد الاتهامات عنه برفضه اي تقارب مع قحت خاصة مجموعة الاربعة.
¤ *تاسعاً:* ركز البيان على انفاذ ملف الترتيبات الامنية في إتفاق جوبا لسلام السودان.. دون سائر بنود الاتفاق .. وكان الحكومة تعتزم نفض يدها من الاتفاق مع الالتزام ببند الترتيبات الامتية فقط .. مع العلم ان الاتفاق منح الدعم السريع خصوصية وانها جسم منفصل وتشكل جنبا الى جنب مع بثية القوات النظامية التي تتالف منها القوة المشتركة بدارفور.
¤ *عاشراً* خلا البيان – على غير العادة – من اي اتهامات ولو مبطنة للنظام السابق.. رغم ماجاء نصا فيه من تعهد بحماية الفترة الانتقالية.. وفي ذلك تطور لافت اما حدث تواصل بين حميدتي والمؤتمر الوطني .. او اثر الرجل عدم معادة الوطني مستقبلا .. او ان مستشارين جدد من حوله قرروا التعامل بعقلانية دون اللجوء للمزايدات والسمسرة السياسية بانتقاد الوطني بمناسبة ودونها.