جعفر امبدي يكتب: ابو جنان بين الزنزانة والقصر
المشهدالاول:
قبل اكثر من عشرين عاما كان محمدحاتم سليمان محافظابجبل الأولياء وكنا فى مؤسسةالفداءللانتاج الاعلامى نفكر فى انتاج سهرة وثائقية عن الشهيدين يوسف سيد وإسماعيل سيد وكنت التداول مع مخرج السهرة اخى وصديقة ورفيق السنوات الطوال الامين الكروشابى الذى اقترح ان يتولى الأخ محمدحاتم سليمان تقديم السهرة لاعتبارات عديدةاهمها طبيعةالمعالجةالتى تواضعنا عليها و التى جعلت مقدم السهرة جزءا من الرواية وشاهدا على أحداثها غير ان المشكلة فى إقناع محمدحاتم واضعين فى الاعتبار ظروف عمله كمحافظ.. اتصلت به وشرحت له طبيعةالسهرة ودورالمقدم فيها وبعداستماع جيد قال لى انا جاهز لكن لازم اشاهد كل المادة السجلتوها واسمع ماقاله المتحدثون عنه ومباشرةشرعنا فى الترتيب وطلبت منه تحديدزمن المشاهدة وان لم تخنى الذاكرة اختار يوم الجمعة وكان ذلك فى العشر الأواخر من رمضان .. فى اليوم المحدد حضرت مع الاخ الكروشابى وانما تأخرنا حوالى ربع ساعة فقلت له محمد ذاتو ما بكون وصل لانه مع التهجد بكون اخد غفوة بعد الفجر لكننا عند الوصول وجدنا عربة المحافظ تنبئ عن وصوله على قبلنا ..عندالاستقبال سالت الموظف المحافظ قاعد فى ياتو مكتب قال لى محافظ شنو، ؟ثم أضاف لكن فى زول جا سأل منك انت وكروشابى دخلته الاستديو.. فهرولنا الى الاستديو فوجدنا السيد المحافظ مضجعا على شقه الايمن على البلات فورم فايقظناه برفق واعتذرت له عن التأخير فقال لى مامشكلةانا من المسجد جيت طوالى بهنا وتحركنا الى الاستديو في سبقنا كروشابى الى هناك وتمت المشاهدة ثم تواصلت الجهود حتى اكتملت السهرةبحمدالله تعالى ولن اعلق على السهرةفشهادتى مجروحة ولست مؤهلا لتقييم اداءه فى تلك السهرة..
المشهدالثانى:
بعدها بعام تقريبا تم ترشيحه لتقديم سهرةالشهيد هشام عبدال له محمد الحسن ولعل السبب من بعدالعلاقةالتى جمعت بينه والشهيد تجربته السابق فى سهرةالشهيدين اسماعيل ويوسف ..
كنت حاضرا الزيارةلاسرةالشهيدهشام بغرض التحضير فذهبنا مع الاخ محمد حاتم والمخرج فتح العليم دفع الله ..جلسنا مع الحاجةمريم سيد احمد والدة الشهيد و التى حكت لنا قصة عجيبة بينها وابنها الشهيد..قالت ذات يوم أخبرت هشام انى شفت فى المنام محمدحاتم يهدينا سبحةخضراء صغيرة وطلبت منه يخبر محمد بذلك وايامها محمد راجع قريب من العمرة.. هشام قال لى بكلمه لكن انا عرفت تفسير الرؤيا وهو ان خبر استشهادى سيصلك عن طريق محمدحاتم
من المعلوم أن الوفد الذى أبلغ خبر استشهاد هشام للاسرةكان على رأسه الاخ محمد حاتم سليمان ..
المشهدالثالث
عندماجلست جنان لامتحان شهادةمرحلةالاساس وتفوقت بنتيجةباهرة كنت برفقةالمجموعةالتى ذهبت لتقديم التهنئة واجتهدنا فى اختيار هدية موحدةباسم المجموعة تتناسب مع عمرها وتكون طويلا وا رفقت معها وريقة كتبت عليها النجاح ليس درجة نحرزها فى الامتحان بل النجاح ان نضع هدفا وتبذل غايةالجهدلتحقيقه
حقيقة لا ادرى كم من السنوات مرت على ذلك اليوم ولكنى فوجئت بالدعوةالتى أعلنت ان جنان قد كبرت وتخرجت من الجامعة وأنها قد صارت عروسا والاجمل من ذلك الرسالةالصاخبةالتى ارسلتها جنان وهى تزف عروسا بينما ابيها فى محبسه لن يستطيع مشاركتها لحظة تخيلهامنذ حملها يوم مولدها ونطق الشهادتين فى اذنهاواسمعها نداء الصلاة
جنان تقول لنا جميعا قبل أن تقول لابيها ولمؤسساتنا التى أنفقت أكثر من الف يوم ولم تكمل محاكمته لكم مثلها الف ضعف فلن تنكسر..هل تذكرون جملةالاستاذ الشهيرة الفور مليون
فزتم ياجنان ورب الكعبة