(عمار باشري) يكتب: حميدتي – بيان يحتاج الي بيان
____
أبابيل :
الاحد ٢٤ / يونيو ٢٠٢٢م
______
– مساء الجمعة ٢٢يوليو اصدر الفريق اول محمد حمدان دقلو نائب مجلس السيادة ورئيس قوات الدعم السريع بيانًا باسمه بالصفتين منتحياً مكانًا غربيًا .. حمل عددا من الرسائل معنون (بالتعميم ) الي كل من يهمهم الامر بالداخل والخارج .
– لن نتناول في هذا المقال بشكل تفصيلي قوات الدعم السريع (التكوين الضرورات والمهام العسكرية الوطنية وتداعيات العسكرسياسية واثرها في الواقع الماثل)..
– فقد عبرت قوات الدعم السريع بمراحل انتقال وتطور كبيرة (أشبه بالدراما) بالنظر الي وجودها وتكوينها كتشكيل عسكري (قانونا – وتوسع سلطات -ونفوذ) .. كما صاحبت مسيرتها العسكرية منعرجات كُبْري صعودًا وهبوطًا حين المقايسة بمهامها ووظيفة وحدود تفويضها ..
– السيد الفريق اول (حميدتي) هو اللاعب الاول المهم وليس الاوحد والرئيس في تلك القفزات التوعيّة والكميّة التي تختلف من مرحلة لاخري (حسب طبيعتها وتحدياتها) ساعده طموح مشروع لاحتلال دور متقدم في (لعبة السياسة السودانية) وهي تفتقر لعقل سياسي مركزي ورؤية وطنيّة متماسكة محددة الاهداف في مرحلة مابعد (انقلاب ابريل ٢٠١٩م) .
– انتصارات ونجاح قوات الدعم السريع لعبت ادوار حاسمة بالنزاع بدافور وبعض مناطق جنوب كردفان والنيل الازرق ومشاركتها في ملف الحدود مع ليبيا وتشاد والتعاون في ملف الهجرة غير الشرعية ومنع تدفقات اللاجئين الافريقيين لاوروبا .. كل ذلك شكّل رافعة زادت من نفوذها والدفع الفوري المباشر في رصيد قائدها (الجنرال حميدتي) وهما امران لا ينفصلان (حميدتي -الدعم السريع) اشبه بالجنين والحبل السرّي..
– من الضروري التأكيد علي وطنيّة قوات الدعم السريع وقائدها (الجنرال حميدتي) في ظل حملات الشيطنة من التشهير والتشويّه والاغتيال المعنوي والتجريم التي تتعرض لها من قبل مكونات حاضرة في السياسة السودانية (احزاب قحط) والتي تُغذّي بشكل يومي مناصريها بخطاب مشحون بالكراهية ضدها وقوات الشعب المسلحة والشرطة والامن .. وهو ذات المكوّن (قحط) الذي صعد علي سلم (الجيش والمؤسسات العسكرية) لقطف (تفاحة الانقلاب ) تحت مسمّي الثورة .. قبل ان تصيبهم لعنة التفاحة بالخروج من جنة السلطة ..
– كما انه من نافلة القول تذكير (الجنرال حميدتي) والطرق علي اذنه بشكل ثابت ومتكرر بان تلك القوات يتم تسليحها وتشوينها ودفع رواتبها واستحقاقاتها ومقارها من الخزينة العامة لجمهورية السودان ويدفع اموالها شعب السودان وهي (قوات واصول) جزءاً اصيلا من مقدرات هذا الشعب ..
– البيان :
– تضمن جملة من العبارات بعضها مُفخّخ قُصِد منه الابهام وخلق شيءٍ من الربكة في جو مستعر حدّث عنه البيان مثل (الالتزام بالعمل مع الجيش السوداني) وهي تحمل دلالات ومعانٍ شتي يجب ان نُحسن الظن جرّاءاها والاّ نندفع بعواطفنا لمظان الفُرقة وان نثمّن ما جاء في صدر البيان من وحدة المؤسسات العسكرية ومشاركته في قرارات (٤يوليو) والتي تنطوي علي موقف صحيح بابعاد المؤسسات العسكرية عن المشاركة في الحوار بين القوي الوطنية (مكونات سياسية وقوي مجتمعية) لحين .. وحماية فترة الانتقال حتي أذآن الانتخابات ..
– كما حمل البيان عبارة دخيلة علي مفردات (الجنرال حميدتي) ربما اكتسبها من مكوثه لامد بدارفور وهي (التهميش)،، وهو مصطلح مُشبّع بحمولات الماضوية ومرارات ذات ظلال لا تتناسب وموقعه الرفيع كنائب السيادي ورئيس لقوات باتت تزاحم (الجيش) في القرار والسلطات وحتي إصدار البيانات منفردة . وهنا يقع علي مستشاري (الجنرال حميدتي) التنبيه الي خطورة الامر والتغريد خارج سربه التزامًا بروح الانضباط العسكري والمهني وتفويت الفُرص علي كل راغب في تسوّر الجدار او التسلل بقصد المكر ..
– غازل (الجنرال حميدتي) غرمائه واصدقائه القُدامي(قحط) والرجل لم يقطع صلته بهم حتي وهو (بماموريته) الاختيارية بدار مساليت بالجنينة .. ليس حُبا ولا حنينا لشغف مشبوب بهم ولكن ما تعرّض له (حميدتي) ولا زال من ضغوط عنيفة وإبتزاز دولي غربي يعرف كيف يصطاد فريسته بمهارة عالية وهي مُنهكة وقبل ان تستريح ؛ ما جعله يتراجع عن كثير من مواقفه .. ويشكل ملف (حقوق الانسان) خلال مشاركة (الجنرال حميدتي) بنزاع دارفور وحادثة (فض اعتصام القيادة) اقوي الذرائع لتحقيق والتدخل الدولي .. كعب اخيل في جسد الرجل وقوات الدعم السريع ؛ و(ثغرة الدفرسوار) للجيش المصري بحرب اكتوبر .
– ضعف قدرات العقل السياسي والخبرات ذات المؤهلات القانونية والبُعد الدولي تزيد من حراجة موقف (حميدتي) وإرباك تموضعه فيظل قلبه يخفق لما بني من جسور وَصْل مع مكونات اهليّة وسجادات دينية واحزاب وطنيّة راغبة فيه تنتظم الان في مبادرة (النداء الوطني) برعاية العارف بالله الطيب الجد ؛ وعقله مزحوم بهتاف يشدّه الي (اهداف الثورة المجيدة!!) قحط بفُرقتها ولجان مقاومة وانقساماتها راغبة عنه ولا تتراجع عن دعاوي تفكيكه باي ثمن .. وعينه تكِرّ البصر وتُرجعه نحو (كُرسي الحكم).. وجيش يُحكم قبضته فيما بين يديه من سلطات وفق القانون تدعمه عاطفة وطنيّة من كافة الشعب وقوميّة ليست محل تشكيك وقيادة لا تحتمل المزاحمة ..
– بالعودة الي مُقام (الجنرال حميدتي) واختيار دار مساليت بالجنينة مقرا له .. تقفز كثير من السؤالات .. لم يجاوب عليها (البيان) هل الحالة الامنية والمُضطربة وإختلاف مكونات المجتمع والمسقبة والفقر وتردي الخدمات الاجتماعية التي اعترف بها البيان من مهامه (كنائب لرئيس المجلس السيادي) لحد البقاء في ظل وجود حاكم بالإقليم (القائد مني اركو مناوي) ومساعديه وحكومته وعدد (٥) ولاة بالولايات وحكوماتهم ؟! و(حميدتي) كقائد للدعم السريع ماذا يستطيع ان يضيف هل بفرض القوة العسكرية التي اثبتت عدم نجاعتها وبوجود نائبه شقيقه (الجنرال عبدالرحيم ) القائد الميداني الا يكفي لاداء المهمة ؟! اليس من الافيد وجوده بالمركز حيث نفوذه بإسناد حاكم الاقليم (مناوي) وولاة الولايات حتي تمضي الامور بسلاسة ؟! وهل للوجود الميداني والممارسة السياسية ومباشرة (حاكم الاقليم) مهامة صِلة بالامر تحت غمائم انتخابات قادمة وإن طالت الازمان ؟! ولماذا الجنينة وليست الفاشر او نيالا حيث كليهما دار وسكن (لحميدتي)،، ؟! هذا لا يُشكّك ان كل السودان دار لكل سوداني ؛ ولكن لان ما جري من احداث بالجنينة ان كان مثار بعض قلق فما شهدت دارفور قريبا من احداث في مواضع اخري تستحق كل القلق !!