المهندس سامي عبدالوهاب يرد على المحبوب عبدالسلام
الي المحبوب سلام ،،اهداف الوطني المستحيلة.
كنت قد بدأت الكتابة عن المؤتمر الوطني تحليلا وجرحا وتعديلا تحت عنوان( الوطني المحلول الحزب الغول) وكنت قد تناولت فيه سلوك المجتمعات ووعيها الجمعي وتعاطي السياسة مع ذلك السلوك تأثرا وتوظيفا حتى صادفت مقالا للاخ المحبوب عبدالسلام محللا فيه الإنقاذ بوطنيها وشعبها حسب ظني وثورة ديسمبر باثارها مستشهدا بابن خلدون وبن نبي وكليمات لمنصور خالد،غير اني ورغم ما فعله بنا الوطني من سجن واعتقال وبعض الظلامات استطعت أن أرى واقعا يغالط ما ذهب اليه المحبوب جملة وتفصيلا بل لمحت أهدافا اسميتها مستحيلة حققها الوطني لم يرها المحبوب لربما عمته العاطفة عن النظر المستقيم،فاستشعرت ولأول مرة في كتابات محبوبنا السلام سخطا وغضبا نأى به عن الموضوعية، واليت على نفسي أن أبرز بعض النقاط هي نتائج التفاعل السياسي السابق عل المحبوب يجد فيها زاوية أخرى للنظر.
بعيد حراك ديسمبر مباشرة لحظنا أن هنالك تراجعا في مدافعة الوطني السياسية وانسحابا خجولا من معركة حماية النظام ارجعناه جميعا لشيخوخة النظام بحسب بن خلدون نفسه واستكنا لذلك الرأي.
هاجمناه جميعا بشراسة حتى اشبعنا حظ نفوسنا وشحنا فيه ،بكتناهم تبكيتا (مش قلنا ليكم) كررنا تلك الجملة بين المنعكفين شماتة ونصحا،حملناهم المسؤولية كاملة.
انسحب الوطني من المشهد كليا،ذابت عضويتة واختفت كقطعة ثلج في نهار قائظ، المجاهدون والكتائب وووو كلها اختفت، استفزتهم قحت ايما استفزاز لتستدرجهم الي معركة الإرهاب فتوصمهم به الي الابد ففشلت، لم يتفلت منهم أحد ابدا ،كل ذلك ونحن نعلق على المشهد متكئين على الوثائر يلاعبنا الهواء البارد لنقول في زهو أن هذه نتيجة متوقعة وأننا تنبانا بذلك من سنين ،المجتمع الدولي أيقن بموتهم ،الاغراب شمتوا فيهم والاصحاب تهياوا لوراثتهم كيف لا وصفهم الاول والثاني والثالث في السجون ومئات من عضويتهم في المعتقلات وآلاف من كوادرهم فصلوا من العمل واستعمرت دورهم وأغلقت مؤسساتهم وصودرت أموالهم وضيق عليهم في الأحياء والبيوت فيكفي أن يصيح شخص انك كوز ليستباح مالك ودمك وكل شئ، واقع يجعل أكثر الملتزمين بفكرة متخلين عنها ،حتى إذا ما تكشف التزام العضوية الصارم وذلك الولاء منقطع النظير والثبات على الموقف والمبدأ الذي اذهل الداخل والخارج بدد احلام الحالمين بالتركة ليعلم الجميع أن الوطني حزب عصي على الوراثة وهو ما أغضب كثير من الناقمين عليه والحالمين بحصة من عضويته ،الكل يعلم مصنع العضوية الذي عمل مايقارب القرن مثل الساعة يريد أن يستحوذ على إنتاجه فما كانت النتيجة ؟؟؟؟سؤال هائل لم تستطيعه.
حافظ الوطني على عضويته،كتم أنفاسه حد الخنق ،استخدم سياسة النفس الطويل وسجل أهدافا مستحيلة في مرمى خصومه .
اخرج المواكب وملأ الشوارع بالاف الشباب شباب فقط جعلوا أعين فولكر والمخابرات العالمية تستدير الي الوراء، ملوحا بورقة المستقبل في الوقت المناسب ليخبر الجميع أنه لم يكن خائفا إنما كان مسؤولا تجاه البلاد، اثبت انه الأعلى مسؤولية والاضخم عضوية والاقدر على التكيف وصاحب المرونة الأقصى بين الاحزاب، غير آلياته وتكتيكاته وابتدع آليات جديدة مواكبة وجدد دمائه باسرع ما تجدد الحية جلدها ، أنشأ كيانات جديدة ظن كثيرون وانا منهم أنها تمظهر لموت الوطني، لنكتشف لاحقا أن كل شئ كان بقدر وأنها جميعا من عمل يده وباتقانه وسهره، حصن نفسه ودرس المجتمع جيدا أكثر من انغماس بن خلدون فيه فاستقرا المستقبل وحضر نفسه للمستجدات والتكيف معها وتحصيل ادوات التفوق فيه بل كان يتوقع كل خطوة من خصومه قبل حصولها ويستفيد منها ايما استفادة ، استفاد من كل أخطاء قحت فارجع الشعب السوداني سريعا الي محطة الندم عليه، أصبحت الساحة السياسية ودون وعي تنتظر موقف الوطني ورايه في كل مايحدث وبكل اللانضج السياسي في حين كل موقف تخرج قحت لتتهمه أنه يتاجر بقضايا الجماهير لتثبت ان مواقفه هي الأقرب اليهم وهي شهادة من غبي أثبتت أن الوطني يمثل وجدان الأمة السودانية بعد أن حاز وبشهادة نفس الاغبياء على شهادة حارس بوابة الدين بلا منازع .
غير رئيسه أكثر من ثلاثة مرات في ثلاثة سنوات دون انشقاق أو اختلاف أو حتى اعتراض بل ما هو مذهل فعلا أنه كان يسترجع عضويته القديمة ويستقطب عضوية جديدة في أوج الأزمة وحتى اصدمك واصدم بن خلدون معك في خبطة واحدة فاني لن اكون قد ذعت سرا لو اعلمتك أن الوطني استقطب من عضوية لجان المقاومة وضماهم في صفه واني على ذلك شهيد ،فالذي لا تعرفه ولم يطلع عليه بن خلدون أن جلد قيادة الوطني وصبرهم على السجون وتحملهم الأذى ومواجهة شبابه للشيطنة والتخويف والتضييق وصبرهم على السجون والاعتقالات وهم يملؤنها بالمئات كان له الأثر البالغ في نفوس الشباب عموما والذين يخرجون للمظاهرات خصوصا،ووالله أن هذه الظروف لو مرت باي كيان اخر لاحتربوا حتى الموت.
حتى على صعيد التحالفات في الوقت الذي تنقسم فيه قحت على نفسها بشكل اميبي مخيف فقد استطاع الوطني بمرونته أن يقرب منه البعيد ويدخل في تحالفات حتى مع الد أعدائه وقد شهدنا ذلك في موكب يونيو كيف كان الشيوعيون والإسلاميون في صف واحد يواجهون قحت، لقد قرأوا التاريخ أكثر من بن خلدون وعرفوا سيكلوجية مجتمعاتهم أكثر من قوستاف لوبون وقدموا وصفة انجتهم الشرور واجلستهم على اريح ارائك اللعبة السياسية فبدوا للناس مبدئيين وطنيين صبورين أقوياء ،وفوق ذلك صاروا الاكثر تأثيرا في الساحة والاكثر صناعة للأجندة والأقل مسؤولية عن النتائج ،بربك ياصديقي لو اعطيت الريشة والقلم للمحبوب عبدالسلام أن أكتب حزبك سعيدا أو يستطيع من ذلك الواقع أن يتخيل تلك النتائج ، أظن أن هابرماس نفسه لن يستطيع بكل مراكز بحوثه الاستخبارية أن يتوقع تلك النتائج .
الوطني ليس في المقدمة لكنه انتقل لميدان اخر لا نعرف متى تنتقل إليه احزابنا المتكلسة ولربما حين تفعل نجده انتقل الي اخر جديد وكذلك يفعلون ، لربما لو نظرت من زاوية كالتي اقف عليها وانطلقت من منصة الأمانة والتسامي فوق الجراح لرفعت لهم القبعات.
سامي عبدالوهاب حاج الامين