كورونا.. العودة مجدداً

موجة من الزعر احتاجت العام مجدداً بعد أن تعايش الناس مع فيروس كورونا، ليطفو على السطح متحور جديد مما فتح الباب واسعاً أمام تعزيز وتشديد الإجراءات في مختلف البلدان، وفي المقابل يمثل جدري القرود بعبعاً آخر والسودان حتى الآن وطبقاً لإفادات مسؤول كبير بوزاره الصحة بولاية الخرطوم، تبدو سجلاته ناصعة البياض من المتحور الجديد لفيروس كورونا.
استعداد للموجة الخامسة
تعود السودانيون على إقفال وتجاهل الإجراءات الاحترازية للأمراض وظل الاستهتار السمة البارزة للتعامل مع أي جائحة وفي خضم انتشار فيروس كورونا قبل سنوات برز ذلك جلياً في إهمال التباعد الاجتماعي وترك استخدام الكمامات والمعقمات حتى ارتفعت الحالات والوفيات، ويشير المدير العام لإدارة تعزيز الصحة دكتور صلاح الدين حاج حسن إلى أن السودان والعاصمة الخرطوم على وجه الخصوص لم تشهد حتى يومنا هذا تسجيل أي حالة من المتحور الجديد إلا أنه كشف عن عودة المرضى إلى مراكز العزل، خلال الأسبوع المنصرم في إشارة غير مطمئنة إلى أن الأيام المقبلة موعودة بظهور مزيداً من الحالات وزاد خلال حديثه للصحيفة: أن مراكز العزل ظلت خالية لفترة امتدت لشهرين من الآن والأسبوع الماضي وحتى أمس بلغت الحالات المسجلة تسعة وستين والموجودين بمراكز العزل حالياً سبعة عشر وإن مريضاً واحداً لفظ أنفاسه في ذات الأسبوع مما يعني ربط الأحزمة لموجة خامسة ستكون أكثر ضراوة، مع عودة الحجيج ودخول فصل الخريف.

الشباب في مرمى النيران
اللافت للنظر، ووفقاً لإفادات المدير العام لتعزيز الصحة أن الحالات التسع والستون تركزت في الفئة العمرية الشبابية من بين خمسة وعشرين إلى ثلاثين عاماً وهو أمر جدير بالنظر والتوعية، ولم يسلم كبار السن من الإصابة وإن الشخص المتوفى كان من كبار السن.

حملة تطعيم مرتقبة
شرعت الأجهزة الصحية في وضع جملة من السيناريوهات لمجابهة موجة كورونا الخامسة عبر خطة واضحة لكبح جماح المرض حيث أعلنت وزارة الصحة ولاية الخرطوم عن حملة مرتقبة للتطعيم تزامناً مع حملة قومية، وظلت الوزارة مسبقاً تتحدث عن ضعف الإقبال على التطعيم وأرجعت ذلك إلى جوانب نفسية وخشية بعض المصابين بأمراض مزمنة من أن يتطعموا وما أصعب الشائعات، حيث انبرت الوزارة عبر وسائل الإعلام مدافعة عن سلامة ومأمونية اللقاحات، حتى ارتفعت نسبة الإقبال على التطعيم إلا أنه رغم ذلك يظل البون شاسعاً بين النسب العالمية والمحلية ووصل الحال في بعض الجهات إلى انتهاء المدة الافتراضية لأمصال التطعيم، بسبب الشائعات.
الوضع لا يدعو للقلق
في معرض سؤالنا للمسؤول الرفيع في وزارة الصحة ولاية الخرطوم عن العودة إلى إلزام المواطنين بارتداء الكمامات واستخدام المعقمات أكد أنهم لم يصلوا لتلك المرحلة باعتبار الأمر لم يخرج عن السيطرة حتى الآن، ولكن يتعين على الجميع أخذ الحيطة والحذر.

عودة الكمامات
بات واضحاً وملاحظا خلال اليومين الماضيين العودة لارتداء الكمامات بعد أن تم تجاوزه ردحاً من الزمن بحجة التعايش مع فيروس كورونا، فالجامعات والمؤسسات الحكومية ومجمعات الجمهور والمركبات العامة يتجلى فيها ذلك، من باب الاحتراز وفي البال أن سلطات الطيران المدني زادت من الجرعة الاحترازية خلال الأيام الماضية، وذلك لتكثيف مستوى رقابة الوافدين من دول ضربتها كورونا بمتحورها الجديد.
دعوات لتأجيل العام الدراسي
برزت على السطح دعوات لناشطين وكوادر طبية دعوات تطالب بتأجيل فتح المدارس إلى ما بعد الثامن عشر من سبتمبر المقبل، وترى إدارة تعزيز الصحة، أن الأوضاع لا تدعو لتأجيل العام الدراسي، أو اللجوء إلى خيارات أخرى على عكس ما حدث خلال السنوات الماضية، التي شهدت تعطلاً في عجلة التعليم والحياة برمتها، على خلفية انتشار كوفيد تسعة عشر.
الأحياء الراقية تسجل أعلى النسب
وتشير وزارة الصحة ولاية الخرطوم إلى أن الحالات المسجلة خلال الأسبوع الماضي والبالغة تسعة وستين حالة معظمها ببعض الأحياء الراقية مع قلة الحالات في الأطراف وينصح مدير الإدارة العامة لتعزيز الصحة دكتور صلاح الدين حاج حسن أي مصاب بالتهاب هذه الأيام عليه أن يحجر نفسه في إشارة إلى احتمالية إصابته بكورونا، الا أنه مجدداً أن الحالات الجديدة لا تندرج تحت المتحور الجديد.
وفي ذات السياق يؤكد وزير التربية والتعليم المكلف محمود سر الختم الحوري في حديثه لـ(اليوم التالي) أن العام الدراسي سيكون في موعده وهو الثامن عشر من سبتمبر المقبل ولا توجد أي مسببات لتأجيله، وعلمت (الصحيفة) أن الإجراءات الصحية على خلفية ظهور حالات فيروس كورونا ستطبق بنظام التباعد الاجتماعي بمراكز تصحيح الشهادة السودانية وتوزيع الكمامات على المصححين البالغ عددهم سبعة آلاف مصحح والذين ستستمر فترة عملهم إلى نهاية سبتمبر المقبل.

 

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...