نص نداء أهل السودان للتوافق الوطني لتشكيل حكومة كفاءات
أكد الخليفة الشيخ الطيب الجد رئيس نداء أهل السودان للوفاق الوطني أن الأزمة السياسية الراهنة صارت مهدداً كبيراً لوحدة الوطن ، وإستمرارها يعني تهديداً لمقدرات البلاد ومعاش الناس ، وأعلن الطيب الجد في مؤتمر صحفي اليوم بقاعة الصداقة عن مبادرة نداء أهل السودان للوفاق الوطني كمخرج للتحديات الماثلة والمخاطر المحتملة وقال الطيب الجد أن المبادرة ترتكز على إحترام قيم الأمة الوطنية والدينية وأعرافها وإحترام سيادة حكم القانون وبسط العدالة وإستكمال السلام والترتيبات الأمنية لإتفاق جوبا ، وأكد الطيب الجد على أهمية الحفاظ على القوات المسلحة كواجب وطني وينبغي أن لا يكون محل خلاف أو مزايدات ، وأوضح أن المبادرة تهدف الى إجراء حوار شامل مع كافة مكونات الشعب السوداني وفترة إنتقالية لا تزيد عن عام ونصف وإجراء بعدها إنتخابات حرة ونزيهة والاتفاق على رؤية موحدة لإدارة ما تبقي من الفترة الإنتقالية وتشكيل حكومة انتقالية من الكفاءات الوطنية المستقلة غير الحزبية .
من جانبة قال الدكتور هاشم الطيب قريب الله رئيس اللجنة التنفيذية للمبادرة أنهم أجروا حوارا مع كافة قطاعات ومكونات الشعب السوداني وألتقوا بقيادات الإدارة الاهلية في غرب دارفور والقائد محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة ورئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس والطاهر حجر وتم تنويرهم بأهداف المبادرة وتم الاتفاق على أن الحوار هو المخرج الوحيد للأزمة السودانية، وسيكون لها دور في إزالة الإحتقان السياسي، ووجه قريب الله نداء لقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي والقوى السياسية الفاعلة للإصطفاف خلف المبادرة وتقديم رؤيتهم ، مشيراً أن منتصف أغسطس ستقدم مخرجات المبادرة.
وفي ذات الصعيد أعلن الأمير احمد سعد عمر ممثل مولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الإتحادي الأصل دمج مبادرة الحزب الإتحادي في مبادرة الطيب الجد دعما للتوافق الوطني
واكد وقوف المرغني الى جانب مبادرة الخليفة الطيب الجد،
الى ذلك أكد رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل على أهمية مبادرة نداء أهل السودان للوفاق الوطني وقال نحن احوج ما يكون لهذه المبادرة مشيرا الى اختلاف القوى السياسية طوال الفترة الإنتقالية، وذكر أن هناك من يريد ان يحكم دون تفويض وجربنا ذلك ثلاث سنوات ولم نصل لنتيجة فضلاً عن الاغلبية التى ترى أن ادارة الفترة الإنتقالية ومعاش الناس والانتخابات هي الأولوية وذلك ما تضمنته المبادرة
والجدير ذكره ان صديق ودعة رئيس المجلس الأعلى للإدارة الأهلية وعبد الرحمن الصادق المهدي أكدا دعمهما للمبادرة وإمكانية معالجة الأزمة الراهنة من خلالها ، وتواصل المبادرة لقائتها بالقطاعات والكيانات كافة.
نص نداء أهل السودان للتوافق الوطني
الحمد لله رب العالمين الآمر بالاعتصام بحبله المتين والداعي إلى البر والصلح والوفاق والناهي عن التنازع الذي يورث الفشل وذهاب الريح .
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله قدوة أهل القلوب المتحابين والناهي عن الشقاق وسوء الأخلاق.
وبعد
الحمد لله رب العالمين الآمر بالاعتصام بحبله المتين والداعي إلى البر والصلح والوفاق والناهي عن التنازع الذي يورث الفشل وذهاب الريح .
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله قدوة أهل القلوب المتحابين والناهي عن الشقاق وسوء الأخلاق .
وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحضور الكريم، شيوخ الطرق الصوفية وزعماء القبائل القوى السياسية والمجتمعية والرموز الوطنية،
يسرني أن أرحب بكم في أم ضوا بان، وأشكر لكم جميعا حرصكم على المشاركة في هذا الظرف العصيب الذي تعيشه البلاد.
جاءت دعوتنا إليكم بقصد التشاور والتوافق على رؤية وطنية تضع حدا لهذه الأزمة المتطاولة، نتواضع فيها جميعا على كلمة جامعة تمكن الوطن من اجتياز المرحلة الانتقالية بتراضي وصولا إلى حكومة يختارها الشعب عبر الانتخابات الحرة النزيهة.
بفضل الله انتظم منذ شهور خلت هذا الحراك الباحث عن حل للمعضلة الوطنية بواسطة مجموعة من شيوخ الطرق الصوفية ، فأطلقت إنابة عنهم نداء أهل السودان، وقد وجد النداء ترحيبا طيبا ، فاستقبل هذا المسيد عشرات الوفود من الكيانات الدعوية السياسية والاجتماعية والقبلية والمهنية ورموز المجتمع كلهم ينشدون حلا لأزمة الوطن ، ويباركون المسعى في هذا السبيل.
ولقد رأيتم كذلك عشرات المبادرات على ذات الهدف النبيل .
جاء نداء أهل السودان للتوافق الوطني استجابة لجملة من الدوافع الشرعية والوطنية والأخلاقية الملحة التي لا تحتمل التأجيل
وتلبية لنداء الله تعالى القائل: (وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ ۚ)
والقائل : (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
والقائل : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)
والقائل : (لَّا خَيْرَ فِى كَثِيرٍۢ مِّن نَّجْوَىٰهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَٰحٍ بَيْنَ ٱلنَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)
والقائل : (وَلَا تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلْحَقِّ)
والقائل : (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ.
واستجابة لأمر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل : لا تحاسَدُوا ، ولا تناجَشُوا ، ولا تباغَضُوا ولا تدابَرُوا ، ولا يبِعْ بعضُكمْ على بيعِ بعضٍ ، وكُونُوا عبادَ اللهِ إخوانًا ، المسلِمُ أخُو المسلِمِ ، لا يَظلِمُهُ ولا يَخذُلُهُ ، ولا يَحقِرُهُ ، التَّقْوى ههُنا – وأشارَ إلى صدْرِهِ – بِحسْبِ امْرِئٍ من الشَّرِّ أنْ يَحقِرَ أخاهُ المسلِمَ ، كلُّ المسلِمِ على المسلِمِ حرامٌ ، دمُهُ ، ومالُهُ ، وعِرضُهُ.
والقائل : الدِّين النَّصيحة، قلنا: لمَن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمَّة المسلمين وعامَّتهم.
كما أتى النداء إدراكا للتحديات والمخاطر التي تحاصر الوطن واجمالها في التالي :
▪️إن الأزمة الوطنية الراهنة قد أخذت بتلابيب الوطن وصارت مهددا كبيرا لوحدته وسلامة كيانه واستقراره ومعاش أهله وأمنهم ، واستمرارها يعني تهديدا وشيكا لمقدرات البلاد ومصالح العباد ،بل قد تفضي إلى تشظي وتمزيق السودان أرضا وشعبا ،ولات حين ندم .
▪️إن آثار الأزمة الوطنية الراهنة لا تقف عند مظاهرها السياسية وما أفرزته من عدم الاستقرار والتوتر والتشاحن بين أبناء الوطن، ولكنها تتجاوز كل ذلك لتشكل حالة من القلق من نذر تداعيات الحالة الأمنية والمعاشية على الناس ، يتملك الخوف كل عاقل أن تطبق الفاقة والمسغبة والمعاناة على الناس فتؤدي مع الوضع الأمني المتدهور وحالة عدم الاستقرار لفتنة عظيمة لا تبقي ولاتذر ولا تصيب الذين ظلموا من الناس خاصة .
▪️إن الواجب الشرعي والوطني والإنساني والأخلاقي يحتم على كل أبناء الوطني التداعي العاجل للأخذ بيد بلادهم من المصائر السيئة المحتملة ،وذلك دون إبطاء أو تردد أو حساب لمصالح ضيقة حزبية أو قبلية أو عصبية أو مهنية ، فالواجب الأولى والأوحد الآن هو الأخذ بيد الوطن من وهدته ، وبعدها فالوطن يتسع لكل أبنائه مهما تنوعت أفكارهم وأحزابهم وقبائلهم وجهاتهم .
▪️إن الإسلام والأديان السماوية والأعراف الخيرة المرعية في بلادنا ، كلها عوامل قوة وبواعث محبة وسلام ، وأهل التصوف يراهنون عليها عاصما للشعب من التمزق القاتل مهما تعاظمت أسباب الفرقة والشقاق .
▪️إن التصوف في السودان عبر تاريخه الممتد لقرون طويلة ظل يعمل على إشاعة قيم التسامح وقبول الآخر والعفو والتعايش السلمي بين الناس وإصلاح ذات البين مهما كانت الصراعات والخلافات وحيل الشيطان بين عباد الله.
إن الدعوة إلى الوفاق والتصالح والسمو فوق الخلافات ظلت هى ثوابت صوفية وسودانية صميمة ، ولأهل التصوف جهود مثمرة ومنهج ناجح ظل فاعلا في إنجاز المصالحات الأسرية والقبلية والمناطقية ، بما في ذلك الصلح في الرقاب والنزاعات كافة .
إن قيم المصالحة والجودية والعفو والتسامح هي التي حفظت السودان قرونا طويلة ، وجعلت شعبه مثالا باهرا بين الشعوب في رعاية القيم والتعايش والمودة ، رغم أن بلادنا الواسعة شديدة التنوع العرقي والجهوي والثقافي ، ولكن الجامع بين شعبها هو رعايتهم لهذه القيم وعدم التنكر لها مهما قست الظروف واشتدت النزاعات .
كما إن ميراث وتجربة أهل التصوف وحكماء السودان في حل النزاعات قادرة أن تسعفهم في تجاوز صراعاتهم ، في تراثنا وتجاربنا ما يعين على الوئام لا الخصام .
▪️إن التصوف بطبيعة تكوينه عابر لكل التكوينات ، فالطريقة الصوفية تجمع السالكين من أحزاب وقبائل وجهات ومهن و أعمار شتى ، وهى بهذا مؤهلة إن أتيحت لها الفرصة أن توحد أهل السودان على مصالحهم الكبرى الجامعة .
▪️إن كثافة التدخلات الأجنبية في الشأن الوطني ، وإستسلام بعض السودانيين للوصاية الدولية تمثل خرقا وطعنا في قيم وجدارة وقدرات السودانيين ، فمهما كانت الخلافات فينبغي أن لا تخرج من البيت السوداني الكبير، ذلك أن للأجنبي أجندته وأطماعه ، والسودانيون رحم بينهم ، وفيهم الحكماء والعلماء وأهل الرأى والبصيرة .
مبادئي ومرتكزات النداء
• النداء دعوة لجميع السودانيين بتنوع مشاربهم الاجتماعية والمهنية والقبلية عسكريين ومدنيين ، الأحزاب ، الشباب والنساء ، والجماعات والتكوينات الوطنية المتنوعة إلى كلمة جامعة وميثاق مرعي لإدارة الفترة الانتقالية عبر حكومة كفاءات وطنية مستقلة ، وصولا لانتخابات حرة يختار فيها الشعب قيادته .
• يدعو النداء مباشرة بعد عيد الأضحى المبارك لمؤتمر مائدة مستديرة جامع لأهل السودان دون عزل ولا إقصاء لأي طرف .
يتم التوافق فيه على رؤية لإدارة متبقي الفترة الإنتقالية عبر حكومة كفاءات وطنية مستقلة غير حزبية ، تركز على المعاش والأمن وبسط دولة القانون والعدالة وصولا لانتخابات حرة يختار فيها الشعب قيادته بحرية وشفافية .
•يؤكد النداء على ضرورة سيادة حكم القانون وبسط العدالة وفق قواعدها المعلومة وبعيدا عن أية تدخلات من أي جهة كانت .
•يؤكد النداء على احترام قيم الأمة وثوابتها الدينية والأخلاقية والوطنية وأعرافها الحميدة .
•نبارك اتفاقية سلام جوبا ويدعو إلى تنفيذها والسعى لاستكمال السلام، كما يناشد أهل دارفور وشرق السودان إلى تحقيق السلام والتعايش والتسامح ، ويؤكد استعداده لبذل الجهد لعونهم لبلوغ ذلك ، والسعى مع كل أهل السودان من أجل التماسك ونبذ الخلافات وإصلاح ذات البين.
• يترحم النداء ويقدم التعازي القلبية وصادق المواساة لأسر ضحايا النزاع الذي أفضى إلى سيل دماء عزيزة وغالية على السودانيين جميعا ، من كل الأطراف ، ويدعو الجميع لنبذ العنف وحقن الدماء وإعمال العدالة .
• يؤكد النداء على وقوف أهل السودان كافة خلف القوات المسلحة وجنودها الأبطال وهم يدافعون عن الوطن في الفشقة وفي كل السودان . وينقل تعازيه ومواساته في الأبطال الذين استشهدوا مؤخرا بصورة بشعة تجافي كل الأعراف والقوانين الدولية .
ويؤكد النداء بأن دعم الجيش السوداني والإصطفاف خلفه هو واجب كل بني السودان.
وإن الحفاظ على قواتنا المسلحة قوية مهابة مدعومة من شعبها ما ينبغي أن يكون محل خلاف أو مزاودات أو مساومات .
وندعو الجميع لدعم ومؤازرة الجيش السوداني وهو بإذن الله منصور ومسنود .
•رسالتنا للعالم والاقليم الافريقي والعربي أننا نجتمع اليوم من أجل الإتفاق بين السودانيين على مرحلة انتقالية راشدة ، تنتهي بتحقيق طموحات الشعب السوداني وشبابه الراغب في حكم ديموقراطي طريقه المعروف هو الانتخابات الحرة النزيهة ، ندعوكم إلى الوقوف مع شعب السودان في هذه التطلعات المشروعة ، وتعلمون بأن السودانيين يرغبون في علاقات تعاون وتبادل المنافع مع العالم الخارجي وجواره الافريقي دونما انتهاك لسيادته أو زرع الفتن بين بنيه أو تقريب بعضهم وإبعاد آخرين .
ونرحب بأدواركم الإيجابية وندعوكم لشهود المائدة المستديرة السودانية دونما وصاية من أحد .
•كما ندعو للشروع الفوري في إنفاذ المهام العاجلة التي تهم المواطنين و العمل الدؤوب لتخفيف وطأة المعيشة على الناس ، و بسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون وتأمين حياة الناس من المهددات الأمنية التي روعت الآمنين وانتهكت الحرمات.
• نقترح تكوين مجلس أعلى للنداء يضم قادة الطرق الصوفية والقوى السياسية والاجتماعية والمهنية والرموز الوطنية .
يساعده جهاز تنفيذي مصغر يعمل على توسيع الدعوة والتواصل مع الجميع والإعداد لمؤتمر المائدة المستديرة على طريق الوفاق ، والإشراف على سكرتاريته ومتابعة تنفيذ مخرجاته .
يمد النداء يده لكل المخلصين من أبناء الوطن كافة ، ويدعوهم للمسارعة لوضع حد عاجل لما يواجه البلاد، – ويحثهم على الترفع فوق كل مصلحة حزبية أو شخصية أو قبلية ، ويناشدهم الله أن يكون واجب اللحظة الأوحد هو رعاية الوطن والرحم والمواطنة والشعب ،ونبذ الصراع والاختلاف وإبطال التدخلات الأجنبية ذات النوايا الشريرة الباغية .
الخليفة الطيب الشيخ الجد ودبدر
رئيس نداء أهل السودان للتوافق الوطني.