خالد حاج علي ادروب يكتب: مقال للتاريخ.. اي نداء هذا! واي سحر هذا!!!!
أي نداء هذا الذي يفجر مقلتي واي سحر هذا!! الذي اراه أمامي،
يااااسلام ياسلاااام على هذا المشهد وياسلااااام على طفل في ريعان صباه في قمة الجبل وفلوته علي يده تظهر عليه ابتسامه ساحرة
وفتاة تقف بكل حياء على حافة بئر عميق، تنتشل ماءا لتروي الظامئين.. جميلة حد الجمال تكسوها ملامح البراءه.. تشتبك ضفائرها في لحظة انحنائها مع (حبل الدلو) وهي تترنم بصوت هديلي خصب اختلط بالحب والتصوف ومعنى الحياء لتأتي نسيمات النيل تغازل فستانها من كل صوب كأنها ملك بريئ تزينت بالسكسك والصدف وعقيد من السوميت يسكن جيدها يا الله من هذا المشهد يا الله على هذه اللوحة الوطنية الساحرة.
ودبدر حرك سواكني وفجر الدواخل وادمع مقلتي واوقفنا امام التاريخ بين ان (نكون او لانكون،)
ثم اعاد الى ذهني خيالا خصب واشعل كل ذاكرتي الطفولية حيث الطين واللعب فوق قطرات المطر وكأنه لغز قصصي قديم للمغامرين الخمسة ينتهي بانتصار كبير وينهي ظلام السدة الباغية التي خرجت عن المباديئ غضون ثلاثا عجاف مضت وكلما اقف عند مشاهد اهل السودان ونداءه تنوخ راحلتي في عمق الضجيج وحركة المارة وانا لا اسمع الا تلك التراتيل القدسية التي كنت اسمعها في صباي وصوت (حبوبة) وتناهيدها وامامها سعنا رحيب.
ياسلااام على نكهة هذه القهوة وهي تدخل ب المسام وتحث الروح نحو الاشتعال.
وفي عمق هذا الضباب الكثيف مسبحة يتقلدها شيخا ورع يتكأ على عصاه وامامه مصلاية يتجه نحو القبلة ليصلي رغيبة من ركعتين في هذا الوقت الصبوح..
ودبدر كموسيقى ابجدية قديمة ظلت تعاود المهاج النقية يعزف لحنها كرومة وسرور وخلف الله حمد واغنية وطنية يتغنى بها عطيه وبادي بل انشودة ينشدها العميد احمد المصطفى ورفاقه بكل الحنين.
ودبدر كأنه كلمات صاغها الجاغريو والدسوقي والفيتوري وصلاح احمد ابراهيم.
.. ولاهل السودان كلمة عليا عندما يلتقون في الوطن يمثلون لوحة فريدة من التنوع الثقافي المعطون بالتصوف المعتق بالسلام ولكل مجتمعا شواز.. فنشازنا في (الاربعة) الذين حادو الطريق وخالفو الركب وخالفو المعتقد وطمسو الهوية ودمرو البلاد واساءو لاهلها ورموزها الدينية وصادقو العملاء ولايمكن ان ينتصر الاربعة على ملاييين من البشر ولايمكن ان يظل الشمع مخلوطا مع العسل فالكلمة الآن للكبار واهل الريادة ودبدر واهل السودان جميعا .. جماعات وافراد قوى وطنية وقوى سياسيه رموز اهليه والجميع (اهلا للسودان) ليعيدو الينا بهذه الوحدة لوحة وطنيه بل يرسمو في اذهاننا لوحة فريدة .. تجعل الاستفهام حاضرا كيف تم رسمها كيف تم التخطيط لها؟! واي لوحة بهذه الطبيعة الساحرة والتنوع الثقافي الهائل وهذه الجموع اي لوحة بهذا السحر الفريد..
ثم قام المساح انشد ثم نادى ياكرومة ياسرور ياخليلا بروح عازة وياخليفة لاتخاف فالممبو السوداني قادم (والممبو السوداني في روحي وفي كياني) ،، وما العطبراوي الا انسانا بعثرت هواه اغنية تحتوي على ان الحوار سوداني سوداني..
لاظل اقف على ردهات الزمان اي سحرا هذا واي دموعا هذه التي غمرتني واي نداء هذا اعاد لي تلك القصاصات القديمة والروايات التي مازالت تصارع داخلي.. فاطمة السمحة، الغول وتنقو الجميل اي نداء هذا يحرك الشجون والجميع كثلة قطار جماع وهو يستشعر.. (وهذه ثلة من قرية خرجت وكلهم رافعا من دهشة بصرا)
وكانما القطار الذي انشده جماع هو قطار اهل السودان بقيادة الخليفة الطيب الجد ورجالات البلاد وخطبها، (هيهات هيهات لاجن ولاسحرا بقادرين على ان يلحقو اثرا)
ودبدر يصيغ التاريخ ويضعنا امام المشهد بكل تفاصيلنا لينهي الظلام ويلتقي الجميع والصبح آت و الفجر قادم لامحالة بعون الله..