عمار العركى يكتب: أفورقى،لمًا إشتد ساعده رمى 2 – 5
* بمجرد ما تواترت الأنباء عن دعوة الرئيس الإرترى اسياسى أفورقى لقيادات وزعامات مكونات شرق السودان – وقتها وصفنا الدعوة بالتدخل السافر فى الشأن الداخلى السودانى – سارعنا إلى تحليل المشهد وتوقع المآلات ، وبعد عمل الربط والتشبيك المطلوب للمعلومات والوقائع والشواهد السابقة واللأحقة التى تؤكد تبنى أفورقى مشروع أجندات – قديمة متجددة – خاصة به، وأخرى بالوكالة لصالح دول خارجية تسعى لفصل الشرق ، والتى تُمكن أفورقى من ضم (دلتا طوكر والقاش) الى مشروع القرن الذهبى الإرترى.
* البعض وجه لنا الإنتقاد واتهمنا “بتضخيم” الحدث الذى لا يستحق رصده وتحليله فى حلقات متسلسلة، والبعض الآخر “شكك” في معلوماتنا و ترجيحنا الظنى والتحليلى لنوايا وطموحات افورقى التوسعية فى المنطقة ، ودخوله فى عدائيات وحروبات مع جيرانه بغية تحقيق أطماعه ، كما أننا لا تستبعد بأن تكون بعض الإنتقادات والتشكيكات والتقليل من شأن الحدث “خدمة مدفوعة القيمة” ، فحقيقة نوايا أفورقى لا يتناطح عليها عنزان ، اللهم إلا لشئ فى نفس العنز .
* كان ردنا بأن الحدث فى “ظاهره” بسيط وكأنه سؤ تقدبر إجرائى دبلوماسى ، ولكن يحمل فى “باطنه” آبعاد بدرجة من الخطورة والتهديد المباشرة لوحدة وسلام شرق السودان ، كما أن التداعيات المستقبلية للحدث وردود الافعال المتوقعة ، ستكون عبارة عن أخبار ومستجدات أضخم من الحدث ذات نفسه وستوفر “خام” التحليل للحلقات الخمس المقترحة وقد تزيد .
* انتقادنا فى ذات المقال،”الصمت” الحكومى الرسمى حيال تحركات أفورقى المستفزة في الشرق ، وضرورة إتخاذ خطوة والقبام برد فعل يحفظ لسيادة البلد كرامتها ، وسُرعان ما قامت السلطات بمنع الوفد الأهلى السودانى الذى دعاه أفورقى من عبور الحدود السودانية الى ارتريا.
* كذلك تناولنا محاولة إستباق أفورقى الحدث بالتأثير على الراي العام الداخلى من خلال الإعلام ، – وها هى بعض الأقلام والمنصات الإعلامية الداخلية التى تقوم ومنذ فترة “بتلميع وتسويق”أفورقى كى يقبل السودان “إصراره.المريب” على قبول طلبه بالتوسط – تتناول خبر ارجاع الوفد “بخبث ومغالطات” وابراز تصريحات للسفارة الارترية وبعض قيادات الوفد فيها تعريض وانتقاد واضح للسلطات والحكومة السودانية .
* ذات الأصوات انتقدت بصورة تنم عن عدم ادراك وفهم لأبسط تقاليد وأسس العمل الدبلوماسي، متناولين عدم تجاوب السلطات السودانية مع مجهودات واخطارات السفارة الارترية بالخرطوم وإخطارها المسبق ، فاذا كان المستوى الرأسى الممثل فى المجلس السيادى ووزارة الخارجية فى “أضان طرش” ولا علم او إخطار لهما ؟ فكيف لسلطات الجوازات السودانية على المستوى الأفقى والأقل درجة تتعامل مع الموقف وتتعاطى مع السفارة الإرترية دون توجيهات عُليا ، والتى بدورها تخطت وزارة الخارجية – التى نفت ببيان رسمى ردها على طلب السفارة مما يعُنى تلقائياً رفضها – وتعاملت بصورة مباشرة.
* المشاهد والأحداث تؤكد على حقيقة سعى أفورقى الدؤوب فى الجحود والنكران لجمائل السودان ،من خلال الممارسات والأنشطة المعادية لمخابراته الإرترية ،التى إخترقت وتغلغلت داخل مكونات ومجتمع شرق السودان منذ فترة النظام السابق ، بعد إستغفال “أفورقى” لنظام “البشير” وامتلك كل كروت اللعب والضغط فى الشرق، التى أخضع بها البشير وأجبره فى الخضوع للرغبات وطموحاته تحت غطاء التوسط وحل ازمة الشرق والتى هو مؤججها ، فكانت اتفاقية ( سلام شرق السُودان فى العام 2006م) ،و مخطط فصل شرق السودان وقيام “جمهورية البجا” بزعامة والى بورتسودان محمد طاهر ايلا ، قبل أن يستدرك “البشير” المخطط فى اللحظات الأخيرة ، ويسارع الى تعديل الدستور حتى يبعد الوالى المنتخب محمد طاهر بتعيينه واليا لولاية الجذيرة.
* وها هو التاريخ يعيد نفسه ، ويحاول افورقى اعادة انتاج ذات السناريو بذات الشخوص وبعض عملائه ومعاونيه بالداخل.
* 112 من القيادات الأهلية بكل خلافاتها واختلافاتها – ذات الصلة والغير ذات الصلة بالمخابرات الإرترية – يوضعون فى” سلة واحدة ” ويُساقون بلا وعى أو حصافة أو إخراج معقول ومقبول الى اسمرا بمجرد” إشارة ” من أفورقى وعند إنتباه السلطات لهذا العبث والفوضى والإنتهاك الواضح للسيادة الوطنية والأعراف الدبلوماسية ، يقوم رجل المخابرات.الإرترية المحنك – الذى جئ به سفيراً خصيصاً من أجل هندسة هذا المخطط، نسبة لتمرسه وتخصصه فى الشأن السودانى – السفير عيسى احمد عيسى، بإستدارج كامل الوفد مشيا بالأرجل الى مطعم الارترى (ابراهيم اسماعيل)، بكمبو 14 – والذى يبعد عن نقطة جوازات الحدود السودانية “عشرة أمتار” فقط، بعرض الترعة الفاصلة – مستأذنا السلطات السُودانية ومستغلاً “سماحتها واخلاقها” بالسماح للوفد المرهق من عنت الخمس ساعات، والذىن يغلب عليهم مرضى وكبار سن ،بتناول بتناول وجبة الغدا.
* وبعد أن خلا بهم فى المطعم المذكور، خاطبهم معبئاَ ومُوغر صدرورهم ضد سلطات بلادهم خاصة جهاز المخابرات.العامة والإستخبارات وشرطة الجوازات ،والأخيرة قال عنها للوفد ، وهو يشير بغضب نحو مكتب الجمارك والجوازات السودانى : (كيف تسمحون لنفرين – يقصد الشرطة السودانية الحدودية – بتوقيفكم ويمنعوكم من دخول اريتريا!؟)، في لغة لا تمت للدبلوماسية بصلة.
موجهاً اتهاماً كاذباً للمخابرات والإستخبارت بعدم احترام التنسيق والتفاهم الذى تم بينهم بخصوص دعوة الوفد.
* وعلى الفور يقوم
“معاونيً ومساعديً ” الداخل بإستلام الرسالة ، فيرمون باللوم على السلطات السودانية وحكومة الولاية ، ويتسابقوا فى تمجيد وشكر الثعلب الماكر أفورقى وسفيره عيسى.
* هذا ، فيما إستنكرت مجموعة أخرى من القيادات المدعوة بشدة لغة ومسلك السفير الاريتري مما أدى لإعلان انسحابهم من الوفد ،ومطالبتهم لوزارة الخارجية بإستدعاء السفير وطرده ان لم يقدم إعتذاره
نواصل…….