هل الانتخابات المبكرة تكون الحل للأزمة السياسية بالسودان ؟
مع تعذر الوصول إلى تسوية للأزمة السياسية بالسودان ، يطرح بين الحين والأخر دعوات متواترة لانتخابات مبكرة كأخر حل للأزمة المتطاولة.
ولكن تلك الدعوات للانتخابات المبكرة تثير انقساما بين مكونات عدة ، وتضيف تعقيدا جديدا للوضع المعقد أصلا.
فبينما يري مؤيدو الدعوة للانتخابات أنها وسيلة مناسبة لإنهاء الأزمة السياسية ، يري المعارضون لها بأنها مجرد “مناورة سياسية”.
وقال المحلل السياسي السوداني عبد الرازق زيادة في تصريح خاص لوكالة أنباء ((شينخوا)) ” من الصعب الوصول إلى تسوية سياسية تتوافق حولها جميع الأطراف ، ولابد من حل للأزمة وقد تكون الانتخابات المبكرة حلا مناسبا”.
وأضاف ” يتمترس كل طرف حول موقفه ، وتعاني البلاد من فراغ دستوري ، وإطالة أمد الأزمة ليس في مصلحة أي طرف ولها عواقب وخيمة ، ولذلك أري أن الانتخابات المبكرة قد تكون خيارا مقبولا وعادلا.
وتابع ” الانتخابات المبكرة أداة ديمقراطية يتم اللجوء إليها عندما تفشل الأطراف في التوافق حول رؤية سياسية”.
ولكن المحلل السياسي السوداني عبد الخالق محجوب يري أن الدعوة لانتخابات مبكرة مجرد “مناورة سياسية” من قبل المؤسسة العسكرية التي تتولي زمام الحكم في السودان.
وقال محجوب في تصريح خاص لوكالة أنباء ((شينخوا)) ” في ظل الظروف الراهنة لا يمكن إجراء انتخابات نزيهة وشفافة وذات مصداقية”.
وأضاف ” أري أن التلويح بالانتخابات مجرد تكتيك ومناورة سياسية من قبل المؤسسة العسكرية”.
وشدد علي أن تنظيم الانتخابات يستوجب إجراءات معقدة ، وقال ” تحتاج الانتخابات إلى توفير مطلوبات دستورية وقانونية وسياسية واقتصادية وقيام مفوضية مستقلة وإجراء إحصاء إسكاني”.
وأضاف ” إذا لم يتم توفير تلك المطلوبات فستكون انتخابات مشوهة وغير مطابقة للمعايير الدولية ولن تتسم بالشفافية والنزاهة لغياب التوافق السياسي”.
وأكد محجوب على أهمية اتفاق أطراف الأزمة السياسية بالبلاد علي آلية لإدارة الفترة الانتقالية قبل الوصول إلي الانتخابات العامة.
وترفض قوي سياسية رئيسية في السودان خيار الانتخابات المبكرة ، بينما لا تستبعد المؤسسة العسكرية الحاكمة وداعمون لها فكرة اللجوء لخيار الانتخابات كمخرج من الأزمة الحالية.
وأعلن تحالف قوي الحرية والتغيير – وهو التحالف الذي قاد الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس عمر البشير- ، معارضته الصريحة لدعوة الانتخابات المبكرة.
وفي اكثر من مناسبة ، لوح قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان ، وهو رئيس مجلس السيادة بالسودان ، بخيار الانتخابات المبكرة إذا فشلت القوي السياسية في التوافق علي رؤية مشتركة لإدارة الفترة الانتقالية.
ويشهد السودان أزمة سياسية عاصفة منذ أن أعلن قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان إجراءات فى 25 أكتوبر 2021 تضمنت إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء.
وتنظم مجموعات معارضة تظاهرات راتبة بالخرطوم ومدن أخرى تنديدا بما تسميه (انقلابا) يقوض الفترة الانتقالية بالسودان.
ويعيش السودان، منذ 21 أغسطس 2019، فترة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات في يوليو 2023، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة على اتفاق لإحلال السلام، في 3 أكتوبر 2020.