أطباء السودان تحذر من كارثة صحية بسبب السيول والفيضانات

لجنة أطباء السودان المركزية
بيان ((بخصوص الأوضاع الصحية في مناطق السيول والفيضانات)).
تُعرب لجنة أطباء السُّودان المركزية عن بالغ حُزنها وأسفها وترسل كل رسائل المواسأة والحسرة لكل الأسر والمواطنين الذين فقدوا منازلهم وأرواحهم وممتلكاتهم جراء السيول والفيضانات التي ضربت قرى المناقل وأريافها في ولاية الجزيرة ، بربر وأريافها في ولاية نهر النيل ، أم زعيفة ومحلية عد الفرسان في ولاية جنوب دارفور ، ومناطق واسعة في شرق السودان ، وبعض القرى في محلية أبوحجار ، اللجنة إذ تُعبر عن حزنها العميق إزا هذه الكارثة البيئية وحجم الدمار الذي لحقَ بالمواطنين تتمنى لكل المواطنين الأمن والسلامة والطمأنينة والرجوع الآمن لكل الأسر المكلومة والشفاء العاجل للضحايا والرحمة والخلود للموتى.
المواطنيين والأسر المكلومة:-
ينتابنا حزن عميق لأن هذه الكارثة قد حدثت في ظل حكومةٍ إنقلابية همها الأول هو الحفاظ على سلطاتها القمعية ؛ كما تُصيبنا الدهشة من بطئ الخطوات التي إتخذتها الدولة تجاه هذا الأوضاع الخطيرة كما إن ضعف إستجابة الدولة تجاه هذه الكارثة الإنسانية يعبر عن عجز السلطة الحالية عن القيام بواجبهاتها تجاه المواطنين وهو سقوط قيِّمي وأخلاقي تتحمل مسؤوليته حكومات الولايات المعنية والحكومة المركزية بكل مكوناتها الإنقلابية ، إننا نأسف لهذه المأساة ونناشد السودانيين والسودانيات بالداخل والخارج بمختلف مشاربهم وأطيافهم للفزع والنفير وتكوين فُرق لسد الحوجات الضرورية ومساندة أهاليم في المناطق المنكوبة.
في المقابل تواصلت لجنتكم عبر آلياتها الداخلية مع أغلب المناطق المتأثرة بالسيول والفيضانات واليكم مجمل المشاكل التي تعاني منها هذه المناطق:-
– ضعف إستجابة وزارات الصحة في أغلب المناطق التي طالتها الفيضانات والسيول.
– إنعدام المرافق الصحية في القرى والأرياف التي غمرتها المياة.
– لا توجد أي أرقام مضبوطة حول عدد الوفيات ، الإصابات جراء السيول من قبل هيئات الدفاع المدني ووزارات الصحة الولائية او الإتحادية.
– آلآف الأسر فقدت منازلها وممتلكاتها وهم الآن بدون مأوى (لا يوجد حصر دقيق لعدد الأسر المتضررة).
– آلآف المنازل التي تهدمت ، تهدمت معها المراحيض وإختلطت بالمياة.
– هنالك ندرة في المياة الصالحة للشرب وإنعدام تام للتيار الكهربائي.
– نزوح عدد كبير من الأسر للمدن المجاورة.
– نفوق عدد كبير من الحيوانات الآليفة والماشية والأبقار.
– غمر المياة والسيول لمساحات كبيرة من الأراضي الزراعية التي توفر فرص عمل ، الإكتفاء الذاتي من المأكل وترفد الميزانية العامة من الصادرات.
– إستمرار السيول خصوصا في قرى المناقل دون توضيح رسمي من الدولة حوّل طبيعة او أسباب هذه السيول.
كل هذه المشاكل بالإضافة الى مشاكل أخرى سوف تفاقم من سوء الوضع الصحي الحالي مثل تكاثر البعوض ، وإنعدام الصرف الصحي والتخلص الآمن من الفضلات وعدم توفر مياة والإزدحام وغيرها ، هذه الأسباب تجعلنا نجزم بأن هنالك كارثة صحية سوف تحدث في مقبل الأيام تتمثل في الأتي:-
– حميات وإسهالات مائية حادة ونزلات معوية.
– فقدان عدد كبير من الحوامل فرصة الولادة الآمنة.
– فقدان عدد كبير من المرضى كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة لعلاجاتهم ومتابعاتهم الدورية.
– إمكانية ظهور بعض من الأمراض المعدية والمنقولة عبر المياة.
– لدغات العقارب والثعابين والحشرات السامة بسبب فقدان المواطنين لمنازلهم.
لكل هذه الأسباب الصحية وغيرها نطالب حكومات الولايات المعنية بالأتي:-
– الإعتراف بان هنالك كارثة صحية وبيئية و إعلان حالة الطوارئ وتوجيه كل ميزانيات الولايات لمعالجة الوضع الصحي والإنساني في هذه المناطق.
– فتح الباب واسعاً للمنظمات العالمية والإقليمية والمحلية للمساعدة في إجلاء الوضع الصحي (دون تضيق).
– توجيه الميزانية العامة وميزانية فض المواكب الى مناطق السيول والفيضانات.
-وتسخير كل الآليات والإمكانيات اللوجستية والفنية للأجهزة النظامية لمساعدة المنكوبين وإجلاء سكان القرى المحاصرة.
– تكوين فرق الإستجابة السريعة ، فرق الطوارئ عبر وزارات الصحة والدفاع المدني لتقديم العون الصحي والطبي وتوفير النواميس ، الكلور ، أملاح التروية ، الأدوية المنقذة للحياة وغيرها.
نجدد مناشدتنا للرفاق في المنظمات التي تراكمت خبراتها في تقديم العون الإنساني والصحي في حالات السيول والفيضات بضرورة التدخل العاجل ونعلن بأننا على أتم الاستعداد للمساعدة في الحملات وتوفير الكادر البشري للمساعدة في درء الأثار المترتبة على هذه الكارثة.

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...