دون رقيب.. الدراما الملوثة تغمر المنصات الرقمية
“محمد عصام” شاب غض لم يكمل تعليمه الجامعي بعد، يعيش حياته داخل الأسافير وبين منصات الشبكة العنكبوتية، يستهلك أكثر من ست ساعات يومياً على مشاهدة الدراما والأفلام القديمة خاصة “أبيض وأسود” ولم يستثنِ عرضاً حتى لو كان سيئاً..
الشاب “محمد عصام” يعد نموذجاً واحداً من بين ملايين الشباب في المجتمع السوداني المحلي؛ منغمسون كاملاً داخل قنوات الأسافير..
في كل ثانية تهطل أعمالاً درامية وأفلاماً غزيرة من الفضاء الإسفيري وتغمر المنصات الرقمية سريعة الجريان، خاصة “اليوتيوب” الذي امتلأ وتدفق ثم أغرق واقع المجتمعات بدراما مختلفة الأفكار والإخراج، حديثة وقديمة، نافعة وضارة، نقية وملوثة..
وبات في سبيل تحقيق نسبة مشاهدة عالية مدفوعة الأجر على قناة “يوتيوب” يمكن عرض أعمال درامية باهتة ومقاطع فيديو منحطة ومسرحيات فارغة المحتوى وليس لها قيمة فنية، هذا التنافس الأعمى خلق منافسة مفتوحة دون ضوابط أو رقيب صارم لتنقية المنتوج الذي ينعكس تأثيره سلباً وقد يحدث تلفاً وسط الشباب الذي يعد عمق المجتمع ومستقبل الدولة..
وقال الدرامي السوداني والمخرج المسرحي ” ربيع يوسف” في تصريح لفضائية النيل الأزرق : إن خيارات مشاهدة الأعمال الدرامية أصبحت متعددة في ظل وجود اليوتيوب، وهذا قد يؤثر على الدراما التلفزيونية التي تنتج وفق معايير محددة تخدم قضايا المجتمع، لذلك يجب إنتاج دراما تلفزيونية جيدة ومواكبة تجارياً مايقدم عبر اليوتيوب، وإن لم يحدث ذلك فإن الدراما الجادة ستكون في معزل، وأضاف “ربيع” : لابد من الارتقاء بمستوى المعالجة للقضايا المتناولة بحيث تلبي رغبات واحتياجات الشباب إن أردنا المواكب، وذلك من حيث المحتوى حتى نكون أكثر قرباً وصدقاً من الواقع، كما أشار إلى اختلاف طقس المشاهدة ما بين الدراما التلفزيونية وعبر اليوتيوب..
ومع ذلك يتمتع اليوتيوب والمنصات الرقمية بإيجابيات عدة باعتبارها مستودعاً لتخزين الدراما – المسرحيات والأفلام القديمة، إلى جانب دوره كمنصة لعرض الأعمال الفنية الجديدة، تضاف إلى الفضاء وهو ما يولد منافسة حادة لكسب اهتمام ونسبة المشاهدة التي تعد رأس مال العملية برمتها، وهذا التفوق وضع التلفزيون والقنوات الفضائية تحت الضغط بدليل أن الشباب بما فيهم الأجيال الجديدة ارتبطت بشكل وثيق باليوتيوب ليس لأنه مستودع فني غني وإنما لمشاهدة حتى الأعمال الدرامية والمسلسلات السودانية والعربية الحديثة..