سعر الرطل ” 300″ جنيه.. قطط الأسعار تشرب لبن الأطفال
تنازل عدد كبير من الأطفال عن حصة اللبن مرغمين بعد أن ارتفع سعر الرطل الواحد إلى “300” جنيه، وهذا الأمر دفع أولياء الأمور والأهالي صرف النظر والبحث عن وجبات تعوض القيمة الغذائية للألبان..
وقال المواطن خالد بشير في تعليق ساخر: (الأسعار المرتفعة أصبحت مثل القطط والكدايس شربت اللبن من الشفع وحرمت الصغار والكبار منه رغم أهميته بالنسبة لهذه الفئة التي تحتاج إليه باعتباره غذاءً مهماً يساعد بصورة مباشرة في البناء ويمد الجسم بمواد ذات فائدة عظيمة)..
وتدرج أسعار الألبان حتى وصل ثمن الرطل الواحد 300 جنيه هذه القيمة لا مفر من دفعها لصاحب الدكان أو البقالة المجاورة كل صباح ومساء وقد يكون الوقتان معاً، وربما تسدد هذا المبلغ حالاً (كاش) أو بالدفع المؤجل نهاية كل شهر تعطيها لصاحب الكارو الذي يقوم بإيصال المطلوب عند بابك خدمة بالمجان للمحافظة على زبائنه..
السعر المتجدد للألبان لم يرفع قيمة مشتقاته فقط، وإنما دفع عدداً كبيراً من العائلات الخروج من الخدمة والتخلي مجبرين عن مرتب اللبن اليومي، فيما لجأت بعض الأسر إلى حلول أخرى قلصت بموجبها الكمية حتى تستطيع تغطية فارق السعر..
ويعتبر اللبن غذاءً أساسياً وضرورياً لجميع أفراد الأسرة خاصة الأطفال وكبار السن لذا تجد جميع السودانيين يشربونه في الصباح مع الشاي وعند المساء حتى أصبح ضمن العادات وطقوس حياتهم قبل أن يظهر (كديس) الأسعار ويشرب اللبن ويحرم الأطفال من أفضل غذاء..
ويتحكم أصحاب المزارع المنتجة للألبان في الأسعار، وتلعب الجهات الوسيطة المناولة من المنتج إلى المستهلك والزبائن في منازلهم دوراً أساسياً في ارتفاع الأسعار ولكن زيادة طفيفة، أما أصحاب البقالات والدكاكين التي تعد منافذ ثابتة للبيع فتضع أرباحاً لا تقل عن 50 جنيهاً وهي قيمة كافية لزيادة الأزمة..
وعن أكثر المناطق التي تغذي العاصمة الخرطوم بالألبان يقول (حسن): يأتي اللبن من مزارع بشرق النيل خاصة المتاخمة لعد بابكر وجوار البنداري، حلة كوكو وشمال بحري..
وتقول عوضية أم التيمان: نحن أسرة بسيطة محدودة الدخل، ليست لدينا القدرة المالية لشراء لبن بعد ارتفاع سعره إلى 300 جنيهاً للرطل الواحد لذلك قررنا توظيف المبلغ لسلعة ثانية (رغيف) خضار بدلاً من إحضار رطل واحد لا يكفي لشخصين..
وأكد (مبارك) والد طفلين أن المعادلة أصبحت صعبة للغاية، كل يوم نستيقظ على مستجدات حياتية لا نستطيع مجاراتها، لا أعتقد أن هناك شخص في السودان كان يعتقد أن رطل اللبن الواحد يصل إلى 300 جنيه، هذا السعر نفسه كان قيمة بوكس ملئ باللبن.. وأشار المواطنون إلى أن جشع وطمع التجار والمنتجين هو وراء الارتفاع الجنوني للأسعار التي فرضت على الكثيرين تقليص الحصة فيما ترك البعض شرب اللبن..
أما (حنان) ربة منزل وأم لخمسة أطفال فقالت: والله الارتفاع الجنوني لسعر اللبن فرض علينا تقليل الحصة، كنا نشتري 5 أرطال ولكن اليوم قلصنا الكمية إلى رطلين بقيمة 600 جنيه، نسبة لضيق ذات اليد قررنا الاكتفاء برطلين فقط رغم احتجاج وحوجة الأطفال الذين يحبون شرب اللبن صباح ومساء..
إذًا لا شيء هنا يستطيع كبح الزيادة المنطلقة بسرعة فائقة، قد تتغير الديباجة وتفتح المجال أمام قطط الأسعار لشرب المزيد الحليب ولا عزاء للأطفال وكبار السن..