د/زهيرعبد الفتاح يكتب: عن عصا صديق محمد عثمان

 

أنسأل عن عصا موسى
وطوع يميننا قلمٌ؟
أنطلب سحر سحّارٍ
وملء دواتنا حبر؟!

👇هكذا انسال قلم (صديق محمد عثمان ) Siddigmohamed Osman شلالا من إبداع الفكرة يتدفق من لدن (الدبة) و (الزومة) إلى قلب عاصمة الضباب – تماما كما يفعل الطيب صالح – ليحكي لنا كيف أن (غنا الحبوبة) في ضل الضحى الرامي من بويتات الطين أو جريد النخل يمكن أن يهزم سيداو ومؤتمراتها هزيمة ساحقة لا تقبل التعويض أو الاستئناف ،وكيف أن أهازيج (الترابلة) التي تنظمها خيوط قمر دورين فوق قوز رمال حلتنا تنتصر بزهو وجمال في مواجهة (الوليدات المطاليق ) و (نياصتهم) بنتيجة أعرض مما فعل ليفربول مع بورنموث..

الغناء العضوي الذي يمد لسانه في وجه النخب:

التوب الخياطتو شبيكي
والعكش اليغطي اضنيكي

الكريم طاريك
والسعد المن الله يجيك
يا حنانة

السعد اليجيك عجلان
ابوك يضبح التيران
يا حنانة

السعد اليجيك بي سمحو
فوق القوز ينزل طلحو
ابوك دقق شواويل قمحه
يا حنانة

التوب الخياطتو شبيكي
والعكش اليغطي اضنيكي
يا حنانة

السعد اليدق طمبورو
واللعب اليقيف لا دورو
يا حنانة

اللعب اليقيف لا دورو
وينزل لحسن دستورو
ياحنانة

– في لندن ظلت النخب المبدعة تجتهد في امر واحد وهو تأسيس المعايير التي تضمن لها حصرية احتكارها للشأن العام ومن ذلك وحيث أن اللغة الانجليزية هي اللغة التي يتحدثها جميع سكان الجزر البريطانية واجزاء المملكة، فقد ابتكرت النخبة لغة الملكة ( HM’s English ) كمعيار لتولي المناصب والوظائف في الخدمة العامة والمدنية وتمادت في ذلك حتى سائقي القطارات والبصات وسياراتط الاجرة.وتطرقت بعض مؤسسات اذطلنخبة فاصبح للبي بي سي انجليزي ( متل انجليزي مرسي بالضبط) ان لم تتقن عوج لسانك به فمن سابع المستحيلات ان تصبح من سكان ( بوش هاوس) سابقا و ( بورتلاند بليس) حاليا.

– و ( out of thin air ) كما يقولون صنعت النخب لنفسها صناعة وتجارة كبيرة اسمها معاهد اللغة التي تمنح الباحثين عن الوظايف (شهادات) تشهد لهم فيها انهم ماهرون في لي السنتهم وبارعون في التحول الى ببغاوات.

– هذا العسف النخبوي يفسر الفقر الثقافي المدقع لمدينة مثل لندن تعيش حرفيا على محصول الشعوب الاخرى من معارف واعمال وتنتعش حياتها اليومية بمجهودات المهاجرين واعمالهم ثم اذا دخلت مكتباتها ومسارحها ونوافذها الثقافية او جلست لمشاهدة قنواتها ومنابرها الثقافية صدمت.

– اذا راجعت قائمة السهرات التلفزيونية او قائمة العروض المسرحية التي تحدث في لندن حاليا فلن تحتاج الى مراجعة اسماء المنتجين والمخرجين او الكتاب وراء هذه الاعمال.

– وهذا ما تدركه شعوبنا ومجتمعاتنا بالفطرة … تدرك ان الثلة القليلة التي تستولي على مؤسسات الشأن العام بالجبروت والعسف لا ينبغي ان يسمح لها بالتعدي على موسسات المجتمع الثقافية والاجتماعية. وقد نجحت مجتمعاتنا بدرجة كبيرة في حصار النخب في موسسات السياسة الحزبية ورمت لها بعضمة السلطة تلهيها بها بينما حافظت على شخصياتها الثقافية حتى لغتها ومفرداتها ضربت عليها سياج الحماية.

– من حجر والدة سعيدة بطفلتها او حبوبة تهز في ضل الضحى حفيدتها الرضيعة خرجت هذه الارجوزة تحملها حناجر الرجال دون حاجة الى سيداو او منظمات جندرة افرضها عليهم وتنهي سلطة الذكور على الاناث؛ اغنية فرح تحمل الاماني وتحتشد بمعاني عميقة وقيم راسخة فالكريم هو الذي يقسم السعد والسعد مصدر فرح والسعد حينما يأتي لا يأتي خلصة من خلال شقوق الانفس الشح وانما ينبسط فوق القوز (وينزل طلحه) وتقع الذبائح وتخرج مطامير القمح واللعب ( يقيف لا دورو) !!! و ( ايه الدنيي غير … لمة ناس في خير .. او ساعة حزن)

– وابو ( حنانة) الذي يذبح الثيران ويدقق شواويل القمح هو ذاته الذي ينفق على اخوانها من الوليدات المطاليق المنسلخين من جلد الاستقامة والرسوخ والوثوق بمدخرات المجتمع الثقافية والاجتماعية ومصادره المعرفية وقيمه المرعية المتخندقين في موسسات السياسة الحزبية وموسسات السلطة ينفق عليهم بسخاء وبذخ وبذات السخاء الباذخ ينفق على مجتمعه الذي يطير باهازيج ابنته وفرحها ويوم سعدها.

– الغُنا الماتع الذي يمد لسانه في وجه الوليدات المطاليق الذين يعايرون مجتمعاتهم بالتخلف والبداوة والعقد النفسية ثم يتبرعون بوصفات سحرية لمعالجة كل ذلك من خلال تعاويذ مناهج دراسية ( حديثة) تخرج سورة الزلزلة من رووس الصبيان وتسقط الطرحة عن رأس الصبايا !!

 

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...