عبد الشكور حسن احمد المحامي يكتب: (من دفتر ضابط جنايات)…. عاطف يروى قصته

 

والدتى صبرت وثابرت وكافحت بعد وفاة والدى- رحمه الله -حتى تخرجت انا من الجامعة قسم المحاسبة

عملت فور تخرجي في شركة خاصة ، كما جعلت ماتبقى من وقتي للعمل الخاص تعويضا لها لماضيات السنين وشقاء الايام والكفاح المر….

كنت الاكبر (البكر) ثم اخى واختى هي الصغرى

نجح اخى وتخرج طبيبا إلتحق بوزارة الصحة ،كما تزوجت اختي من ابن عمي الرجل الفاضل المتواضع

هناك طبيبتان شقيقتان تقدمنا سويا لهن انا واخي

سبقت اخي وتزوجت الكبرى لكنه لم يوفق معها حيث انفصلا بعد مولوده الأول

دبت الخلافات الأسرية بعد طلاقه حتى وصلت اثارها الخطيرة الي اسرتي الصغيرة…………

أنا لى ولدان وبنت ، وحبي لهم فوق كل تصور ،كما حبي لزوجتي لايتصوره عقل ابدا

لو وضعت كل نساء العالم في كفة ميزان وزوجتي في كفة لرجحت كفتها حبا وكرامة……
ولو رجع الزمان للوراء مااخترت سواها ، هي حبي الاول والاخير، ولا اري انثي غيرها ..

هي معني الحياة ما لي غيرها ابدا حياة

تخيل لو وجدت طعاما دسما وجميلا من فوري اجعل لها نصيب و امام اصيحابي .. !. حتي اصحابي في كل شي يقسمون لها نصيبها حتي من الفول السوداني يقولون فول الدكتورة ، هكذا كان الحال ودوام الحال من المحال…

قررت الإبتعاد عن اخى واختى تحت ضغطها وضغط الخلافات وحفظا على اسرتى

يممت وجهي واسرتي تجاه المملكة العربية السعودية هربا من حجيم الفتن والخلافات

والدتى مريضة ضغط الدم والسكر.

تقول زوجتي ان امي سبب طلاق اختها من أخى الطبيب

وامى تحبو نحو السبعين مع امراض كثيرة لكنها طيبة وفاضلة ومؤمنة يالها من أم مثالية وعطوفة علينا وانا على قناعة ان والدتى لم ولن تكون سببا في خراب اى بيت

زوجتي تقول لى دائما (امك خرابة بيوت)
تلك الجملة تشعل قلبى نار لكنى اكتم غضبى حبا لها ..

استقر المقام بنا في الغربة هي طبيبة ناجحة تتقاضي مرتبا ضخما ،وانا اعمل في شركة مرتبي يكاد يكفيني واولادي…… لكنها لاتبخل علي اولادي من نعيم الكماليات فرفعت شظف العيش عنا …..

تشاركنا قطعة ارض في الخرطوم
استلفت منها حتي حين ميسرة …!

طاب المقام بنا بعد حضور أختها الطبيبة للعمل في المملكة صارت ترافقها كظلها في العمل وفي الدار وحتي وقت متاخر… ثم تذهب الي شقتها

. بمرور الزمن تناسينا الخلافات وكنت ازور اختها وابنها-
انا عمه- ليكون مع ابنائي ابناء عمه ،وتناسيت انا عمدا كل المشاكل

بعد زمن ليس بالقصير
تذكرت وعدي لأمي بالحج

استشرت اختها فكان ردها فاترا وقالت جملة لم ابتلعها الي يومي هذا. قالت؛-( زوجتك طبيبة بتفهم اكتر مني ومنك كلمها) قلت لها :-(ألستي طبيبة انت الاطباء وحدهم يفهمون ! …..انا فقط لايفهم..؟ )

تركت امرها وارسلت في طلب أمي واختي لزيارة. حتي وقت الحج وبعدها ستغادر الوالدة حاجة غانمة سالمة الي الوطن

تغيرت الاحوال منذ وصول وأمي واختى لم اتخيل ان تصل العدواة والخصومة هذه الدرجة بينهن

. لا اكل لا شرب لا كلام لا سلام بينهن ، مشاحنات ولمز وغمز

عندما احتد النقاش بيننا
تركت زوجتي المنزل وذهبت لاختها ..

حمدت الله علي فكرتها.. لكنها عادت ادراجها ومعها اختها ،وابنها وزوجها الغبي الطرطور . الذي تزوجها بعد اخى..

انقلبت الشقة نارا ، دعك من أمي واختي ، حتي انا قررت الهرب منها ، كم كنت محرجا من تلك المواقف الحرجة امام امى وأختى

صرت اخرج مع أمي واختي حتي ساعات متأخرة هائمين علي وجوهنا نعود للنوم فقط. حتي النوم صار مستحيلا.

انا فقدت مالي لانها طالبت بكل ديونها. فاعطيتها ما ادخرت لأمي من اجل فريضة الحج. فصرت معدما

. برغم تلك الافعال الخسيسة والخبيثة انا احب زوجتي حبا عميقا خالدا في فؤادي واحب ابنائي لارتباطهم بأمهم

فقررت القرار الكارثي الأخير الخطير.. ارجاع أمي الي الوطن قبل الحج رغم علمي بان الحج حلمها ،واملها وطلبها الوحيد فى هذه الفانية . من قبل ثلاثين عاما هي تامل النفس بالحج.. وتطلب مني شخصيا منذ ان كنت صبيا ان تحج علي يدي

اكدت لهم الحجز وسافرت امي واختي في رحلة حزينة الي الوطن..دون أداء الفريضة…..

تغيرت الاجواء في بيتي هدوا وحبا.
لكن قلبي يكاد ينفطر فاصبر نفسي بأني ساعوض امي دون ان اخسر ابنائي وزوجتي..

في صباح الخميس في اليوم الثالث من سفرهما اتصل اخي واخبرني بوفاة والدتي- توفيت الوالدة رحمها الله -وخاطرها مكسور واملها مفقود وحلمها الضائع الموجود ما تحقق… لم اتمالك نفسي من هول الصدمة وفاجعة النبأ الحزين استصغرت نفسى لم اعد اشعر بالدنيا

الخبر نحر فؤادي… تقطع قلبي …ارتجف جسمي يالها من اخبار مفجعة ..حزينة مؤلمة

حملت ابنائي الثلاثة من فوري توجهت صوب المطار تاركا زوجتي مع اختها رميت عليها يمين الطلاق من غير رجعة… طلاق ابدي وفراق مابيني وبينها الي يوم القيامة…

تركتها وحدها كأنها الشؤم وكأنها البعير الاجرب….

أنا والله لم أقتلها وجدت هي مقتولة في شقتى ! وجدوها مذبوحة كالشاه …!

انا اعلم انكم سوف تسلمونني للسلطات السعودية متهما بقتلها …. لكن تذكر قولي… انا عاطف الطاهر…برئ ورب الكعبة مما نسب إلي.. ماتت زوجتى منتحرة والله علي مااقول شهيد .. وهذه أقوالي
كانت تلك اقوال المحاسب عاطف الطاهر اكتملت الاجراءات وتم تسليمه عبر الانتربول للشرطة السعودية…

بعد حين كان المتحري يقرأ برقية من المملكة تشير لوفاة السجين عاطف الطاهر اثناء التحري بهبوط حاد في الدورة الدموية
مارس ١٩٩٥م
انتهت البرقية

. إنا لله وإنا اليه راجعون

…..هذا ماتفعله الاحقاد …..كم شخص إذا خاصم فجر….كانت الطبيبة فاجرة في الخصومة وكانت سببا في خراب ودمار اسرة كاملة …..
غفر الله لهم
(من دفتر ضابط جنايات)

الله المستعان
عبد الشكور حسن احمد حامد
المحامى

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...