رمضان محجوب يكتب: ضياع شباب..!!

انواء
لم اكن مصدقا ما تتداوله المجالس حول انتشار ظاهرة بيع وتعاطي المخدرات وسط الشباب بشارع النيل في قلب الخرطوم حتى قادتني قدماي ظهر السبت الماضي الى ذات الشارع لامر خاص.

بداية لم اصدق مارأيت وحسبت ذلك ضرب من ضروب الخيال.. فقد رأيت شباب في مقتبل العمر وهم يتبادلون سيجارة الحشيش الملفوفة المشتعلة بينهم بجانب بائعة شاي!!!

صدمت وواصلت سيري لافاجأ بتكرار المشهد اكثر من مرة علي ذات المنطقة التي تسمى كولمبيا.. بل شاهد بعضهم يبيع ذاك السم القاتل لبعضهم البعض.

يحدث ذلك والجميع (عسكريون وسياسبون) مشغلون بامر يحسبوه هو اهم مما يحدث وسط هؤلاء الشباب.. فأقتسام كيكة السلطة لايعلو هم سواه لديهم!!!

تقارير كثيرة تخرج بين الفينة والأخرى تحذر من انتشار المخدرات وسط مجتمعات الشباب ، والتي أضحت أكبر سوق لترويج المخدرات والمنشطات..

هذه التقارير المخيفةينبغي ان تفتح الباب للحديث عن المسكوت عنه فيما يحدث لهؤلاء الشباب المغرر بهم.

ما شاهدته بشارع النيل وفي مناطق اخرى بسيناريوهات مختلفة يدق ناقوس الخطر للقائمين بالأمر ولنا جميعاً بأن نلتفت لخطورة ما يحدث وسط الشباب السوداني قائد التغييرات السياسية والاجتماعية والفكرية في السودان.

ليس لدي إحصائيات دقيقة تبين مدى انتشار المخدرات وسط الشباب، ولكن الواقع يقول إنها ظاهرة خطيرة من وراء الكواليس، حيث تؤكد الشواهد صحة ذلك.

الواقع يقول إن ظاهرة تفشي المخدرات في أوساط الشباب تعود إلى ضعف وغياب الوازع الديني، بجانب العطالة والضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي يمرون بها.

وأنا هنا لن أذهب مذهب البعض وأتحدث بمرجعية سياسية تقودها نظرية المؤامرة، وأرجع تفشي هذا الخطر وسط شبابنا إلى ما يسميه البعض بـ(حملة استهداف البلاد) بالمخدرات باعتبار السودان دولة معبر.

لأن مسألة المخدرات وانتشارها أضحت عالمية وترتبط بالعصابات كـ(المافيا) وغيرها وتروج لانتشارها الفضائيات عبر الدراما السالبة والغزو الثقافي القادم من الخارج إضافة إلى الخواء الذي يعاني منه الكثير من شباب اليوم.

حتى نكافح هذه الظاهرة الخطيرة فإن الجميع عليه دور لابد أن يقوم به..!!

مكافحة الظاهرة تبدأ من الأسر وهي مطالبة بمراقبة ومتابعة سلوكيات أبنائها وبناتها بالمؤسسات الأكاديمية أو غيرها من مناطق تجمعات الشباب، فالآباء والأمهات والأسرة يقع عليهم بصورة عامة، جزء كبير من مسؤولية إدمان الشباب للمخدرات.

الإعلام بدوره مطالب بدور فعال لحصار ومكافحة المخدرات لأن هذه القضية أصبحت واقعاً فيجب التعامل معها بالحذر الشديد، خاصة وأن المجتمع أصبح يتباهى بالمدمنين، وينسج حولهم القصص والطرائف.

والواقع يقول كذلك إن ضعف الرقابة على الأدوية المخدرة، وجهات الاختصاص مطالبة الآن بشطب حبوب (الخرشة) والحبوب المماثلة الأخرى ومنع بيعها في الصيدليات إلا وفق ضوابط صارمة.

وتبقى فكرة إنشاء جمعيات لمحاربة تعاطي المخدرات من الشباب على أن توفر الحكومة التدريب والتأهيل لأعضاء هذه الجمعيات حتى تؤدي دورها في محاربة انتشار تعاطي المخدرات وسط الشباب والمجتمع بصورة عامة.

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...