السفير الأمريكي… هل يحقق التوافق المفقود؟

أكد السفير (جون جودفري)؛ سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالخرطوم؛ إتاحة سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين ومساعدة السودان لتحقيق الانتقال الديمقراطي المنشود بجانب سلامة وأمن البلاد.. جودفري أكد أيضاً على العمل مع جميع أطراف العملية السياسية السودانية لتقريب وجهات النظر بهدف تشكيل حكومة مدنية تقود ما تبقى من المرحلة الانتقالية، وأكد السفير على دعمهم السودان ليلعب دوره الطبيعي لتعزيز الأمن والاستقرار في محيطه الإقليمي.
فيما لم يمكث السفير الأمريكي كثيراً في الخرطوم إلا أنه سارع في لقاءات مع بعض القوى السياسية والبداية الفعلية له كانت محاولة جمع بعض أطراف الصراع السياسي في السودان، لكن سرعان ما باء الاجتماع بالفشل على ما يبدو حسب آراء مراقبين أن السفير اأامريكي جاد في جمع الأطراف للمضي قدماً في إحراز تقدم بجمع وتشكيل حكومة، لكن ثمة عقبة تواجه السفير الأمريكي في كيف له أن يجمع هذه الأطراف والجلوس في مائدة واحدة خاصة وأن هنالك قوى ممانعة في الجلوس مع القوي المدنية الأخرى بحجة أن هؤلاء ليسو طرفاً في الصراع السياسي السوداني.
مساندة مدنية !
في ذات السياق قال دكتور عبدالناصر علي الفكي المحلل السياسي والأستاذ بالجامعات السودانية لـ(اليوم التالي) إن السفير الأمريكي يمثل نفسه، والوضع الآن هناك انقلاب عسكري بمساندة مدنية وتابع: لا يعقل أن من أجهض الحركة الديمقراطية في الفترة الانتقالية وأرجع وأوقف حركة التطور السياسي المدني أن يكون جزءاً من الحل؟ وزاد: لذلك إن الخيار الثوري للقوى المؤمنة بالديمقراطية هي صاحبة الحق في الفعل السياسي الذي يفضي الى تحقيق أهداف ثورة ديسمبر لقيم تضحيات الشهداء والجرحى والمعتقلين وأردف: لذلك أن عملية تحقيق المطالب المشروعة للثورة يقوم بها الثوار على أساليب نضالية من مواكب سلمية وعصيان وإضراب سياسي وقال عبد الناصر: هناك المقاومة ولجانها والحرية والتغيير والشيوعي والحركات السلمية والحركة الشعبية الحلو وعبد الواحد محمد نور.. كلها قوى كان لديها موقف رافض ومناهضة للانقلاب العسكري، لافتاً الى أن هنالك مجموعة أخرى دعمت وساندت الانقلاب الى اليوم، فهذه لا يمكن أن تتفاوض وهي ليست طرفاً رئيساً، وإنما مساندة.
وأردف أن الجلوس معهم خيانة وأيضاً غير مجدٍ وعلى السفير الأمريكي أن يتعرف ويتأنى إن كان يرغب في حل وإبطال الانقلاب وأن يتعرف على القوى صاحبة الثورة والتغيير والتي الى الآن تظل تناضل من أجل استرداد الحكم المدني الديمقراطي.
اتهام أمريكا
ويقول الكاتب والمحلل السياسي أبوبكر آدم عبدالكريم لـ(اليوم التالي): في اعتقادي أن الإدارة الأمريكية هي طرف في الأزمة السودانية هي التي أوحت للأمم المتحدة إرسال مبعوث أممي الى السودان لتقريب وجهات بين القوى السياسية المتفرقة في السودان بقيادة فولكر وتابع: حيث قال إن المبعوث الأممي لم يكن واضحاً في تعامله مع القوى السياسية بمعنى أنه كان يغلب طرف على آخر وينحاز الى طرف دون الآخرين وهو (الكيل بمكيالين) وزاد: هذا العمل ساعد في اتشقاق القوى السياسية، وبالتالي صعب عليه جمع الفرقاء لتكوين الحكومة الانتقالية وأردف: نتج عن ذلك اصطفاف قوى الحرية والتغيير من جهة وبعض الحركات المسلحة من جهة أخرى مما أدى الى أزمة أخرى وزاد من تعقيد الموقف، ومضى أبوبكر في حديثه أن تصريح السفير الأمريكي وحضوره الى السودان هذا يعني أن هنالك مستجدات طرأت لحل الأزمة السودانية وتابع: الولايات المتحدة الأمريكية رأت أن الوضع الآن في السودان سيتفاقم إذا لم يكن هنالك تدخل عاجل ينهي الأزمة وزاد: لذلك الضغط على الأطراف أصبح ضرورة للوصول الى توافق بين الفرقاء في السودان، وأضاف: القوى التي ترفض الجلوس هي حقيقة لم ترفض، لكن أحسب ذلك جزءاً من التكتيك والمناورة السياسية والتفافاً لكسب مزيد من الوقت أو محاولة الضغط على السفير الأمريكي، لإبعاد أطراف أخرى ترى أنها ستشارك حسب تصريحات السفير الأمريكي، لكن في الآخر الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على أن تجمع كل الفرقاء سواء بالعقوبات أو بالإبعاد أو بإجراء انتخابات مبكرة هذه تعتبر آليات ضغط للقوى السياسية لتجلس مع بعضها البعض لحل الأزمة السودانية.
جمع الأطراف!
وذهب الدكتور محمد خليل المحلل السياسي والأستاذ بالجامعات السودانية خلال حديثه لـ(اليوم التالى) إلى أن الأمريكان حريصين على أن تكون في السودان حكومة أياً كانت من أجل أن توصل السودانيين الى انتخابات لذلك سيسعى السفير الأمريكي لجمع كل الأطراف السودانية بغض النظر عن الخلافات فيما بينهم خاصة وأن الأمريكان لديهم اهتمام بمنطقة القرن الأفريقي والسودان بصفة خاصة مضيفاً: حسب التقديرات قد تذهب الأمور بحكومة الأمر الواقع شاء من شاء ورفض من رفض.. الآن العسكريون هم الذين يمسكون بزمام الأمور ومن المحتمل قد ينتهي هذا الأمر الى الانتخابات. إذ فشلت القوى المدنية تماماً (نرى جعجعة دون طحين) مبادرات لم يتم التوافق حولها ولا حتى التوافق فيها بالحد الأدنى مما يعزز وجود العسكريين في السلطة. وأضاف الأزمة السودانية الآن سببها الأطراف الممانعة وظهر جلياً أن التسابق بين هذه القوى على كراسي السلطة، ولفت الى أن أمريكا تنظر إلى مصالحها دون النظر الى من يحكم ولديها القدرة في التعامل مع أي نظام، يمكن أن تشكل ضغطاً على أطراف الأزمة في السودان وجمعهم في مائدة واحدة.
تعقيد الأزمة!
من جهته اعتبر دكتور راشد التجاني مدير مركز الراصد للدراسات والبحوث، يرى في حديثه لـ(اليوم التالي) أن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في الأزمة السودانية يختلف عن تدخل أي طرف آخر، وتابع: لذلك تصريح السفير الأمريكي يأتي من هذا المنطلق، فقدرته الجمع بين فرقاء السياسة السودانية، لذلك أرجح أن السفير الأمريكي يجمع كل الأطراف لكن الشيء غير الواضح كيف ستكون نهائيات نتائج جمع هذه الأطراف، قد تجلس هذه الأطراف لكنها من المحتمل ستظل متعنتة واستبعد ذلك وأضاف: الجلوس تحت مظلة الولايات المتحدة الأمريكية أكيد سيسفر عن تراضٍ دون إقصاء أطراف أخرى أو إقصاء لطرف من المؤكد سيعقد الأزمة مرة أخرى، لذلك أرى أن السفير الأمريكي يتحدث من مصدر ثقة في حل الأزمة من أجل وجود حكومة تدير البلاد في ظل الفوضى السياسية التي يعيشها السودان حتى تستطيع أمريكا أن تدير ملفاتها بالمنطقة ومصالحها خاصة في القرن الأفريقي .
الجزرة والعصا!
أما الخبير الاستراتيجي المختص في إدارة التفاوض والأزمات دكتور أمين محجوب، فقال لـ(اليوم التالي) إن التنافس والتنازع في السودان أمر متوارث ومن الواضح أن هنالك عدم اتفاق في مسألة الجلوس مع بعضهم البعض وهنالك إقصاء من مجموعة قوى الحرية والتغيير والمجموعة التي انفصلت عنها المتمثلة في الحرية والتغيير التوافق الوطني بالإضافة الى ما يسمى القوى التي شاركت النظام السابق حتى سقوطه وكذلك عدم الرغبة في الجلوس مع القوى هذا سؤدي إلى تعقيد وإرباك الساحة السياسية ولن يؤدي اىي انفتاح في الاتفاق عىي تشكيل حكومة ورئيس وزراء.
وحول تصريح السفير الأمريكي الخاص بالتقائه بجميع أطراف العملية السياسية في السودان جزم مجذوب أن السفير الأمريكي يستطيع أن يجمع الفرقاء السودانيين باستخدام الجزرة والعصا.

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...