الطاهر ساتي يكتب: ساعة الصفر..!!

:: مقال بقلم رئيس تحرير (القوات المسلحة)، العقيد إبراهيم الحوري، يثير الجدل.. أهم ما في المقال: (الجيش لديه ساعة صفر يحتفظ من خلالها بقرارات تلبي أشواق وطموحات السودانيين التي تتوق لحكومة وطنية بفترة انتقالية تمهد لانتخابات يقول فيها الشعب كلمته).. ولا جديد في هذا الوعد ليثير الجدل، ولكن لله في ذاكرة المتجادلين شؤون..!!
:: ثلاثة أشهر إلا قليلاً، منذ إعلان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة عن انسحاب الجيش من (الحوار الوطني)، ثم دعوته للأحزاب لتشكيل حكومة كفاءات مستقلة.. ولم يحدث أي شيء، غير ساعة الصفر التي يعد بها الحوري الناس والبلد.. ولكي لا ننسى، كان بيان انسحاب الجيش بعد عام إلا قليلاً من بيان (25 أكتوبر 2021)..
:: أكتوبر 2021، كان وعد البرهان للشعب هو تشكيل حكومة كفاءات مستقلة، ثم استكمال هياكل السلطة، ثم المضي إلى صناديق الاقتراع، ليختار الشعب حكومته المدنية، وهذا ما لم يحدث.. عام من الفراغ، عجز خلالها البرهان عن تنفيذ الوعد الموثق في بيان تصحيح المسار، وليس هناك أي مسمى آخر لعدم تنفيذ ما في البيان غير العجز والفشل..!!
:: ولكي لا ننسى، بعد أن ملّ الشعب من انتظار تصحيح المسار، وكما يفعل العقيد الحوري اليوم، وعد العميد الطاهر أبو هاجة الشعب بتشكيل ما أسماها بحكومة الأغلبية الصامتة التي تأذت من الفوضى السياسية.. وقالها: (خلال الأيام المقبلة)، ويومها وصفت إفادة أبو هاجة بأنها كلمة حق مراد بها تخدير الشعب، ليصبروا على الفوضى والفراغ، وهذا ما حدث..!!
:: أي قبل تنفيذ أي شيء من بيان تصحيح المسار، خرج البرهان ببيان الانسحاب من الحوار.. فالرهان على الزمن – في حل الأزمات – ليس حلاً، بل هذا الرهان أزمة في حد ذاتها.. فالفراغ يؤذي الدولة ويهلك الشعب.. واليوم، فالناس ليست بحاجة إلى أساليب التشويق والإثارة التي من شاكلة (ساعة صفر)، بل بحاجة إلى الإحساس بأن (السودان دولة)..!!
:: نعم بحاجة لدولة مؤسسات، وفك كل أنواع الاحتكار؛ لتكون المنافسة شريفة في مؤسسات الدولة، بلا محاباة أو محاصصات حزبية، ثم تأسيس مناخ سياسي مُعافى بحرية (غير مطلقة)، وديمقراطية راشدة (غير عبثية)؛ أي دون المساس بأمن البلد وسلامة المجتمع..!!
:: ثم أن الشعب بحاجة إلى انتقال بالبلد من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة؛ ليتفرغ الشعب للإنتاج، والقوى السياسية للانتخابات.. تلك هي غابات الشعب في هذه المرحلة الحساسة.. تلك، وليس الفوضى والفراغ وتردي الخدمات وتدهور الاقتصاد وغيره من المخاطر المسؤول عنها االبرهان..!!
:: نعم، فالبرهان هو المسؤول عما يحدث – منذ أبريل 2019 – لعجزه عن تأسيس (حكومة انتقالية)، بدلاً عن تمكين النشطاء والعسكر، ثم العسكر، ثم الفراغ الراهن.. فالتوافق الكامل على حكومة أو قضية لم يحدث في تاريخ السودان.. ولو ينتظر البرهان توافق كل الأحزاب على تشكيل حكومة، فعليه أن يترقب مع الشعب (ساعة صفر)..!!

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...