♦️السفير دكتور الكباشي يعلق على ما كتبه دكتور ياسر أبّشر عن نافع
وانا أشهد بكل ما أورده الدكتور ياسر أبّشر .
في آخر ديسمبر 1980 وصلت الي مدينة ريفرسايد Riverside وهي ضاحية للشرق من لوس انجلز و تضم جامعة كالفورنيا . وصلتها لدراسة الدكتوراة بعد أكمالي بتوفيق الله الماجستير من جامعة اوهايو.
حال قدومي لكالفورنيا علمت من زملائي السودانيين الدارسين للدكتوراة في ذات الجامعة ( كلهم بروفيسورات بالمعاش الآن و لا ابالغ أبدا ان قلت أنني لم أحظ بصحبة حميمة و راقية كصحبة أولئك النفر المتفرد من أبناء السودان) أخبرني اولئك الزملاء أنهم ودعوا قبل وصولى بأسابيع زميلهم نافع علي نافع، ولم تزل ألسنتهم تلعج بطيب ذكراه. فقد كان كبيرا .. عطوفا علي زملائه في غربتهم. و لم يكن صيته لدي اساتذته في جامعة كالفورنيا فيما يتعلق بأدائه الاكاديمي أقل من صيته الودود اللطيف بين السودانيين القلائل في المدينة وبين العرب والمسلمين . كنت اسمع من بعض اساتذته يذكرون نافعا بالثناء بانجليزية لا تقوى على نطق العين في اسمه فيقولون ” نافي نافي Nafi Nafi “.
كان نشاطه الدعوي كذلك مذكورا مشهورا مشكورا. فقد كان رئيس الجمعية الأسلامية في المدينة التي تضم في أنشطتها المهاجرين من العرب والمسلمين، كما تضم المسلمين الامريكيين. كان الأخ السعودي فائز الطيب رحمة الله عليه ساعده الأيمن. كان توفيق الله كبيرا، فقد تمكنا ( نافع و فائز ) من الحصول من مجلس المدينة بتصديق لشراء أرض واسعة ليتأسس عليها مسجد و مركز اسلامي. بعدها غادر كل من نافع وفائز امريكا عائدين الى بلديهما. وبتوفيق الله تكرم أحد الخيرين الذين سبق ان اتصل به الأخوين نافع و فائز بأكمال تشييد المسجد و ملحقاته الحيوية. و كدأب تضامن السودانيين في غربتهم في ذلك الزمن كانوا أهل الريادة في عمارة المسجد ورعايته. و لأ أزال أذكر بعد 40 سنة أننا دعونا في مناسبة أول عيد بعد افتتاح المركز والمسجد ألأخ بشير آدم رحمة من ولاية ميسوري لأمامة صلاة ذلك العيد.
المركز والمسجد لا يزال اليوم نشطا في أداء رسالته يقوم اليوم على شأنه أحد حكماء السودان في ديار الغربة ، وقد علمت أن المسجد لا يزال واحة ريانة ومنتجعا، روحيا منعشا، و ملاذا للحكمة و الهداية لمسلمي جنوب كالفورنيا.
يلزم ان نزجي الشكر بعد الله على توفيقة، الى الرعيل الأول الذي ارسى هذه الآثار العظيمة. و أول هؤلاء هما الأخوين الكريمين نافع علي نافع و فائز الطيب.
السفير دكتور إبراهيم الكباشي