السفير الماليزى بالسودان: هذه العقبات تؤثر على السياحة فى السودان
حوار: د. بلقيس عثمان فقير
إحتفلت سفارة دولة ماليزيا بالخرطوم بالعيد الوطنى لدولة ماليزيا بمشاركة عددا كبيرا من سفراء الدول الاسيوية والعربية والاوربيه واعضاء السلك الدبلوماسى والمنظمات الاجنبية والاقليمية والاعلاميين وحضور لافت من اعيان المجتمع السودانى.
خاطب الحفل السيد سفير دولة ماليزيا لدى السودان محمد ارزدان جميل مرحبا بالحضورومشيدا بالوحدة الوطنية لبلاده و تماسك الشعب الماليزى الذى استطاع ان يجعل من التنوع الاثنى فى بلاده كتلة قوية ومتجانسه ومتحدة وأكد على عمق و قوة العلاقات الماليزية السودانية . وتخلل الحفل فقرات موسيقية ورقصات شيقة من التراث الشعبى الماليزى قدمتها الفرق الماليزية الزائرة للمشاركه فى احتفالات اليوم الوطنى، تجاوب معها الحاضرون من السودانين والجالية الماليزية بالسودان.
ألتقت وكالة السودان للانباء السفير الماليزى محمد جميل ارزدان للحديث حول مستقبل العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها فى المستقبل
*تتميز العلاقات السودانية الماليزية منذ نشأتها بالقوة والتطور لكن شابها بعض الركود مؤخرا … ما تعليقكم؟
**لدينا علاقات قوية ومتميزة مع السودان منذ الاستقلال وتطورت العلاقة فى العام 1973 ونسبة للاهتمام الكبير بقطاع النفط والغازتعاظمت العلاقات بين ماليزيا والسودان فى العام 1991-1994 حيث تم تأسيس سفارتنا فى الخرطوم فى العام 1994 وكان ذلك بالتزامن مع دخول شركة بتروناس فى السودان وبعدها اخذت علاقتنا فى الازدهار لان كلا البلدين يشتركان فى كثير من المتشابهات مثل العقيدة والمواقف وكذلك الدولتين اعضاء فى كثير من المنظمات الدولية والاقليمية للعمل منها ،رابطة العالم الاسلامى و دول عدم الانحياز وعزيمة وحرص الشعبين على المضى قدما تعتبر مهمة جدا خاصة فيما يلى العلاقات وأضاف أنى لا ارى ان هناك تاثيرجوانب سلبية واعتقد ان ما يهم هو ما يتعلق بالتنمية والتحولات الجيو سياسية التى حدثت فى العالم خلال الثلاث سنوات الماضية وليس الاشارة لأثار جائحة ” كرونا او كوفيد” والتى كان لها اثرا كبيرا على العلاقات بين كل دول العالم وبالطبع قد اجبرت ” الجائحة” الدول على التواصل عبر النت فقط وكلما اسرعنا فى معالجة هذه التحديات تعود الامور الى طبيعتها وهكذا الحال فى اغلب الدول و اعتقد انها فرصة لنعرف اكثر كيف يجب ان نطور العلاقات الودية لتعود بالفائدة لكلا البلدين.
*للسودان موقعه الجغرافى الذى جعله بوابة افريقيا للعالم الخارجى كيف تقيمون ذلك فى علاقاتكم السياسية والاقتصادية مع السودان؟
**هذا سؤال جيد جدا ، السودان يطل عل البحر الاحمر الذى يوفر 10% من التجارة البحرية للعالم ، كذلك نحن فى ماليزيا نطل على الممر البحرى ( ماالاكا ) الذى يشرف على 60% من التجارة البحرية العالمية ولذلك نحن نفهم تماما ان السودان دولة تجارية هامه ليس فقط للقرن الافريقى بل للقارة باجمعها هناك حاجة للنظر فى الامكانات الهائلة التى يمتلكها السودان، السودان بأراضية الزراعية الخصبة الواسعة يمكنه ان يدعم ماليزيا فى تأمين احتياجات الامن الغذائى وأيضا السودان بما يملكه من احتياطى الغاز والنفط يمكنه ان يسد ثغرة الاحتياجات النفطية .
ومضى قائلا أمضيت فى السودان قرابة الاربع اعوام ورأيت الكثير من الامكانات خاصة في المجال الزراعي وماليزيا يمكن ان تدعم السودان بأدخال ” القيمة المضافة” في مجال الثروة الحيوانية بدلا من تصدر “مادة خام او حيوانات حية” يمكن ان تذبح وتجهز لحوم للتصديروعبر الماركة التجارية الماليزية” حلال” يمكن ان يكون السودان الرقم الاول فى افريقيا واوربا ودول الخليج
*السودان بلد يزخر بالثروات الطبيعية المتعددة … وماليزيا بلد متقدم صناعيا وزراعيا كيف يمكن الاستفادة من الخبرات الماليزية فى مجال الصناعة والزراعة بما يعود بالنفع على الجانبين؟
** نعم ماليزيا لديها رصيد زاخر من الخبرة بعد استقلالها . كان اتجاهنا نحو قطاع الزراعة مثل السودان ولكن فى الثلاث عقودالاخيرة حولنا اولوياتنا من قطاع الزراعة الى قطاعات التصنيع و التكنولوجيا المتقدمة وهذه التحولات كانت ضرورية لماليزيا لتحقق هدفها ان تكون دولة متقدمة و ذات دخل عالى
الأن نحن اكبر الدول المنتجة للشرائح ونصدر العديد من السلع الكهربائية والكترونية واستطيع القول بعد لقائى بالعديد من الوزراء ورجال الاعمال أن هناك فرص قوية فى كل قطاع تقريبا وما نحتاجه فقط التركيز على مشروع ليكون قصة نجاح عندها ستفتح الابواب تلقائيا للاستثمار فى السودان و كذلك يجب ان تعالج عقبة اخرى وهي ما يحاك ضد السودان فالعديد من النشرات تحمل اخبار صادمة وغير دقيقة عن السودان وانا متأكد ان كلا الجانبين الماليزى والسودانى سيعملان معا دون الالتفات لهذه الروايات وما يفيد اكثر هو نظام ” النافذة الواحدة” للراغبين من المستثمرين فى تسهيل السياسات السودانية واحيانا قد يكون من الصعب مقابلة كل المسئولين ( المعنيين بالامر) فى ظل ضوابط العمل فى الوزارات ، فالنافذة الواحدة نقطة جوهرية توضح الطريق الصحيح وهذا مما يسرع الاجراءات ويزيد الثقة للمستثمر الذى يرغب فى العمل فى السودان
* *دخلت شركة ( بتروناس) الماليزية مجال الاستثمار فى مجال النفط مبكرا فى السودان وحققت انجازات كبيرة الا انه حدثت بعض الاشكالات فى السنوات الثلاث الماضيه … هل تم تجاوزها؟
**فى رأيي لا يوجد سوء فهم كما انه واضح لدينا من البداية ان شركة ” بتروناس” منضبطة تماما بالقوانين فى السودان” وعندما نتحدث عن السياسة يصبح الامر معقدا، وماليزيا امضت وقت كاف فى السودان لتحترم وتتفهم الاوضاع نحن وكذلك شركة ” بتروناس” حريصون على اتباع الاجراءت اللازمة حتى نهاية الامر ونتطلع الان الى تعزيز العلاقات مرة اخرى، فماليزيا تلجأ دائما الى الدبلوماسية الناعمة لحل القضايا ومرة اخرى لا اعتقد ان هناك سوء فهم ، بل معلومات مغلوطة عن كيفية إنتقال ملكية الارض الى شركة بتروناس.
**وما هى الخطط المستقبلية لجذب المزيد من الشركات العاملة فى مجال النفط والغاز؟
*نعم هذا ما اعمل له الان ، بالطبع سيأخذ الامر وقتا بسبب ما رشح من أخبار وصلت الى ماليزيا عن موضوع ” بتروناس ” مما يحتاج الى شرح وتوضيح الحقائق وتعمل السفارة الان لجذب بعض شركات القطاع الخاص للسودان وستتواصل جهودنا لأستقطاب الاستثمار الجيد للسودان وكما اشرت من قبل ما نحتاجه هو” قصة نجاح مشروع”. يمكن ان نذكر هنا كمثال للاستثمار الناجح ” شركة مياه المنارة ” مقرها فى امدرمان وحسب معلوماتى انجح مشروع شراكة بين القطاع العام والخاص فى السودان وهو مشروع مشترك يمول من بنوك التنمية فى جنوب افريقيا ونيوزيلاندا و ماليزيا وهو مشروع هام حيث تتداخل فيه ثلاث قارات افريقيا واوربا واسيا وتم تأسيس الشركة منذ منتصف العام 2000 ومازالت تعمل حتى الان وتدار بشركه Bio- water الانجليزية والشركة تمد حوالى2 مليون شخصا بالمياه النظيفة بانتظام يوميا ويجب ان نقتدى بهذا المثال ونقدمة للشركات فى المشاريع الاخرى وهذا المشروع هام لانه يعطى كل من الجانبين ( العام والخاص) حصة ( نصيب) فى المشروع وبذلك يحرص الطرفان فى تحقيق النجاح
**السودان يزخر بثروات معدنية كبيرة فوق وفى باطن الارض تحتاج الى خبرات وتقانات حديثة للاستفادة منها هل هناك تعاون بين الدولتين فى هذا المجال؟
**بالنسبة للمعادن ليس هناك تعاون يذكر ولكن الموضوع هام فعندما تذكر المعادن لديكم ثروة كبيرة خاصة تلك التى تسخدم فى صنع بطاريات الشحن واحدى التحديات الرئيسة هي المعلومات المحدودة مقارنة بما يملكه السودان من ثروات وغالب المعلومات عن التنقيب فى معدن الذهب وما يجب ان يعرف هو ما المعادن الموجودة فى السودان واين توجد؟. وانا على تواصل مع المسئولين لأستكشاف هذا القطاع الهام وبعد قدومى للعمل بالسودان شاركت فى معرض الخرطوم الدولى 2019 وفيه قابلت ممثلين لكل ولايات السودان و أطلعونى على قائمة بالمعادن الموجودة فى ولاياتهم واعتبرت هذه تجربة جيدة واتمنى ان تتواصل هذه الملتقيات ولا تقتصر على المعرض فقط لانه كما اسلفت القول يجب ان تكون هناك نافذة واحدة يمكن ان يستعين بها اى شخص ممن يرغب فى الاستثمار لمعرفة المعادن المتاحة فى السودان والتحدى الاخر هو امكانية التواصل معهم بالولايات بعد عودتهم لصعوبة مقابلتهم مرة اخرى.
وأضاف كذلك فى مجال تصدير الماشيه كثيرا ما تواجهكم مشاكل تحصين الحيوانات والاجراءات الكثيرة التى يجب ان تكتمل قبل عملية التصدير ، فلماذا لا تتم هذه العملية فى السودان و يتم تجهيز الماشيه لتصدر لحوم حية ، وسيكون الامر اسهل ويكسب المنتج الصادر قيمة مضافة فى التصدير وهذا قد لا يتعلق بالمعادن ولكنه إضاءة لحقيقة ان السودان يجب ان ينظر للتصدير ليس كمادة خام ، بل ما يجب ان يركز عليه السودان هو أن يكون تصدير السلعة المنتجة فى صورتها النهائيه او شبه النهائيه وليس مادة خام.
*ماذا عن الميزان التجارى بين البلدين وما اهم السلع المتبادلة بينهما ؟
**ماليزيا تصدر للسودان زيت النخيل ومحضرات الطعام ومعدات التصنيع ولكن فى الخمس اعوام الاخيرة لاحظت ان الميزان التجارى بصورة عامة متأرجح مابين البلدين ففى عام يكون فى صالح السودان وفى عام اخر فى صالح ماليزيا ولكن فى العام 2020 كان فى جانب ماليزيا حيث بلغ اجمالى ما صدرته للسودان 63,598,854 جنيها فى حين اجمالى ما تم استيراده من السودان 1,210,553 جنيها، فيما بلغ الميزان التجارى 45,504,042 جنيها.
*تتميز البنوك الماليزية بمرونة فى حركة المال مما يجعلها محور لجذب رؤس الاموال ورجال الاعمال هل استفاد السودان من ذلك…. ؟
**نحن ملتزمون تماما بنظام بنك ماليزيا المركزى ” بنك نيجارا” الذى مهامه مثل نظيره “بنك السودان المركزى” و يراقب كل التعاملات المالية فى البلاد. ولدينا كل القوانين اللازمة ومعمول بها للتأكيد على ان المصالح التجارية فى امان وكل الشركات والاشخاص يخضعون لهذه الضوابط التى تتفق مع مسئوليتنا الوطنية نعم يوجد الكثير من رجال الاعمال السودانيين فى ماليزيا يستفيدون من النظام المالى الماليزى فهو واضح وعالى الشفافية وينظم البيئة على ان تكون كل الاموال والمصالح التجارية فى امان
سبق ان قدمت ماليزيا ” لقاحات COVID-19 *للسودان ماذا عن التعاون فى المجال الصحى؟ وهل هناك اتجاه لتنشيط اللجان الوزارية المشتركة بين البلدين؟
**اريد ان اوضح هنا انه لاسباب فنية لم تستطع ماليزيا ان تكمل هذا الامرحاليا لا يوجد تعاون فى المجال الصحى فى السابق ولكن نحتاج ان ننظر فى ذلك وهناك مجال لتحسين هذا الامر وان يكون هناك تعاونا مستقبلا وأحد الوسائل لتحديد مجالات التعاون هو اعادة الاجتماع الاستشارى المشترك (JCM) برئاسة وزارة الخارجية فى كلا البلدين وقد كان اخراجتماع فى العام 2002 ، هذه الالية تمكن السودان وماليزيا ىمن معرفة مجالات التعاون فى المستقبل. واريد ان اقدم TVET” Technical Vocitional Educational Training ( التعليم التقنى والمهنى والتدريب ) لاعتقادى ان السودان يحتاج لتطوير هذا المجال، فهناك حوجة كبيرة للتقنيين المؤهلين وقد صدمت للوصمة التى تلصق بمن يعمل فى هذا المجال كما يرغب الكثير من الاباء ان يتجه ابنائهم للتعليم الجامعى او الاكاديمى ،وهناك الكثير من التسهيلات ممولة من تركيا والاتحاد الاوربى وجهات اخرى ولكن لا يستفيد السودانيين من هذه البرامج.
اعتقد ان يتغير هذا المصطلح لتغير الفهم الخاطئ عن التدريب المهنى ويمكن ان تسمى هذه المدارس الجامعات التقنية بشهادة دبلومات اوشهادات تخصصية و أعتقد ان هذه حاجة ملحة فالسودان يحتاج الى العمال التقنيين المؤهلين لبناء البنى التحتية فى البلاد وصيانتها وفى الدول المتقدمة العمال المهرة مثل السباكين وعمال الكهرباء والميكانيكا هم الاكثر طلبا والاعلى اجرا وهذا هو المستقبل للسودان وكمثال لضرورة العامل الماهر تظهر فى هذا المبنى الشامخ “بتروناس “هو نتاج مشترك بين عدة شركات إنشاءات ماليزية والغرض من إنشائه هنا ان يكون مثال للتقنية والمهارة الماليزية وعلى الشركات التى ترغب فى الاستثمار بالسودان ان تحذو حذوها لكى تحقق النجاح وبتروناس لم تهتم فقط بالقطاع النفطى بل دربت ايدى عاملة سودانية وشيدت المدارس والمستشفيات فى مناطق الانتاج التى تعمل بها فى هجليج والمناطق الاخرى التى عملت فيها وتحرص الشركة كذلك على السلامه البيئية و اقل الاثار على المناطق المحيطة وهناك بعض الامثلة التى جعلت بتروناس انها هدفت الى ان يكون العلاقة مكسب-مكسب والامر يتطلب ان يفهم الطرفان ان العلاقة بينهما يجب ان لا تكون رابح- و خاسر ، يجب ان يستفيد كلا من الطرفين ، عندها يمكن للعلاقة ان تكون مستدامة وتحتفل بتروناس الان بمرور 25 عام لها فى السودان وهذا يعتبر نجاحا وركيزة هامة لهم.
*ماليزيا بلد سياحى يجذب العديد من السواح من مختلف دول العالم .. كذلك يتمتع السودان بأمكانات سياحية ها ئلة ربما تنقصه الخبرة للترويج للسياحة بالسودان واحيانا الاستقرار السياسى.. هل من سبيل للاستفادة من التجربة الماليزية؟
**نعم يمكننا ان نسهم فى هذا المجال فماليزيا لديها خبرة فى الترويج للدولة كمرمز للسياحة… السياحة الصناعة الاكبر فى ماليزيا ولها اسهام مقدر فى اقتصادها. السودان بلد جميل وغنى تاريخيا ، التحدى الاول فيه هو امكانية التواصل ،و نقص البنى التحتية مثل المكاتب السياحية ومحطات الوقود والاستراحات على الطرق السريعة وكتب الدليل السياحى والحاجه الى التصريح للخروج من العاصمة الخرطوم وهذه العقبات هي التى تؤثر فى السياحة، وان تتوفر سبل التواصل . ثانيا الترويج للاشياء الجاذبة، انا كمسلم مغرم جدا بالعالم الاسلامى وقد ذهلت بعد مجيئ للسودان ولم اعرف ان السودان منارة…. فى التاريخ الاسلامى و كان نقطة عبور للحجاج و كان فيه طريق معروف يسلكه الحجاج من البلاد الافريقية المجاورة كل عام كما لديكم معالم سياحية فى منطقة النقعة مثل بئر الماء التى تعطى المياة منذ ثلاثه الالف سنة و به ماء حتى الان، و اعتقد انكم تحتاجون الى توثيق مصور لكل ما يتعلق بتايخ السودان والاسلام فى تلك الفترات ولا ننسى هنا ان نذكر تاريخ الحضارة النوبية الاولى فى السودان كذلك لديكم ” البقعه الاخصب فى العالم” والتى ذكرت فى القران وهى منطقة ” الفشقة” على الحدود الاثيوبية حيث ينبت فيها اى شى يُزرع كما لدي رغبة كبيرة ان ازور ” محمية الدندر” ويصعب ذلك بالسيارة لبعد المسافة ولكن مرة اخرى العائق التصاريح وصعوبة الانتقال، لذلك عندما نتحدث عن السياحة لابد ان نحل هذه التحديا ت ولدينا مقترحات لأيجاد الحلول وهناك نقص فى المرافق الخدمية خارج الخرطوم للسياحة ولا يوجد غير الفندق الايطالى فى منطقة مروى السياحية ومن المعالم الجاذبة فى السياحة فى السودان الحضارة النوبية المتفردة ايضا ارض السودان منبسطة
**بالحديث عن التجرية الماليزية فى ادارة التنوع الاثنى فى ماليزيا ليكون عامل ايجابى فى خلق وحدة قوية وتماسك للشعب الماليزى كيف لنا ان نستقيد من هذه التجربة فى السودان ؟
** **فى رأيي ان الاولوية بداية هى الشمولية واول مطلب فيها هو تحديد القبائل الاثنية فالسودان بلد متفرد بقبائله البدوية ، يجب ان تتم معالجة اواضاعهم. وهذه نقطة حاسمة بشكل خاص، ان تنتقل قبيله من دولة تشاد الى شرق السودان ، كيف يتم التعامل معهم؟ انه امر معقد لكن يجب ان يحل وفى ماليزيا ، الدستور الماليزى هو الاساس الذى يحٌفظ فيه حقوق كل الماليزين وذلك ما يجب ان يكون بالنسبة للسودان ويجب ان يفهم ان مصلحة الكل قبل مصلحة الفرد وهذا الامر لا اختلاف عليه فى اى مكان بالعالم ونعود الى سياسة ربح -ربح وعلى قادة المجتمع سياسين او حزبين ان يدركوا ان الانقسام يعنى عدم تقدم الامة للامام ، اذن كيف ندير او نعالج هذه الاختلافات هو ان يتساوى الجميع فى المكسب . ماليزيا تعلمت العمل معا بين مختلف الاثنيات وان تكون الاولوية لبناء الدولة واى شئ ياتى بعد ذلك وهكذا تعلمت ماليزيا التسامح و التفاهم واحترام الاخر والاعلام الان سلاح ذو حدين قد يعنى الحسن والسيئ وفى السابق كان الجميع يعتمد على ما ينشر فى الصحف والقنوات الفضائية والذى يكتب عبر الصحفيين والان كل فرد يستطيع يكتب رأيه بلا مسئولية او تفكير للعواقب وهذه الافعال فى الاعلام الحديث اوجدت العديد من المشاكل ولانقسامات فى المجتمع وأضاف ” وبينما انا اناصر حرية الرأي والتعبير لكن يجب ان يكون ذلك فى اطار المسئولية و المحاسبة”. هذه بعض التحديات التى تواجه اية سلطة الان والخطورة تكمن فى ان كل شئ واى شئ يمكن ان يفهم خارج الاطار ولا يوجد اى حل اذا اردت ان تقضي على تلك الفئة غير المسئوله ، ويكون المقابل هذا ضد حرية التعبير ويجب الامتثال للاعراف المجتمعية و ادراك العواقب لما نكتبه فوق ذلك مصلحة البلاد لها الاولوية.