دوشكا.. حيدر.. البدري.. فنانو بورتسودان “.. درر الغناء تخرج من” الثغر”
مدن السودان المختلفة قدمت فنانين أطربوا الوجدان السودانى بالأغاني الرائعة، وأسهموا بشكل مباشر في إثراء المكتبة السودانية المحتشدة بألوان مختلفة من الأغنيات، ولكن مدينة بورتسودان المتكئة على شاطئ البحر الأحمر شدا فنانوها بلون غناء فريد ذي خصوصية؛ مثل أسماء أحيائها التي لا تجد لها شبيهاً في السودان مثل ترانزيت، سلبونا، سلالاب التي خرج من صلبها مبدعون أطربوا المدينة بكاملها قبل أن يطربوا المدائن، ويسيطرون على الساحة الفنية..
وقدم “الثغر” الباسم درراً وكباراً من الفنانين الذين ذاعت شهرتهم من خلال أغنيات ذات لون فريد مثل “سيدي دوشكا” معشوق الشرقاويين، والذي يمتلك مجموعة من الأغاني بلغات مختلفة وجميعها قادرة على التطريب.. ولن يستطيع أحد “حيدر بورتسودان” ذلك المطرب الذي سيطر على الساحة الفنية في حقبة التسعينيات بأغنيات رائعات “عروس البحر يا حورية.. بورتسودان يا حنيه.. من قلبي التائه أهدي سلامي وألف تحية”، وهي لم تكن الأغنية الوحيدة للمطرب الرائع “حيدر” الذي يمتلك أكثر من 15 أغنية مشهورة؛ على رأسها شجر العنب – سحرني وسباني – حبيبي تعال – يا فرح فنان..
وأثناء تألق “حيدر” الذي يحمل اسم المدينة الرائعة ظهر على السطح الفنان الأنيق/ عادل مسلم ” في العصرية طالع” وهي لون من أغنيات لا يختلف طعمها عن مذاق بورتسودان رغم أنها أغنية قومية بعنوان “سودانا نادانا” لكن نجح “مسلم” في رفع شأنها بطريقة أدائه المميزة وصوته الفريد، وبعدها انطلق الفنان الأبنوسي ولم يتوقف حتى الآن..
وكتب الفنان البجاوي “محمد البدري ” اسمه على قائمة شرف فناني الشرق ومدينة بورتسودان بلونية غنائية مميزة، حيث ظهر الأسبوع الماضي، شارك” البدري” فنان الشرق في حفل استقبال السفير الأمريكي الأسبوع الماضي بنادي الفنانين بأمدرمان، وقدم البدري أغنية واحدة حسب البرنامج الموضوع للأمسية، إلا أن الفنان الموسيقار محمد الأمين طلب منه تقديم أغنية ثانية إعجاباً بأدائه المتفرد،
كما شارك في ليلة استماع بإحدى عوامات شارع النيل بالخرطوم..
وقال “محمد البدري” لقناة النيل الأزرق إن التنوع الفني والثقافي في شرق السودان يستحق الاهتمام الكبير من الدولة، وأضاف “البدري”.. الإبداع السوداني فيه حالة من الإبهار ، وقد لمس ذلك من خلال مشاركاته في مهرجانات مختلفة بباريس وغيرها من دول العالم، لذلك فإن الطَّرق على أبواب المهرجانات يسهم في نقل الفن والتعريف بالسودان، كما وقال بأن ظروف تواجده ببورتسودان حرمته من التواصل مع جمهوره العريض داخل وخارج السودان..
ويؤكد بعض المؤرخين أن تاريخ المدينة الفني يضم الفنان الكبير الراحل “عبد الكريم الكابلي” حيث كان “الثغر” مهد موهبته الغنائية وهو ذات المكان الذي نضج فيه الفنان المطرب الراحل “مصطفى سيد أحمد” حيث درس المرحلة الثانوية في بورتسودان وبدأ فيها أولى خطواته في المسرح المدرسي..
قد تضم مدينة بورتسودان في بطن أحيائها مجموعة من المبدعين لم تسنح الفرصة لظهورهم اليوم، ولكن غداً بالطبع يتألقون..