أسامه عبدالماجد يكتب.. عودة حمدوك.. (13) ملاحظة
¤ *أولاً:* منذ فترة ليست بالقصيرة تسرب جهات معلومات بشان اقتراب عودة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك.. الى منصبه للمرة الثالثة.. وكان اطيح من كرسيه.. بعيد اجراءات قامت بها المنظومة العسكرية في اكتوبر من العام الماضي.. وتمت اعادته لكنه استقال لاحقا.. الاخبار حول تلك العودة تصاغ بعناية وتبث في الفضاء الاسفيري.. وهذا بعني ان جهات ترغب او مستفيدة – سيان – من عودته.. وهو امر متوقع.
¤ *ثانياً:* حتى لو قلل البعض من خبر العودة.. فان كثيرين مصلحتهم (رجوع) حمدوك.. مصالحهم ترتبط بوجوده.. وليس بالضرورة مادية .. يمكن سياسية او حتى فكرية.. من خلال سعي بعض اعوانه امثال وزير العدل ومدير المناهج في احداث تغيير جذري في القوانين والمناهج الدراسية على التوالي لخدمة اجندات.
¤ *ثالثاً:* قد تبدو قحت انتصرت حال آب حمدوك.. باعتبارها عودة لما قبل (25 اكتوبر) ولو ظاهريا.. لكن قحت لن تجني شيئا وستواصل مسلسل نزيف نقاط التعاطف والتأييد.. لأن حمدوك كان مؤيدا لقرارات اكتوبر بدليل عودته الثانية وكذلك القادمة.. وكشف رئيس السيادي عبد الفتاح البرهان مباركة الرجل لقراراتهم.
¤ *رابعا:* سيجابه عبد الله بمعارضة شرسة حال عاد.. من الاسلاميين والشيوعيين معا.. باعتبار تاييده لعمل لجنة التمكين – سيئة الذكر – ومباركته تغيير القوانين بالنسبة للاسلاميين.. بينما كان ينتظر الاخيرين منه تطبيق شعار (اي كوز ندوسو دوس).. علاوة على قطاعات عريضة تضررت من قرارات حكومته.
¤ *خامسا:* العودة ستكون مثار شكوك.. وسينظر اليه بريبة.. وقد تلاحقه نظرات العمالة والارتزاق خاصة عند تقييم مايتم الترويج اليه عن ان العودة برافعه خليجية.. حسبما اشارت صحيفة محلية.
¤ *سادسا:* قد لا يكون حمدوك يدرك تدني شعبيته لأدنى مستوياتها.. ان لم يكن تلاشت بسبب حالة البرود السياسي التي تسيطر عليه.. وبطء تعامله وتفاعله مع القضايا.. فضلا عن اصراره على التواجد في المنطقة الرمادية في احلك الظروف.. مما اوصل البلاد لحالة ال (لادولة)!!.
¤ *سابعا:* ليس هناك مايشفع له ليعود.. بعد فشله الذريع في الاقتصاد ومعاش الناس.. وافتقاره للرؤية.. بعد تخبط أول وزير ماليه بحكومته – ابراهيم البدوي- .. بزيادته المرتبات واقدامه على رفع الدعم عن الوقود والدقيق دون دراسة.. ودون حماية الفقراء والطبقى الوسطى من اسد السوق الذي افترسهم.. وعجزت حكومة حمدوك في ايقافه
¤ *ثامنا:* ايقن الجميع ضعف شخصيته.. وعدم حسمه للاوضاع وتماهيه مع كل تيار داخل قحت.. مما خلق فوضى كادت ان تقود الى صراع سياسي.. وربما اقتتال بين الاطراف..
¤ *تاسعا:* لا يبدو مقبولا عودة شخصية مثل حمدوك كان هو سبب الازمة .. لجهة ان المنصب اكبر من قدراته.. وعجزه في حسم تفلتات قحت وتحديد شكل العلاقة مع المكون العسكري رغم ان الوثيقة الدستورية حددت ذلك.. كما اثبتت الايام ان تردده في اتخاذ القرار كان ابرز سماته.
¤ *عاشرا:* اثبتت الايام عدم امتلاكه لعلاقات دولية بالصورة التر روج لنا انصاره او شخصه – سيان – بدليل موقفين.. معالجته لملف شطب اسم السودان من لائحة الارهاب بدفع تعويضات وكان بامكانه استخدام الحجه السياسية والاستثمار في زوال الانقاذ.. والثاني ضعف عائدات مؤتمري المانحين الدوليين (برلين وباريس)، مقارنة باي مؤتمر نظير في حقبة الانقاذ.. وكذل فشل مشروعات استجلاب الدعم الداخلي مثل (جنية حمدوك والقومة للسودان)..
¤ *احد عشر:* حتى لو عاد حمدوك لن تكون قحت بكافة تياراتها حاضنة له ولا تصلح للعب ذلك الدور .. حيث اخفق في بسط سطوته السياسية عليها وايقاف عبثها بالبلاد
¤ *اثنتا عشر:* ان كانت هناك مزايا لعودة الرجل هي اغلاق باب تجريب شخصية جديدة.. رغم انها لن تكون بكل حال بذات تردد حمدوك ورمادية مواقفه
¤ *ثلاثة عشر* عودة الرجل ستزيد من وتيرة التظاهرات التي انطفأ بريقها منذ زمن وانحسرت بشكل كبير.. بسبب رفض لجان مقاومة – خاصة المسيسة منها – لوجوده .. واخرى احبطها ادائه.. وفئات تراه مواليا للمنظومة العسكرية.