الطاهر ساتي يكتب والمناهج أيضاً..!!
إليكم …………….
:: يوم اختيار د. عمر القراي مديراً للمناهج، قال: (المناهج كالدستور، لا يضعها شخص، ويجب أن تحظى بقبول عامة الشعب)، فأعجبني الوصف، وأشدت به في زاويتين متتاليتين، واتفقت مع القراي بأن المناهج بحاجة إلى مراجعات بواسطة خبراء التربية والتعليم، وليس الأحزاب، وحسبت القراي من الخبراء المؤهلين لفعل ذلك.. ولكن بعد رصد أداء القراي، ناشدت رئيس الوزراء حمدوك بأن يكون مدير المناهج غير متحزب، وغير متعصب، وغير متطرف، وغير مُهرّج، وغير القراي..!!
:: والحمد لله، أقاله حمدوك، ولكن يعد أن عاث في المناهج خراباً، وبعد أن كبّد البلاد خسائر فادحة في طباعة كتب لم تعد تصلح لغير أن تكون قراطيس للتسالي والفول.. وعلى سبيل المثال بالأمس قرأت بالأمس – في الصيحة – مقالاً محزناً، بقلم خبير اللغة العربية د. نعيم أحمد نعيم، بحيث راجع كتاب اللغة العربية للصف السادس الابتدائية، ووجد فيه أكثر من مئتي خطأٍ.. تأملوا، ما يزيد عن (200 خطأ)، حصاد مراجعة كتاب اللغة الغربية للصف السادس، وكأن مؤلف هذا الكتاب (عجمي)..!!
:: إليكم نماذج لبعض الأخطاء، حسب رصد الخبير نعيم.. بالكتاب وردت عبارة (فقام من نومه مزعور)، والصحيح طبعاً (مذعوراً)، ثم بالذال وليس بالزاي.. وكذلك وردت عبارة (وكل ما زاد عدد السكان)، والصحيح طبعاً (كلما)، وهذه من أبجديات اللغة التي يتعلمها التلميذ في المرحلة المتوسطة، ولكن يبدو أن من وضع منهج القراي لم يدرس المتوسطة أو درسها و(نساها).. وكذلك وردت في الكتاب عبارة (كان الكلب حيوان مشهور)، والصحيح طبعاً (حيواناً مشهوراً)، لأنه خبر كان.. و..و…!!
:: لن تسع الزاوية أخطاء كتاب اللغة العربية، المراد تدريسه لتلاميذ الشهادة الابتدائية لهذا العام.. ولعلكم تذكرون حديث القراي إبان أزمة طباعة المناهج، بحيث قال: (طلبنا من سفارات ألمانيا واليابان وإندونيسيا وكوريا الجنوبية منحنا ورقاً لطباعة الكتاب المدرسي، ولم نجد استجابةً، وقامت إحدى السفارات بمنحنا 30 ألف دولار، وقُمنا بإعادتها لها).. لقد تسوُّلوا السفراء، ليعطوه أو يمنعوه.. وبعد كل هذا التسول، تم إهدار الأموال في كتب لا تصلح إلا (يولعوا بيها الفحم)..!!
:: وليس هذا الكتاب فقط، بل كتاب رياضيات الصف السادس أيضاً، اكتشفوا فيه الأخطاء بعد طباعة ما لا يقل عن (50.000 نسخة)، فأوقفوا الطباعة، ثم أخضعوا الكتاب للمراجعة والتصحيح.. وكذلك كتاب التاريخ، اطلع عليه وزير التعليم – بالفضول – بعد طباعته، ليكتشف ضَعفاً كبيراً في المادة المثيرة للجدل، وهي وحدة النهضة الأوروبية، ثم أصدر قراراً بتشكيل لجنة لمراجعة هذه المادة، وذلك بعد طباعة (800.000 كتاب)، بتكلفة قيمتها (56.000.000 جنيه)، ستة وخمسين مليون جنيه..!!
:: وكذلك راجع مجمع الفقه الإسلامي كتاب التربية الإسلامية للصف الأول، وتفاجأ بعبارة (الجنة تحت أقدام الأمهات)، على أنها حديث نبوي شريف، وكذلك عبارة (النظافة من الإيمان).. و.. و.. فالكثير من الأقوال المأثورة و(الماسورة)، وضعتها لجان القراي في المناهج على أنها أحاديث نبوية و(كمان صحيحة).. وعليه، بعد اكتمال التسوية الشاملة وتشكيل حكومة الكفاءات المستقلة، يجب مراجعة مناهج المراحل الثلاث بواسطة الخبراء والعلماء سريعاً، أي قبل أن يتفاجأ صغارنا بعبارة (العفش داخل البص على مسؤولية صاحبه) حديث نبوي شريف في مناهج النشطاء..!!