د. خالد حسن لقمان يكتب: الخارجية.. علي الصادق.. وزير لا يحسده أحد .. !!

 

.. لا أعتقد بأن هنالك من يحسد السفير علي الصادق وزير الخارجية المكلف علي مهمته التي يضطلع بها و ما يقوم به الآن هذا الرجل من جهد لمعالجة الملف السوداني الخارجي بكل تناقضاته و التهاباته و تقرحاته حتي أضحي كما وكراسة التلميذ المهمل بقبحه و صفحاته المتمزقة والكل سواءً بالداخل و الخارج يحاول أن يمسك به و ينتزعه ليوجه سياساته وفق مصالحه و تحالفاته و من هؤلاء كبار المتنفذين الفاعلين الذي يفعلون ذلك بلا حياء و لا إحترام لسياسات و أعراف العمل السياسي و الدبلوماسي ومن هؤلاء دول اقليمية لديها هي الأخري اجندتها و مصالحها و من هؤلاء بؤر استخباراتية ما فتئت تجتهد لخدمة خط دولها الاستخباراتي ولكن بجرأة فوق العادة دفعت بها لممارسة العمل السياسي الصريح حتي مع القوي السياسية المتقاطعة في مواقفها من الوضع الراهن فعقدت بأدائها المتجاوز المواقف وافشلت جهود التنسيق و المصالحة و العمل المشترك و ايضاً مع القوي العسكرية علي نحو مفضوح وكل هذا ما كان ليحدث لو لا حالة السيولة التي شكلت كل تفاصيل المشهد السوداني علي نحو لا يمكن معه استخدام سياسة الطرد و التأديب الدبلوماسي و السياسي لضبط من يتجرأ و حسمه و ايقاف من يتخطي خطوط الدولة الحمراء في امنها و استقرارها .. لذا لم يجد السفير علي الصادق من يحسده او ينازعه منصبه الملتهب الذي يجلس فيه الرجل وكأنه يجلس علي ( كانون جمر مولع ) .. ولكن الذي أدهش المتابعين هذا الهدوء و الاداء الحكيم الناجح لعلي الصادق الذي ابحر بمركب البلاد ( محافظاً علي هيبتها و علاقاتها و انفتاحها علي العالم ) بعيداً عن الاصطدام بصخور المواقف المؤذية ( للدولة السودانية ) سواءً بناشطي الداخل المتناحرين أو اللاعبين الاقليمين المتجرئين علي الدولة السودانية بكل تاريخها و حضارتها و أمسها القريب الذي كان هؤلاء فيه كما ولا شئ أمام كل شئ .. وكذا أمام اللاعبين الكبار بتآمرهم و تهديداتهم تارة و جزرتهم الكاذبة تارة أخري ..

.. قد يتفق الجميع علي ما أعتري الساحة السودانية من ارتباك كبير في أداء الجهاز التنفيذي والسيادي للبلاد بفعل ما شهدته من أحداث عاصفة خلال الثلاث سنوات الأخيرة الا ان ما قام به هذا الرجل خلال الفترة القصيرة الماضية في وزارة الخارجية وهو مكلف مثل غيره من وزراء الجهاز التنفيذي يستحق التقدير و الإحترام و هو ما يضعه ليكون المرشح الأول لهذه الوزارة حال تشكيل حكومة تصريف الأعمال القادمة و التي بات أمر تشكيلها وأعلانها أمراً حتمياً فقط خلال بضعة ساعات قادمة ..

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...