مناهضة خطاب الكراهية ودور الاعلام والمجتمع

تقرير فاطمة عبد الوهاب

خطاب الكراهية ظاهرة مجتمعيةانتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة شاركت فيها بعض الوسائط الإعلامية مما شكل خطرا أدى للتحريض على العنف ,أصبح الإعلام فضاء تبث عبره خطابات قد لا يقصد منها التحريض بالدرجة الأولى ولكنها بشكل او آخر تؤدي لنفس النتيجة وهو ما يمكن ملاحظته عبر وسائل الإعلام.
يعتبر الأعلام المسؤول الأول عن التوعية بخطورة خطاب الكراهية مما يوجب عليه ردع أشكال الخطابات التي تستخدم أفكارا عدوانية او تحرض على العنف والكراهية.
في السودان نلاحظ إنتشار خطاب الكراهية ومساهمة وسائل التواصل الاجتماعي في انتشارها الأمر الذي يهدد السلم والأمان في ظل غياب الضوابط القانونية والإعلامية لذلك على الإعلامي أن يجاهد لكي يكون محايديا مبتعدا عن كل ما يؤدي الى نشر التوتر في اوساط المجتمع وذلك بالبعد عن كل ما يسيئ لأي من أطراف المجتمع وضياغة افكاره ورؤاه في قالب يقبله الجميع دون المساس بأحد.
المعروف أن القانون الدولي يحمي حرية الحديث ويطلب حظر التعبير الذي يحرض على التمييز او الأعمال العدائية او العنف ففي المادة الرابعة من الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز العنصري نجد انها شددت على ضرورة شجب الدول ،جميع الأطراف جميع اشكال الدعاية والتنظيمات القائمة على الأفكار او النظريات القائلة بتفوق اي عرق.
وإيمانا بأهمية الإعلام في التوعية المجتمعية نظمت المفوضية القومية لحقوق الإنسان بالسودان سلسلة من الورش لمناهضة خطاب الكراهية المتفشي.
تعمل مفوضية حقوق الإنسان بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني لتوعية الوسط الإعلامي والمجتمع بتأثير خطاب الكراهية على الأمن القومي والسلام الاجتماعي فمعظم الصراعات والنزاعات القبلية بدأت بخطاب الكراهية التي انتشرت بسبب الدور السالب الذي تقوم به وسائل التواصل الاجتماعي في تأجيج الصراعات.
وفي تصريحات لسونا قال د. رفعت ميرغني عباس ، رئيس المفوضية القومية لحقوق الإنسان ، لابد من وضع ضوابط فيما يختص بحرية التعبير وعدم المساس بسمعة الآخرين وشرفهم ومراعاة الأمن العام والامن القومي والصحة العامة كما يجب ان لا تتعارض حرية التعبير مع أي حق من حقوق يعترف بها القانون الدولي وحقوق الإنسان.
بدورها دعت الدكتورة رحاب مصطفي، الأمين العام للمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، الأجهزة الاعلامية والقائمين على أمر الاعلام بالانتباه لما يتم نشره اوبثه، مشددة على ضرورة ان يضطلع الاعلام بدوره ويبتعد عن تصعيد خطاب الكراهية والعمل على نشر الوعي وسط المواطنين والتنبيه للآثار السلبية لخطاب الكراهية ..
الجدير بالذكر ان عدم الوعي والتوعية وكذلك عدم وجود قوانين رادعة ساعد في إنتشار عدد كبير من الرسائل المبطنة التي تحوي خطاب كراهية سواء عبر الاعلام التقليدي او الاعلام الجديد.
اما آن الأوان لضبط الخطابات التي تبث الكراهية ؟ نأمل أن يتحقق ذلك لفائدة الجميع.

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...