مكتب (TSA) والتأشيرة التركية.. غموض الدبلوماسية (1-2) طالب جامعي: تم رفض جوازي ثلاث مرات بدون مبرر ولم أسترد المبالغ
مدير مكتب (TSA): نحن وسطاء فقط بين المواطن السوداني والسفارة التركية
شكا عدد من الطلاب والمواطنين السودانيين من غموض وضبابية في منح التأشيرة التركية بالخرطوم، وأكد بعض الطلاب لـ(اليوم التالي) عدم حصولهم على التأشيرة لأكثر من مرة عبر مكتب (T.S.A) الوكيل المباشر للسفارة التركية في قبول الإجراءات بالخرطوم، فيما كشفت بعض المصادر أن (T.S.A) ظل يتعامل مع شخصيتين خارج الإجراءات الروتينية أحدهما تركي (أ) وخبيرة تجميل سودانية (ن . ب) الأمر الذي أثر في حصول عدد من المواطنين والطلاب على التأشيرة لأنها لم تأتِ عبر هاتين الشخصيتين.
عليه حاولت (اليوم التالي) التقصي من أسباب الرفض والازدواجية في منح التأشيرة لعدد من المواطنين دون الآخرين، بل تأكد للصحيفة أن العلاقات الشخصية هي من تتحكم في تمرير الجوازات وبالتالي أي جواز لم يأتِ عبر السيدة الغامضة فإنه يرفض، فيما كشفت التحقيقات عن وجود علاقة بين ضبطية مبلغ 100 ألف دولار كانت مهربة عبر مطار الخرطوم بواسطة أحد العاملين.
الطالب (م .م) قال لـ(ليوم التالي) إنه تقدم بطلب لنيل تأشيرة الدخول الى تركيا بغرض التعليم لأكثر من ثلاث مرات رغم استيفائه لكل الشروط المتعلقة يمنح التأشيرة وطلب القبول من الجامعة إلا أنه أوضح أنه تفاجأ بعدم منحه التأشيرة في للمرة الأولى والتي تبلغ تكلفتها 300 ألف جنيه كإجراء مطلوب من الوكيل الحصري للسفارة التركية وهي (TSA) والتي تتبع نظاماً غريباً في منح التأشيرة حسب قوله.
وأضاف: حاولت مرة أخرى وثالثة، ولكن في كل مرة أتفاجأ بعدم منحي التأشيرة الأمر الذي أثر سلبياً في كثير من تفاصيلي، وحياتي العلمية أصبحت على المحك سيما وأن العام الدراسي قد أوشك على البداية وتنتظرني كثير من التفاصيل والإجراءات التي يجب إكمالها في تركيا
وطالب السفير التركي بالتدخل العاجل لحسم إجراءات منح التأشيرة سيما وأنها أصبحت عملاً تجارياً وليس دبلوماسياً من خلال الإجراءات التي يستخدمها مكتب (TSA) ..
الاتجاه إلى تركيا..
أما المواطن (ح .أ) قال لـ(اليوم التالي): لا أعلم السر في الرفض المتكرر من قبل السفارة في الحصول على تأشيرة الدخول إلى تركيا رغم العلاقات الطيبة بين البلدين حيث أصبح السودانيون يفضلون الاتجاه إلى تركيا للتعليم والعلاج بدلاً عن القاهرة وبلدان أخرى، ولكن يبدو أن الأتراك بدأوا في اتخاذ سياسة جديدة مع الجانب السوداني ظهرت جلياً ضمن إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول من خلال تعقيداتها وصعوبة المطلوبات بالإضافة للرسوم العالية.
وأكد: تقدمت بطلب التأشيرة أكثر من مرة ولم تستجب السفارة لذلك مع العلم هناك مبالغ كبيرة جداً يتم دفعها لمكتب (TSA) الذي يمثل واجهة للسفارة ولكن يبدو أن الأمر فيه تعارض وتضارب للمصالح بحيث هناك بعض الوكالات والأفراد يتعاملون مع TSA مباشرة ويحصلون على التأشيرة من أول مرة ولا نعرف السر في ذلك، بينما المواطن السوداني البسيط والذي يأتي مباشرة إلى TSA يجد صعوبة كبيرة في الحصول على التأشيرة مشيراً إلى أن هناك شكوك وريبة في التعامل سيما وأن التأشيرة لأي دولة يجب أن تتم بطريقة واضحة، داعياً السفارة لمراجعة ما تقوم به TSA من بيروقراطية في التعامل مع الجمهور ..
استغلال البسطاء..
رسوم التقديم للحصول التأشيرة تبلغ 112 دولار للتأشيرة العادية كفرد ومبلغ 160 دولار تأشيرة VIP للفرد.
ويقدم مكتب TSA إجراءات القبول والحصول على التأشيرة خارج إستانبول مبلغ (1400) دولار للجواز مع تكملة كل الإجراءات، لكن يظل الشرط الأساسي في التقديم والقبول أن يأتي فقط عبر مكتب (TSA) حتى وإن كنت حاصلاً على قبول من أي جهة أخرى فإنك ستُحرم أو لا تجد حظك في الحصول على الفيزا، إذا لم تأتِ عبر مكتب (TSA).
فيما وضع مكتب (TSA) أو الوكيل الأول والمعتمد للسفارة التركية شرطاً أن أي متقدم للحصول على التأشيرة أقل من ٢٥ سنة لن يحصل على التأشيرة أو يتم رفض الطلب حتى وإن كان مستوفياً كل الشروط ومكتمل الأوراق.
بينما المستندات المطلوبة في الحصول على التأشيرة مستندات تعجيزية وربما تدخل أصحابها في استخدام طُرق أخرى لأجل توفيرها حتى وإن كانت غير حقيقية ومنها (شهادة راتب، وموافقة من شركة أو كفالة عن طريق محامٍ وتكلفة هذه الكفالة مبلغ 50 ألف بالإضافة لكشف الحساب الشخصي وشهادة مقدرة مالية فضلاً عن توفير صورتين بالخلفية البيضاء وهذه أيضاً غير معتمدة إن لم تكن من استديو محدد يتبع لمكتب (TSA) مما يعتبر احتكاراً وعدم التنافس في أشياء متاحة ويمكن لأي شخص أن يأتي بالصورتين من أي استديو فقط تكون مستوفية للشروط هذا غير بصمة العين ..
فيما يبدو أن تعقيد هذه الإجراءات وتكلفتها العالية يجب في حال عدم الحصول على التأشيرة أو عدم استيفاء المطلوبات أن يتم إرجاع المبلغ لأصحابة لأنه ليس بالمبلغ البسيط، بل كان على السفارة أن توضح شروطها بكل شفافية أنه في حال الرفض لا يتم استرجاع المبلغ مرة أخرى ولا يسمح للشخص المرفوض أن يقدم مرة أخرى إلا بعد فترة يتم تحديدها بواسطة السفارة، أما أن يدفع الشخص مبلغ أكثر من 500 ألف جنيه ويتم الرفض ويقدم مرة أخرى في ذات الشهر ويتم الرفض فهذا يعتبر تحايلاً وعدم شفافية من مكتب TSA وتهاوناً واستهتاراً من جانب السفارة في التعامل مع طالبي التأشيرة ومدخل لأكل أموال الناس بطريقة غير عادلة.
علاقات المصالح ..
بينما كشفت مصادر عن سر العلاقة التي تجمع بين أحد أفراد مكتب TSA وإحدى السيدات حيث تستغل الأخرى هذه العلاقة في تمرير بعض الجوازات، بل واستثناءها من بعض الشروط وبالتالي الحصول على التأشيرة عبر المكتب، بينما الجوازات الأخرى لا يتم تمريرها على الرغم من استيفائها كل المتطلبات، وأكدت المصادر وجود سر غامض في كيفية إدارة المكتب، الأمر الذي أثر في عدم حصول على عدد من المتقدمين للتاشيرة لأنها لم تأتِ عبر بعض الأفراد الذين يتعاملون مع TSA مباشرة.
السفارة والتماطل ..
حاولت (اليوم التالي) أكثر من مرة مقابلة القنصل من خلال مكتب الاستقبال في السفارة التركية إلا أن مدير مكتب القنصل رفض التعاون واكتفى بإرسال ورقة تحمل عنوان الإيميل ورقم هاتف ثابت مقطوع من الخدمة أو غير مستخدم، وعندما حاولت (اليوم التالي) مرة أخرى أيضاً تم إرسال ورقة أخرى، ولكن هذه المرة فيها إيميل شخصي للمراسلة، مما يبدو أن السفارة غير جادة للحديث في أمر منح التأشيرة التي أصبحت عملاً تجارياً وليس علاقات دبلوماسية بين البلدين ومبدأ التعامل بالمثل .
عليه ندعو السفارة أن توضح للرأي العام ولطالبي التأشيرة والطلاب والمرضى وأصحاب الأعمال عن سر الإجراءات العقيمة التي يقوم بها مكتب TSA والفوضى العارمة والعلاقة الشخصية التي تتحكم في التعامل مع المواطنين وتصنيف الجوازات إلى يستحق أو لا يستحق فقط لأنها لم تأتِ عبر مصلحة بعض الأشخاص وما هي الدوافع لأن يتم رفض جواز لأكثر من ثلاث مرات ..
مكتب وسيط ..
ومن جانبه قال مدير مكتب (T.S.A) مجتبى إن المكتب يعتبر وكيلاً للسفارة التركية يقوم بإجراءات منح التأشيرة وفقاً للشروط والإجراءات المتبعة مضيفاً أن الطلاب السودانيين حصلوا على 1200 تأشيرة في العام الماضي وأن عدد التأشيرات الممنوحة بغرض الدراسة بلغت 1700 تأشيرة منهم 1200 يدرسون في الجامعات أن المكتب يتعامل مع الجمهور مباشرة وفقاً للسعر والإجراءات موضحاً أن الحصول على التأشيرة من عدمه أمر يخص السفارة التركية (T.S.A) مجرد واسطة فقط بين الجمهور والسفارة.