اسامه عبد الماجد يكتب … صاحب مواقف

 

¤ سارع للقاء وفد مفوضية حقوق الانسان الذي كان لحظتها يزورهم لأول مرة.في معتقلهم بسجن كوبر.. الذي مضى عليهم فيه حينها قرابة العام.. لم يهرول للقاء الوفد والامساك بيد اثنين منهم وقيادتهم الى عنبر بعينه ليشكو حاله.. او يبدي تضجرا من الواقع البائس الذي كانوا يعيشونه.
¤ قادهم ليروا رجلا كان يتكوم مثل جثة هامدة .. وقال لهم : (شوفوا الزول دا .. عرفتوا ؟) .. ثم اقسم 🙁 والله ماتلحقوا يموت).. وللمفارقة قد كان .. كان ذلك الرجل المهموم باخوانه وممن (يؤثرون على انفسهم) هو الجنرال عبد الرحيم محمد حسين.

¤ ادهش وفد المفوضية الزائر.. وهو يقول لهم (ماتشتغلوا بينا ولا بالرئيس كلنا تمام).. لكن تعالوا .. وقد اخذهم الى ابوهريرة حسين.. الذي كان يصارع الموت الذي اخطفه لاحقا.. بعد ان هيأت قحت ذلك .. اوكما قال قانوني كبير لابناء القيادات (ابهاتكم ديل الا يطلعوا على المقابر)
¤ لو قيل لي من صاحب ذلك الموقف الانساني النبيل لقلت عبد الرحيم.. الذي يفيض شهامة ونبلا ومحبة للاخرين.. وهو قليل الكلام كثير العمل .. تسبقه انجازاته في المؤسستين الشرطية والعسكرية.. وقدم من خلالهما عمل مدني ضخم من جامعات ومعاهد علمية ومشافي هي الاميز في المنطقة الافريقية.. وربما الشرق الاوسط.
¤ تابعت باهتمام اللقاء الحاشد لمناصرته امس الاول بالبرقيق بالولاية الشمالية.. صحيح تجمع اهله وعشيرته.. لكنهم اصيلين مثله.. لم يناصروه او يتحدثوا عنه كواحد منهم .. بل لأنه ابن السودان وعمل طيلة ثلاثة عقود لاجل الحفاظ على امن واستقرار البلاد .. ونجح في تلك المهمة باقتدار.

¤ لم تنال الحركات المسلحة ولا الجيش الشعبي الجنوبي من السودان وعبد الرحيم في قيادة المؤسسات النظامية .. لم يهدر وقته كثيرا معها بل تفرغ لاعمار وتطوير تلك المؤسسات وبشكل مذهل .. حق لاهل عبد الرحيم واسرته الكريمه ان يفاخروا به.. بل حق للانقاذ ان تفاخر به.. كواحد من ابرز قادتها الذين تقدموا (للمواقع) بكل (تواضع).. اعلوا من (شانها).. واعزوا (اهلها).. برفع (القدرات) وتوفير (الامكانيات).. وعدم تاخير (المرتبات).. كان حسين من (انجاز) الى (انجاز)
¤ وهب حياته ووقته للعمل.. كان واحدا من اصلب عناصر الانقاذ ..كان (مخلي بالو) من الانقاذ لا نفسه.. تملؤه العزيمة والارادة .. يقيني ان عبد الرحيم لم يعرف مقامه ومكانته وكذلك اسرته.. الا بعد ذهاب الانقاذ.. عندما تدافع الناس من كل مكان دون جهوية او قبلية مناصرين له، داعمين لموقفه

¤ يستحق حسين كل هذا التقدير والوفاء.. على مابذله من جهد وماحققه من انجازات ستظل عصيه التنفيذ على اي مسؤول أخر .. يظل ملف المعتقلين من الملفات التي يجب ان تحظى بالاهتمام على كافة المستويات..
¤ انطلقت نداءات (حاكموهم او فكوهم).. واقول حاكموهم بعدالة او اطلقوا سراحهم .. هم ليسوا وحدهم في السجون .. السودانيون معتقلون في سجن كبير.. الحرية لعبد الرحيم واخوانه من المعتقلين..

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...