كيف سُرق عمري

 

نهى محمد الأمين أحمد
nuha25@yahoo.com

فجأة ! ،، وجدت نفسي تجاوزت الأربعين، وكأن عمري قد سرق مني، هذان العقدان بين العشرين والأربعين مرا سريعاً، وكأني كنت أتفرج على مسلسل تمر فيه في الحلقة والتي زمنها ساعة فقط، تمر سنوات، كأني لم أكن بطلة المسلسل، تلاحقت الأحداث، فالطالبة الجامعية وجدت نفسها فجأة في منتصف العمر كما يسمونه،
يا ترى هل الجميع مثلي؟ تسارعت عليهم وتيرة الحياة، وعندما انتبهوا فجأة وجدوا الشباب يلوح بيده من بعيد، مغادراً إلى غير رجعة، هل السبب هو اللهاث خلف المسؤوليات والحياة الكثيرة التفاصيل في مقتبل العمر؟ أم أنها النفس التي تتناسى عمداً أو سهواً أن العمر يجري، وتحسب أن الحال سيدوم، متجاهلة أن دوام الحال من المحال،
أخال نفسي في متجر مليء بالبضائع، والبائع المستأجر من قبل صاحب المتجر، يأخذ من هذه البضائع على أن تتم محاسبته من راتبه، واستيقظ في أحد الصباحات ليفاجئه صاحب المتجر بأنه قرر بيع المتجر وأن ساعة الجرد قد حانت، ليجد نفسه مطالباً، وأنه كان يستهلك أكثر بكثير من دخله، فأصبح مديناً، لا يدري ماذا يفعل، فهو سارق ولكن بدون سبق إصرار وترصد، أنا مثله تماماً، اسيقظت ووجدت نفسي استهلكت من نفسي الكثير بدون أن أشعر، وساعة الجرد قد حانت وأنا مدينة، ولا أعرف هل أنا السارقة أم كيف سرق عمري!!

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...