عبدالحفيظ حامد يكتب: توافق المدنيين شبه المستحيل
خط الاستواء
السفير بالاتحاد الإفريقي محمد بلعيش غازل العسكريين والمدنيين مسربا بعض ماتم الاتفاق عليه في اللقاءات السرية بين الطرفين ليؤشر ذلك على قرب التسوية التي تعمل عليها الآلية الثلاثية (الأمم المتحدة الاتحاد الإفريقي والإيغاد)
أهم تحدي يواجه التسوية هو توافق القوى المدنية الذي يكاد يكون مستحيلا للخلاف العميق بين مكوناتها (بينهم ماصنع الحداد) ولعدم وجود السيطرة القيادية الكاملة داخل مؤسساتها وفقدان كارزما القائد خاصة إذا تعلق الأمر بمناصب ومحاصصات ومصالح وهي (كعب أخيل) للقوى السياسية .
لذلك التفكير في تسوية تقوم على تقاسم سلطة أو ثروة سيؤدي إلى الفشل ويهدد الدولة لأن الصراع الحزبي سينتقل لمؤسسات الدولة .
إذا أرادت الآلية الثلاثية تحقيق الوفاق بين القوى المدنية فينبغي أن يكون الحوار حول مقترح الدستور القادم ويقدم على أنه مقترح لا شيء ملزم يقدم للبرلمان المنتخب لإجازته
والتوافق على حكومة (تسيير أعمال ) للفترة الانتقالية وتحديد قاطع لزمن الانتخابات
ولعل أكبر عاصم للفترة الانتقالية هي حكومة كفاءات غير حزبية تسير الدولة وتهتم بمعاش الناس وخدماتهم وتعد للانتخابات القادمة .
حديث الآلية الثلاثية عن وثيقة جديدة سيتم التوقيع عليها بين المدنيين والعسكريين إذا جاءت بحكومة محاصصات مثل الوثيقة الدستورية الأولى (العودة للمربع الأول) ستتكون على إثرها حكومة محاور مرعية من أطراف دولية كل طرف يدعم من يمثل توجهه وينتقل الصراع الحزبي للدولة وتستخدم الدولة في التنافس السياسي ونصل لحالة شبيهة بالحالة اللبنانية (شركاء متشاكسون ) كل مجموعة لها سند اقليمي ودولي خاص بها وحينها ستفقد الدولة سيادتها إذ أن كل محور يحرك تابعه أو حليفه وفق أهوائه وإذا استصحبنا مع ذلك الوضع الأمني الهش والاحتراب القبلي المتنامي والأطماع الإقليمية والدولية في البلد يمكن أن نقول إن تشكيل حكومة بهذه الكيفية بداية تفكك السودان والاحتراب الأهلي الشامل .
اشترط البرهان لعودة الجيش لثكناته وخروجه من العملية السياسية توافق وطني شامل وهذا في ظني بعيد المنال وفق واقعنا المعيش ولعل الأقرب هو أن يسير القطار بمن حضر مع تشكيل حكومة تسيير للفترة الانتقالية مع تحديد زمن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والتي سيفوز فيها أصحاب الجماهيرية الحقيقية وليست الزائفة .
ونواصل