محمد حامد جمعة يكتب عن إرجاع البشير لكوبر وهل بعد الخيانة من خذلان ؟!
قال لي ما رأيك في قرار إرجاع البشير من علياء الى كوبر ! قلت قبل أن تكون تدابير بشر _ بقانون او حق سيادي _ فهي مشيئة الله في محطات سيرة الرجل .
فقد سبق أن خرج من كوبر الحي ألى علياء السلطة وياقوت الصولجان .
ليس لديه ما يخسره أكثر من تباين المساحات والفراغ وربما تحول المغاليق من الأزلاج الناعم للرتاج الخشن وبعض ملطفات الأسرة وكماليات إستطاب منها سابقا ولم يعد العمر يسمح ربما بمثلها .
2
وإن كان بالإمر جزاء ذنب فيما سبق على ظلم وقع .
فمن قدر له ذاك كفيل بأن يدير ذات حجية العدل على الجميع فكأس الندامة مطلق لإلتصاقات الشفاه .
فإن يكن قد مس القوم مرير نبيذه ففي أفق النواميس صف للسقاة .
والكؤوس تدور .
وإن يكن الأمر مظلمة عليه فالصبر بعض رحيق المرارات .
والذي أخرج (يوسف) من الجب لتل الرؤيا والسنين السمان قادر على إلقاء القميص على مطلع القدر الكفيف .
البشير بكل الأحوال تحرر بالحد الأدنى من رهق إختبار كبرياء المواقف .
فهو مقيد وحبيس .
أقله سيخلو لتدبر مصيره أمام عدل الله الموفي للحقوق .
القمين بالعفو المطلق السراح من ظنون العباد .
ولعل البشير يدرك وثيق الظن في مقالة الحجاج اللهم إني أسالك أن تغفر لي فإنهم يزعمون إنك لا تفعل .
3
لن يضار الرجل حتى وإن تسلمه الموت . فلو كان يرجو النجاة لوسعته المخارج .
لحظة أن أسلمه رجاله لرجاله . منذ تلك اللحظة أظنه لم يعد لديه ما يخسره .
فما بعد الخيانة من خذلان وهذه ليست مشكلة البرهان او حميدتي . فعندما تعق أباك لا تتوقع من غيرك إسباغ البر عليه . وإن كنت لو كنت شخصيا مكان هذا (الغير) لتحريت البر .
أقله ليدرك أن الغير أبر به من أخوانه وأرحم .
وقد يكون إلابتلاء للبشير لكن الإمتحان للجميع .