صديق دلاي يكتب: حسرات الإتحاديين , جاؤا من كل فج وعادوا بلا نظرة ولا إشارة ولا تحية!!!
عجيب أمر السادة مع جماهيرهم الوفية , وقد وصلوا للمطار من كل فج منذ وقت مبكر في إنتظاره بالدفوف والزغاريد وتحت أثر الأمراض والغلاء والمسافات الطويلة والسفر البعيد , خزلهم مولانا ولم يتبرع لهم بكلمة واحدة وسلام عادي وتلويحة او نظرة من تلك التي يحلمون بها ومع ذلك كان مولانا كما قيل بأنه رفض النزول من طائرته إن لم يغادر أبنه الحسن وإبن أخيه إبراهيم أرض المطار , إذن الرجل قوي وفيه إرادة ويفهم جيدا أن الجموع الهادرة جاءت من أجله وتستحق نظرة وكلمة علي أقل تقدير
عجيب أمر السادة , لا يأبهون لأشواق الجماهير المخلصة وتعبها منذ الصباح وحتي المساء , وما حصل وهو يغادر من بوابة المطار ناحية القوات المسلحة , فهل كان هذا جزء من البرنامج إذن لماذا تم الحشد بتكاليف عالية , ومن هو صاحب القرار الحقيقي , وهل فعلا رفض مولانا النزول لارض بلاده من سلم الطائرة إن لم يغادر الحسن وإبراهيم , وما الداعي الي كل هذه القساوة التي لا تشبه المراغنة والإتحاديين وما ذنب هؤلاء الشابيين لعقابهم لمجرد رؤية سياسية قد تكون هي الصحيحة والراجحة في مقبل الأيام
بل من الذي يتأكد بأن عودة مولانا وقراراته الغريبة نحو إبنيه هي منه وليس من طرف ثالث رتب ومازال يرتب كل شئ لتفسيد تسوية هذه الأيام
مؤكد أن الذين يقتربون أكثر منذ مساء أمس من مولانا يفهمون طبيعة الإمور جيدا وربما سألهم أين الحسن , وهذا يعزز هيمنة الطرف الثالث لإثارة الغبار والعواصف في وجه تسوية لابد منها وقد تم إرهاق كل الأطراف ولم يتبقي إلا أمل بسيط لمنع الحرب والفوضي ويعتبر مولانا هو الأكبر سنا ورشيد القوم فكيف يقف مع خصوم الثورة ويحرج حزبه وشبابه ومنهم الجرحي والشهداء والمفقودين ولا مفر من عبارة العزاء والحسرات بأنهم السادة وأمرهم العجيب
سنري تعتيم مخطط بحجز مولانا عن الجميع وقد لاحظنا لاي درجة تجاهل الطيب الجد الذي وضعوه أمامه مباشرة تحت سلم الطائرة ولكن الميرغني لم يهتم له أبدا فكيف حال القادمون من كسلا ونهر النيل والجزيرة ونيالا من عامة الإتحاديين والختمية
ورغم أنف الطرف الثالث ومولانا ستعبر التسوية بتوقيع بأمر أمريكا ودول الأقليم و أوربا وعلي تجمع الإتحاديين أن يمد قدميه أكثر في عالم الإتحاديين ما دام عودة مولانا بكل هذا العجز مختصرة في كشف عقوق بلا أي مبرر بل هو عقوق غريب وملئ بالريبة شكلا ومضمونا
لقد تبخرت عبارة التاريخ(عاش أبو هاشم) في الفضاء الوسيع دون أن يظهر مولانا في لحظة صغيرة يشكرهم علي تعب السفر وحفاوة الإستقبال وهو لا يعرف شئ عن أحزانهم وأموأتهم ليعزيهم بريدا وبرقا وبيانات , بل يكاد بحكم العزلة والغربة وطبيعة السجادة أنه غاب طويلا حتي عن جيل أبائهم وأجدادهم , فكيف لرجل لم يتبرع بدقائق معدودة يرفع يده اليمني ملوحا أن يجمع شمل شتات مثل دقيق البيت الشعري فوق شوكا نثروه
وعلي الإسلاميين الذي تحزموا ليستثمروا في عودة مولانا أن يعودوا لرشدهم للسماح بالتسوية والفترة الإنتقالية بالعمل من أجل إكمال مهام محددة وتجهيز البلد بإستقرار سياسي وإقتصادي معقول وعلي أساسه ليتنافس المتنافسون كما علي الإتحاديين التوقف طويلا في رئاسة الميرغني وتصحيح الأوضاع كما ينبغي ولا يصح إلا الصحيح