أمن البحيرات.. السودان والعودة لأفريقيا
الخرطوم /الزرقاء
أفتتحت بالخرطوم صباح اليوم الثلاثاء أعمال الإجتماع السابع عشر لمدراء و رؤساء أجهزة الأمن والمخابرات بإقليم البحيرات التي خاطبها الفريق اول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي الانتقالي وانتقلت رئاستها للفريق اول امن محمد ابراهيم مفضل المدير العام لجهاز المخابرات العامة
البرهان أعلن استعداد السودان للمساهمة بدور إيجابي وتوفيقي لإطفاء بؤر النزاع في القارة الأفريقية والإقليم، ودفع الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والسلم في شرق دولة الكونغو الديمقراطية، إلى جانب عودة العلاقات بين دولتي الكونغو الديمقراطية ورواندا.
ولفت إلى ان السودان ظل يضطلع بدور رائد من أجل استقرار الإقليم وأمن القارة الأفريقية، من خلال رعايته لاتفاقيات السلام في دولة جنوب السودان، وسلام الخرطوم الخاص بجمهورية إفريقيا الوسطى، إلى جانب استضافة اعداد كبيرة من اللاجئين الذين وفدوا للسودان جراء النزاعات بدول الجوار.
وأشاد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بالجهود المقدرة التي تبذلها لجنة التنسيق الإقليمية لرؤساء أجهزة الأمن والمخابرات في إقليم البحيرات العظمى من خلال تصديها للمخاطر والمهددات التي تواجه دول الإقليم والقارة الإفريقية بصفة عامة مشددا على أن الأمن الأفريقي، في ظل المتغيرات الدولية الراهنة، يستوجب من دول القارة، لاسيما دول إقليم البحيرات، تقوية التعاون وإحكام التنسيق لسد الثغرات الأمنية.
وقال: إن لديه قناعه تامة بأن لجنة التنسيق الإقليمية وآلياتها مؤهلة للتغلب على كافة التحديات الأمنية في الإقليم، خاصة مكافحة الظواهر السالبة المتمثلة في الحركات السالبة وقضايا الإرهاب والتطرف، موضحا: أن السودان يستشرف مرحلة جديدة، يتطلع فيها الشعب إلى توافق وطني تشارك فيه كل القوى السياسية والمجتمعية والشبابية، لافتا إلى بروز عدد من المبادرات للتوصل إلى حل للوضع الراهن.
ويقول الخبير الامني محمد خالد النور ان أفريقيا تنقسم إلى عدة أقاليم أمنية؛ منطقة خليج غينيا إلى الغرب، ومنطقة حوض بحيرة تشاد إلى الغرب الأوسط، ثم منطقة البحيرات الكبرى في الوسط، ثم شرق إفريقيا التي تحتوي على المنطقة الفرعية المعروفة باسم القرن الإفريقي، وأخيرًا هناك نظام الأمن جنوب الإفريقي ويضيف خالد ان السودان فيه ميزة او وضعية التمدد على منطقتين هي البحيرات والقرن الافريقي بل وقد يتاثر حتى بمنطقة بحيرة تشاد وبالتالي فحضوره في مثل هذه التجمعات مطلوب منه ويسهم بشكل قوي في خدمة اهداف وغايات الامن القومي السوداني والذي يتحقق بالشراكات الثنائية والجماعية خاصة مع توافر جهاز المخابرات السوداني على ارث من الخبرات والتجربة الكبيرة في الملفات الافريقية وبعض الملفات التي تمتد حتى لنطاق قضايا امنية عالمية مثل ملفات مكافحة الارهاب التي يعتبر الجهاز السوداني من الاجهزة الموثوقة والمتميزة رغم ضعف العرض الاعلامي والاسنادي لهذا الدور
ويقول الصحفي محمد حامد جمعة نوار المتخصص في الشوون الافريقية ومنطقة القرن الافريقي ان اجهزة المخابرات وبناء على تطورات ظروف عملها صارت حاضرة في دوائر العلاقات البينية بين الدول وتؤدي ادوار اسنادية عالية الاثر للجوانب السياسية والدبلوماسية وتعزز العلاقات الايجابية خاصة في مواقيت الازمات مشيرا الى ان الحراك الاخير لجهاز المخابرات السوداني على جوانب التواصل مع اثيوبيا او منطقة البحيرات الان والتي صعدت قضايا لسطح العرض افريقيا وعالميا ستدعم بلا شك الحضور السوداني الحميد في القارة بما يمكن ان يستعيد به اداور غاب عنها في الاونة الاخيرة دون مبررات منطقية رغم تعقيدات ظروفه الداخلية وتطورات ازمته مشيرا الى ان بعض مصدات الاستقرار الداخلي للدول وعوامله قدرة حكوماتها واجهزتها على لعب ادوارا ايجابية خارجية لصالح السلام والاستقرار