د. خالد حسن لقمان يكتب: محمد حاتم سليمان .. أربعون جلسة من وراء القضبان .. !!
.. لم أعجب مطلقاً عندما أطل علينا الأستاذ محمد حاتم سليمان من وراء القضبان وهو بكامل حيويته ونشاطه و ابتسامته تلك الآسرة بعد فترة اعتقال كادت ان تصل الي أربعة سنوات كاملة تم خلالها عقد 40 جلسة لمحاكمته دون اصدار قرار بإدانته أو براءته وذلك في سابقة غريبة ليست فقط علي تاريخ القضاء السوداني ولكن علي مستوي الإجراءات العدلية و المحاكمية علي نطاق العالم أجمع ..!! .. أربعون جلسة ولا حكم يصدر و المتهم داخل السجن .. ؟؟ !! .. شئ بالفعل مدهش و غريب .. والغريب أكثر بأن هذه القضية الطويلة تتعلق بتهمة اهدار مال عام عندما كان الرجل مديراً للتلفزيون ..!! .. يعني ليست تهمة قتل و لا ارهاب و لا نهب مسلح لتأخذ كل هذا الوقت من التقاضي .. !! .. وفي مواجهة كل هذا لا زال الحبيس المتهم محمد حاتم و كأن الزمان يزيده وضاءةً و شباباً و وسامة بمثل ما يزيده صلابة و قوة و شجاعة .. لم أعجب لذلك لأنني أعرف مثل هذا النوع من الرجال الذين ان ابتلاهم الله بشئ من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات انكبوا علي وجوههم يسألون ربهم وحده و في جوف الليل أن يثبتهم صبراً جميلاً بمثل اذا ما اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون .. هذا النوع من الرجال قال عنهم رب العزة ان عليهم صلوات من ربهم و رحمة كما قال جل جلاله أنهم هم المهتدون .. هذا هو سر الوضاءة و الوسامة و الجمال الذي اندفع به نحونا الأستاذ محمد حاتم سليمان يحاول ومن وراء القضبان ان يحتضن كلاً منا فرحاً باللقاء و وسعيداً بالمشاهدة .. لحظتها جال بخاطري سؤال حول من يحتاج لمؤازرة الآخر .. ؟؟!! .. نحن بكل ما نعيشه من احباط الحاضر و بؤس المستقبل المنظور بأفقه القاتم أم هذا الرجل الملئ بكل هذه الحيوية الدافقة بالرغم من قضائه أربعة سنوات وراء هذه القضبان وهو يواجه محكمة بكامل عضويتها وهيئتها لأكثر من أربعين مرة مثلت كلاً منها جلسة كاملة تعقد و تنفض لتأتي الجلسة التي تليها هكذا حتي إكتمل العدد الآن الأربعين .. !! من يصدق هذا .. ؟؟!! .. و لكن لا عجب فأبتلاءات البعض موسم لهم بل مواسم للخير يقضونها في سعة مكان يتجاوز امتار سجنهم و جدران محبسهم .. فإن حوي المكان الجسد اتسع الفضاء للروح لتحلق بعيداً عن عالم البشر و أهل الدنيا .. ويا له من عالم لمن تذوقه ولامسه وعاشه ..
.. لله درك محمد حاتم فهذا عهدنا بك صلداً كما و صلابة الفولاذ و قوياً كما وقوة الحق الذي يوشك أن يدفع بك دفعاً الي خارج قضبانك لتعود ومن جديد الي سوح الحياة و عطاء العمل الذي ما فترت يوماً فيه و ما يئست لحظة بضيقه وقسوته عليك وانت صاحب العبارة الأشهر : ( الفورة ألف ) و صاحب الحكمة الباقية : ( الحركة والسكون بيد الله .. ) ..