معسكرين وبندقية . وطن للبيع
صديق دلاي
بعد ظهور التسوية وخروج ثعابين الرفض مع عودة مولانا الدرامية جدا , وبحكم تطاول الأزمة السياسية وإستنفاد الفرص وضيق مساحة المناورة ونفاد كل الصبر ومعظم رصيد الحكمة , فنحن نلعب مباريات القمة ولا مجال لمبادرة هشة وحاضنة مصنوعة وكل التناقض مفضوح وكل التسويف غباره يعود للمصدر وتبقي القليل من جراب الراي والرجل الرشيد غائب والأطراف منهكة , الإحباط عام ,ليظهر أخيرا معسكرين وبندقية وتربص و وطن للبيع بينما الصباح متأخر وليالينا أطول مما تصورنا مع الهزائم والتشاؤم والشتات
كثيرين من أناء هذا الوطن مستعدون لبيع نصف دنياهم لعراف يفتح لهم عقل وذهن البرهان ليفهموا , ما الذي يريده لهذا البلد وهو القائد العام للجيش , ما الذي يدور عنده ومن يشتري منه صراحة الثانية صباحا لنفهم سويا مالاته وتفكيره والي أين يسير بنا وبكل هذه المخاطر
نقول ذلك لأن التسوية باتت كائن حئ بين يديه تحيا في حطاب والمرخيات وتموت في القيادة مع قيادات قيل أنها فوق رتبة العميد , وعودة مولانا بعد الترحيب المستحق , ريابة جدا وحمالة وجوه ومعها تطرح أسئلة بسيطة لكشف المستور وإضاءة الدهاليز , من وراء العودة السريعة , في زمن التسوية المباركة من طرفئ الصراع السياسي , المكون العسكري والمدنيين , من الذي نشط فكرة محنطة وخلق منها حكاية سياسية موازية لتفسيد التسوية و ظهور (الكتلة الديمقراطية) كتلة الضرار باللون الأصفر الباهت تتجمع مرة أخري, خصوم الثورة من أبنائها القدامي والعصاة
لقد أهتزت الفكرة النبيلة للكفاح المسلح وأنسحب رصيد خرافي من قياداتها فالسيد عقار وصف الثوار بالأطفال الذين يعرقلون عمل الدولة , ومناوي تحول لبهلوان يترك جغرافية من خمس ولايات حاكما مطلقا علي أقليم دارفورليهاجم الحرية والتغيير في الخرطوم و التي جلست معه عاما كاملا للتفاوض , ترسم له الحقوق الأساسية بعد حريق دارفور , ومعروف لجبريل من حرقها بالأنتينوف والجيوش المختارة والذهن السياسي محدود النظر والبصيرة , قدم لنا بدلا عن التنمية والحب حربا أهليه مؤلمة وقاسية علي التسامح السوداني المعروف
هذه المجموعة خرجت من الحرية والتغيير بزمن حمدوك والثورة تهتف من عطبرة للفاشر , تسللوا ليلا ناحية القيادة العامة وأسسؤا إعتصام القصر لخنق حكومة كانت من أولوياتها مسح دموع دارفور أولا قبل إعادة الإضاءة لشوارع الخرطوم الرئيسية
ظهروا في تجمع محشوا من الإسلاميين بأزياء خادعة وسموا أنفسهم الحرية والتغيير التوافق الوطني وكانوا بشربون القهوة في القيادة العامة التي مسحت جداريات الثوار خلال ساعات بعد فض إعتصام تاريخي
نفس المجموعة بعد فشل مبادرة الطيب الجد , فشلت في بناء تحالف سياسي برعاية العسكر ضد الحرية والتغيير ست الأسم , وبعد فشل مناوي أن يبني شفخانة في قرية واحدة وبعد تجربة مريرة للسيد جبريل في وزارة المالية وبعد موقف عقار من الثوار وتمترسه بمنصبه بالسيادي وفقدانه حرية صغيرة يشرب بها كباية ليمون في السوق الشعبي بالدمازين بعد نضال العمر ولم يتبقي إلا الإنتحار الأخير في ظهور (الكتلة الديمقراطية) بقيادة جعفر الصادق بتلقين البسملة وتلاوة بيانهم الأول مثل المستحيل الذي أتجه غربا هروبا وإستسلاما
(بدون شك)
ستكون مبارة القمة مشروع دماء لو أستمر العناد لقتل تسوية جاهزة للتوقيع , وبحديث حميدتي الصريح والشجاع بأنه مع التسوية يصبح حاميا للتسوية بكل ظلال و فكرة الحماية , بينما (الكتلة الديمقراطية) ترغب في تخريب كل النفق وأختارت القوة بدلا عن الجماهير بينما دعاة (السلام سمح) سقطوا في إختبار الوطن والثورة , وخيار الشعب وشجعوا تردد البرهان والبندقية الإضافية يمسك زنادها نفر يظن أن حشر الجيش في السياسة هو الحفاظ علي روح وجسارة القوات المسلحة وهذه ثقافة بائدة مازالت تقوي مع الأيام والسنين فمن سيكون عاصم الوطن المشتت والمنهك