رشيد المهدية يكتب من كندا: لماذا بيلية أسطورة الأساطير
لماذا بيلية أسطورة الأساطير
رشيد المهدية/ كندا
علينا اولا ان نشير الى ان الأسطورة *بيلية* كان ضيفا على نادينا الحبيب الهلال بدعوة
سبقت الزمن وسطرت تاريخ مجيد لنا جميعا ،،،
تحت قيادة الراحل أحمد عبدالرحمن الشيخ وعمنا المهندس عبدالله السماني
ورفاقهم الكرام …
اما عن علاقتنا به التي تتعلق بالإلهام والتحفيز ،،، فهذه تعود الى الطفولة ،،،
كنا ونحن صغار نسمع عن قدرات بيلية الإستثنائية ،،،
وكبف انه شارك في مونديال السويد في العام 1958 وهو في سن ال 17 عاما واحرز هدف تاريخي …
ثم كيف تعرض للعنف المفرط في مونديال شيلي في العام 1962 ،،،
ثم شارك وقاد بلده البرزايل للفوز بموندياله هو،،،
في العام 1970 بالمكسيك ،،،
وسمعنا عن قدراته الفائقة ،،، وسحره للمنافسين ،،،
وروايات المدافع الإنجليزي الشهير بوبي مور عن الخدع التي يستخدمها ….
ولكن لضعف التغطية الإعلامية والبث التلفزيوني وقتها ،،،
شاهدناه في خيالنا أكثر من على الطبيعة …
وحلمنا بقدراته الفائقة التي لم نحظ بمشاهدتها …
لم تكن هنالك قنوات رياضية متخصصة ،،،
وتغطية إعلامية متقدمة ،،،، ولا
ال اي ار تي ولا الجزيرة الرياضية ولا البي ان سبورتس ،،،
ولم توجد باوربا قنوات رياضية متخصصة بحجم وقدرات اليوم …
عشقنا بيلية عبر *حكاوي* اهلنا وكبارنا بالحي ،،
وعبر أساتذتنا …
وكانت قصثه وقصة الملاكم الأسطورة المسلم محمد على كلاي ،،،
محفزة للأقليات بجميع انحاء العالم ،،،
الأقليات بمفهوم الغرب ،،، اي الملونين والسود والذين أصولهم ليست اوروبية حتى إن كانت بشرتهم ،،، *عربية خليجية* او
بيضاء مصرية* !
والاخيرة ،،، أصبحت مؤخرا تعرف بال *invisible minorties* ،
مجموعة أقلية لا يمكن التعرف عليها بالنظر الى أشكالهم فقط اي بصريًا …
ولكنهم في نظر الغرب ، أقلية ،،،
بمعنى آخر ،،، ليسوا في مكانة الأوربيين وخاصة أصحاب الاصول القوقازية …
على كل حال ،،،
تميز بيلية وتفرده كان تحد ضخم في مواجهة مفهوم التمييز الإثني ،،،
الذي يعود إلى القرن السابع عشر وهو أمر وجد في ،
*الاثنوغرافيا اليونانية الرومانية ومصادر قديمة أخرى …* ،،،
فخلق *ملك اللعبة في القرن العشرين* ،،،
ثورة حتى داخل بلده البرازيل التي كانت تعاني من طبقية البرتغاليين المسيطرين على *مفاصل* الحياة بها …
ولإستثنائية سلوكه وتميزه داخل وخارج الملعب ،،،
اصبح مقبولا من كل الإثنيات بما في ذلك ،،،
أصحاب الأصول الأوروبية ….
ولأن سطوع نجمه تزامن مع *إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان* ،
في حق الأقليات للذين تعود اصولهم الى افريقيا باوروبا وباميركا ،،،
اصبح بيلية بجانب محمد على كلاي ،،،
مرآة للنضال من اجل الحق ،،، بالقيم التي يدافع عنها ،،، العنصريين انفسهم …
فاصبح ايقونة ،،، لاجيال من البيض المتعاطفين مع حقوق الألقيات ،
المناهضين لسياسات التمييز العنصري اينما وجدت وخاصة الأقليات اليهودية …
التي عانت بدورها منها باوربا وخلف المحيط …
فتفرغ بيلية للإبداع و حطم الأرقام ،،،
فحقق إنجازات تاريخية ابرزها الفوز بكأس العالم 3 كرات …
وأرقام فلكية من الاهداف لا زال الجميع يركض لتحطيمها …
كما نجح في نشر اللعبة بمعظم دول العالم بكارزيما ملك اللعبة ،،،
خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية التي
كانت كرة القدم عندهم ولا زالت الى حد ما تلك التي تلعب وهم يرتدون الخوذات …
وعبدَ بيلية الطريق للسود ببلده وباوربا وبغيرها ،،، ليجدوا القبول نسبيا ،،،
ونثر إبداعاتهم بكل سهولة وبشكل ملاحظ في الرياضة ،
وكرة القدم وفي غيرها ودون عوائق نفسية قاتلة ،،،
او تمييز قميء …
الآن وانت تقرا هذه الكلمات ،،،
وصل بيلية مرحلة حرجة بعد ان إنتشر المرض في جسده ،،
ويعيش في هذه اللحظة على ما يعرف بالمسكنات *Palliative* …
بيلية لم يكن فقط لاعب كرة قدم إستثنائي الموهبة ،،،
أو إستثنائي في العطاء ،،،
حتى تتم مقارنته بالإستثنائيين دييغو ارماندو ماردونا و ليونيل ميسي ،،،
وإنما ،،،
ايقونة مثل محمد على كلاي ومايكل جوردان وسيرينا ويليامز ،،،
لأنهم ،،،
حطموا قيود واغلال كثيرة ،،،
اهمها ،،، قيود التمييز المؤسسي institutionalized discrimination
اي الممارسات والسياسات الضارة داخل المؤسسات التي ،،،
تؤدي إلى الحرمان المنهجي من الموارد والفرص للسود والملونين
وبالمثابرة والعمل الجاد ،
وبالكيفية التي كانوا يتصرفون بها They way they carried themselve
نجحوا جميعا في ان يسحرونا ،،، فما عدنا او غيرنا يراهم سود البشرة فقط ،،،
فهم ،،، اساطير ،،،
لقد أعادوا الكثيرين الى ادميتهم بعد ،
ان أفقدوهم رشدهم . . . Get well soon, Pele